· دور الأعل
· دور الأعلام في خلق متذوق فني :
تعتبر وسائل الإعلام من الوسائل الهامة في تنمية حاسة التذوق الفني لدى الفرد وفي نفس الوقت يقع عليها العامل الأكبر في انهيار ذوقه الفني 0
فالإذاعة والتلفزيون والسينما والصحف والمجلات كلها وسائل إعلامية يجب ان تنحصر وظيفتها في خلق جيل متذوق للفن وقادر على نقده 0 يجب ان تنحصر وظيفتها في خلق جيل متذوق للقيم الأخلاقية للمجتمع مع ضرورة تأكيدها على أهمية الحفاظ على التعبير عن تلك القيم الخلقية حتى يتحقق للفن أهم أدواره في تطهير النفس ودفعها لتصبح خبرة عند الفنان والمتلقي ليدافعا عن الحق 0
وهناك أمثلة متعددة في البيئة تبين مدى احترام المجتمع لفنونه وتقديسه لها فالمجلات التي تظهر مثلا قد تخرج بابا مصورا عن الفنون وتجعل هذا الباب متنوعا على الثقافة 0 فالقارئ لا يهتم فقط بالأخبار والمشاغل اليومية ولكنه يهتم أيضاٌ بتذوق الإنتاج الفني وفهم مشكلاته 0
وقد لعبت الصحف في جمهورية مصر العربية دورا كبيرا في خلق روح رياضية لدى الجمهور وذلك بتخصيص صفحة في الجريدة اليومية تحدث الناس عن اللاعبين وعن المباريات المختلفة ومستوياتها من الحذق كما خصصت الإذاعة والتلفزيون برامج لذلك في إذاعتها للمباريات 0 أما مجال الفنون التشكيلية وما يربط به من ابتكارات تؤثر في الرؤية البصرية فإنه مازال محدودا ولا يعني به إلا عدد ضئيل من الجهات الرسمية كما ان المتاحف الميسرة وأن كانت تزخر بالإنتاج إلا أنه ليس هناك برامج تربوية تعلم الناس كيف ينظرون إلى تلك الأشياء ويفهمونها ولذلك فإن هذه المتاحف كالمخازن لا تؤدي دورها في نشر الثقافة الفنية وتنمية الذوق والأصول الابتكارية لدى الجمهور كما أن البلاد المتمدينة متخصصة في كل نوع من أنواع الفنون وهذه بدورها تؤدي وظيفة حية في نشر الثقافة الفنية ، أما عندنا فلا توجد مجلة واحدة في هذا الصدد وقد حاول البعض مشكورين بإيجاد مجلة من هذا النوع إلا أن هذه المجلة قد اختفت بعد سنوات قليلة لظروف مادية مجحفة 0
ولاشك ان النمو الابتكاري والتذوق لا يمكن أن يتركا عفواٌ في مجتمع يريد أن ينهض إلا بتخطيط واع موجه يشمل على برامج محددة يمكن أن تؤديها المتاحف والمعارض ومعاهد التعليم والصحافة والمطبوعات ودور السينما والإذاعة والتلفزيون والأندية الاجتماعية والنقابات والمصانع وكل مجال يجمع فيه الناس
فللإعلام دور كبير وفعال في هذا المجال فيجب على وسائل الإعلام ان تعطي اهتماما أكبر للفنون التشكيلية وذلك بالكشف عن هذه الفنون وتناولها بالعرض المناسب وتقديمها للجمهور بشكل شائق يلقي الضوء على قيمها الفنية والجمالية والأصول الجوهرية التي تستند إليها حتى تنال هذه الفنون فريدا من التقدير ولتكون وسيلة فعالة لتنمية القدرة على التذوق الفني والجمالي المتجرد من أي تأثير تقليدي أو رجعي وهنا ستكون الفرصة متاحة لأن تغرس في نفوس النشئ حبها وجلالها وسموها والأعتزاز بها وتقديرها وبالتالي تصبح مجالا للاستلهام والخلق الفني عندهم0 لذلك يجب
1- عمل لقاءات مع العديد من الفنانين والتقابل معهم في معارضهم المختلفة وعرض لوحاتهم وأعمالهم الفنية المختلفة 0
2- عمل لقاء تلفزيوني بين الموهوبين الصغار والفنانين وتعليق الفنانين على أعمال هؤلاء الصغار وتوجيه وأرشادهم
3- عمل معرض صغيرة لهؤلاء الموهوبين حتى يشاهدهم غيرهم فتكون حافزا لهم لمزيد من الإعطاء الفني في مختلف الفنون 0
4- عمل برامج حوارية بين القيم الابتكارية الجديدة في العمل الفني وبين الخبرة السابقة وهذا الحوار يتطلب استعدادا خاصا من المتذوق لقبول غير المتوقع من الفن إلا أن هذا القبول له شروط فهو ليس استسلاما للبحث عن الحداثة أو قبولا للنزوات الاعتباطية تحت أسم الفن ولكن يعني ان الوقت يكون مخصصا من أجل تفكير الفنان ويعني المرونة من جانب المشاهد سوف ترتبط مباشرة بالخبرة عندما يعالج الصور الخيالية لتنظيمها تنظيما عقليا وإعادة ترتيب الأمور والمعاني في علاقات جديدة دراسات تناولت تأثيرا اختلاف العمر الزمني على المتذوق الفني :
من المتفق عليه ان العمر الزمني أحد الشروط المسئولة وراء تباين الأفراد على التذوق الفني وأن التذوق الجمالي عامة والتذوق الفني خاصة يبدآن مع الطفل فترة الميلاد بل افترض كثير من الباحثين وجود قاعدة بيولوجية للتذوق غير ان خصائص المثير المحددة لما يثيره من احساس بالجمال تكون مهوشة ومتداخلة في الطفولة ثم تتحدد مع النضج والتعليم من حيث كونها خصائص ومن حيث دورها وراء التذوق الجمالي إذ انه بتزايد العمر الزمني تتحدد وتتزايد الفروق الفردية في السلوك مما يؤدي إلى تحديد وتمايز سمات الشخصية ، على اعتبار ان الإدراك الجمالي من أبرز هذه الموضوعات الممكن أن تتخذ محكا للتمييز بين السلوك المبني عن شخصية الفرد 0
والمعروف ان استجابة الفرد لأي مثير لا تتم إلا إذا كان هناك انتباه للمثير تنمي الاحساس به ثم إدراكه ثم تأتي عملية اختيار الاستجابة المناسبة فإذا كان الفرد ليس لديه الاستعداد للانتباه للمثيرات الجمالية فإن الاستجابة الجمالية للمثيرات الجمالية لن تتم فهل كل فرد لديه هذا الاستعداد للانتباه للمثيرات الجمالية ؟ يجيب على هذا السؤال " محمود البسيوني :
الحساسية الجمالية استعداد متوافر عند الناس بدرجات متفاوتة ويطبقونه في كل ما يقع تحت حسهم في الحياة العادية مثل أدوات الشرب والمأكل والملبس والمركبات المختلفة حتى سفن الفضاء والشارع وابتكار العلمي يدخل فيها الجمال والأمر لا يتعدي أن نتأمل ما حولنا فالجمال متغلغل في نفوسنا في كل ما يقع تحت حواسنا ونستمتع به فلو حللنا سلوك الإنسان عموما في الحياة نجد ان يتركب من مجموع الاستجابات لمواقف مختلفة وكل استجابة ايجابية أو سلبية تتضمن رضى بذلك أم لم يرض ممارسة لقدراته على التذوق وإصدار الأحكام 0