· التذوق ال
· التذوق الفني وخصائص العمل الفني :
مفهوم العمل الفني ( مميزاته وطرق فهمه )
تم التوصل في عدد من الدراسات إلى ان العمل الفني هو عبارة عن رسالة موجهة من أنا ( المبدع ) إلى الآخر ( المتلقي) بقصد التوصل إلى ما يمكن أن نطلق عليه حالة ( النحن ) ، أي توحد الأنا والآخر وفي حالة نفسية واحدة ، تجمع بينهما وتزيل ما بينهما من فوارق واختلاف في وجهات النظر والآراء والأنفعالات ، والتعريف السابق يؤكد دور الفنان كمرسل يجعله يتخذ العمل الفني كرسالة يوجهها إلى غيره ، والحقيقة ان تعاريف العمل الفني ينتابها اختلافا جوهريا ، فقد عولج في بعض الأحيان على انه ميتافيزيقي ، بينما هو في رأي هربرت ريد – ظاهرة عضوية قابلة للقياس 0
فقد كتب ( كولنجود) : العمل الفني ليس جسما أو شيئا يدرك حسيا ، بل هو فعل يقوم به الفنان وهو ليس فعل صادر عن جسمه أو عن طبيعته الحسيه ، بل هو فعل قد صدر عن وعيه ، وهو تجربة جمالية باطنية تتحقق كلها في عقل الفرد الذي يستمتع بها على انه يفترض اتصال هذه التجربة الباطنية بالجسم أو الشيء الخارجي ( اللوحات المرسومة أو الأحجار المنحوتة ) فالفنان يلجأ إلى تجسيم تجربته الجمالية لإثراء هذه التجربة فلاشك ان تكوين تجربة جمالية ذهنية دون عمل مجسم ينقلها إلى الخارج يجعلها أقل تنظيما وأكثر نقصانا بسبب ما يكتسبه الفنان إذا حول هذه التجربة الذهنية إلى عمل مجسم خارجي 0
وبالرغم من الرأي السابق الذي يؤكد على ان العمل الفني عبارة عن تجربة ذهنية أولا وأخيرا ، وأن الفنان يلجأ إلى تجسيم هذه التجربة لمزيد من المعايشة مع التجربة ونقلها بشكل ناضج منظم إلى الجمهور فيسهل تذوقها إلا أننا نطالع آراء أخرى توضح ان العمل الفني مزيج من الخطوتين : التجربة الذهنية + تجسيم هذه التجربة ومن هذه الآراء :
العمل الفني ما هو إلا تعبير عن معنى ، أو أنفعال أو إثارة يحسمها الفنان في العالم الخارجي فيترجمها بأسلوب يتوفر فيه البحث عن علاقات الخطوط ، والمساحات والألوان والأشكال في صيغ جمالية لها وحدتها وطابعها المميز ، ويترتب على هذا التحديد اختلاف العمل الفني عن التسجيل الفوتوغرافي أو النقل الحرفي للطبيعة 0