نتائج هولما
أ- نتائج هولمان 1962 Hallman
يشير هولمان إلى ان المتذوق يمر بنفس المراحل الأربعة التي يمر بها المبدع ، وهي :
· مرحلة الاستعداد : أي التهيؤ للوقوف بباب العمل الفني لعل يسمح له بالدخول
· مرحلة الاختمار : أو الكمون أو الحضانة ، وهي تلك المرحلة التي تمر قبل أن يحدث اندماج مع فكرة أو موضع العمل الفني ، وهي تمثل نوعا من الانصراف أو عدم الحضور في المجال السيكولوجي للعمل حتى وأن ظل المتلقي في الحضرة الفيزيقية للعمل
· مرحلة الأشراق : أي حدوث انفتاح وفيض ، بما يسمح بنوع من الفهم والاستيعاب والبلورة لمضمون العمل ومتعلقاته 0
· مرحلة التحقق : وهي المرحلة التي ينتهي فيها المتلقي إلى حكم وقرار يخص العمل ، ويخلص فيه إلى تحديد علاقاته به 0
وهذه المراحل الأربعة هي محاولة لتجزئ ما هو كل متوحد نرى فيها المتذوق يمر بجهد تشكيلي أساسي وبمعنى آخر يعيد بناء العمل الفني مرة أخرى من خلال السير في نفس الدرب الذي سار فيه الفنان المبدع ، ومثال لذلك انه عند قراءة دراسة ( رودلف ارنهيم ) عن عملية الإبداع لدى ( بيكاسو ) نلاحظ أنه حاول بالفعل كدارس وناقد ومتذوق ان يسير في نفس الدرب الذي سار فيه بيكاسو وهو يقوم برسم لوحته الشهيرة ( الجرانيكا) واستطاع ان يفك طلاسم هذه اللوحة من حيث عملية النمو التي تعرضت لها حتى أصبحت هي ما نشاهده الآن0
جـ- نتائج محمود البسيوني :
يذكر ( محمود البسيوني ) ثلاث مراحل يمر فيها المتذوق ، وتتميز كل مرحلة عن الأخرى بنشاط خاص يسلكه الفرد تجاه الموقف الجمالي أو العمل الفني وهذه المراحل متتالية ، ومتابعة ترتبط كل منها بالتالي تسبقها ، وفيما يلي هذه المراحل الثلاثة :
· المرحلة الأولى : مرحلة المعاناة : فعندما يلاحظ الفرد أن هناك عناصر في الموقف المدرك تتصف بطابع جمالي يستجمع حصيلته من الخبرات السابقة المتصلبة بالتذوق ، ويبدأ في ممارسة أنواع مختلفة من النشاط ، تستهدف الكشف عن العوامل التي تحقق الاستمتاع الجمالي ، فنجد الفرد يبحث وينقب عن العلاقات الجمالية التي تتصل بالموضوع الذي يراه والذي يثير انتباه وتتميز مرحلة البحث هذه بالدقة والتمحيص ، والتأني ، في إدراك العلاقات أو الربط فيما بينها لاستنباط الخصائص والقيم المؤثرة ، وتتميز أيضا بالتأمل وهي نوع من النشاط الذهني العميق ، يستجمع فيه الفرد كل خبراته السابقة التي تعينه على النفاذ إلى أعماق الظاهرة وتفسير مشتملاتها 0 وهذا النوع من النشاط في صورته الكاملة يتطلب جهدا ومثابرة من المتذوق ، غايته الوصول إلى ذروة الاستمتاع والشعور باللذة ، وعملية المتعة هذه يمكن ان تكون كاملة ، ويمكن ان تصل إلى حد الإشباع الكامل ، وهدف الوصول إلى الإشباع الكامل هو الدافع المنشط في مرحلة البحث هذه 0 الذي يدفع الفرد إلى بذل الجهد الوفير بكل إمكانياته وخبراته في هذا الموضوع ، فكلما كانت قدرة التذوق عند الفرد نامية بدرجة كافية تحقق له الوصول إلى ذروة الاستمتاع بالجمال ، وهذه في حد ذاتها لها أهميتها الخاصة في علاقة الفرد بالجمال0
· والمرحلة الثانية : هي مرحلة الاكتساب : فنتيجة لمرحلة البحث والمعاناة يصل الفرد إلى مستوى من مستويات المتعة الجمالية ،هذه المتعة التي يكتسبها الفرد من خلال عملية التذوق لها دورها الكبير في إكساب شخصيته طابعاٌ جمالياٌ ينعكس في تعديل سلوكه وتهذيب وجدانه ، ومن ناحية أخرى فإن تذوق العمل إما أن يكون مطابقا لخبرة سابقة ،وفي هذه الحالة يكون الإكتساب قاصراٌ على المتعة ، إما أن تكون هناك خبرات جديدة في العمل الفني يكتسبها ويستوعبها وتضاف إلى رصيده من الخبرة والتي تكون وسيلة لتذوق مواقف جمالية جديدة ، وبهذا تكون عملية التذوق نامية باستمرار والتي تكون وسيلة لتذوق مواقف جمالية جديدة ، وبهذا تكون عملية التذوق نامية باستمرار
· والمرحلة الثالثة : هي مرحلة التعميم : فعندما تصل الخبرة الجمالية المكتسبة جزءا من الشخصية تنتهي العوامل السابقة إلى نتيجة هامة وهي التعميم فيها يطبق الفرد ما أكتسبه من المواقف على سائر المواقف في المستقبل 0