أساليب صناعة وزخرف
أساليب صناعة وزخرفة النسيج:
منذ عرف الإنسان المنسوجات لم يقف عند حد المنفعة بل عمل على زخرفتها بالطرق الآتية:
الرسم عليها بالألوان رسوماً مختلفة Painting
أتقن المصريون القدماء فن التلوين، وكانوا يكتفون في أول أمرهم بصباغة منسوجاتهم بلون واحد فقط مثل الأحمر أو الأزرق، ولكنهم بمضي الزمن أخذوا يصبغونها بألوان عدة.
فكانوا يحصلون على اللون الأزرق من نبات النيلة، الذي كان يزرع في مصر في العصر الفرعوني، وزادت زراعتها فيها بعد الفتح العربي زيادة عظيمة، واشتهرت به الواحات الخارجة.
واللون الأصفر كان يؤخذ من نبات الزعفران، ووجد في مصر بكثرة في العصر الفرعوني وفي العصر الإسلامي.
واللون الأحمر فقد كان يستخرج من نبات الفوه الذي كان يزرع في مصر، ومن حشرة القرمز التي كانت تستورد قبل الفتح الإسلامي من آسيا الصغرى ومن سواحل البحر الأسود، وقد حل محلها بعد الفتح الإسلامي صبغة الملك (اللعلي) التي كانت تستورد من الهند.
وقد وصلنا بعض قطع من نسيج الكتان مزخرفة بالكتابات والزخارف المرسومة أو المطبوعة، من ذلك بمتحف المتروبوليتان ست قطع رسمت زخارفها بالقلم البسط بمداد بني داكن به بعض التذهيب (لوحة 241). ونرى في عدد من القطع التي ترجع إلى العصر العباسي إطاراً مربعاً يضم كقابات وزخارف نباتية تذكرنا بكتابات عناوين السور في مصاحف القرن الثالث الهجري/ 9م، ويرجح أن تكون مثل تلك الكتابات المرسومة باللون المذهب أحياناً من العلامات التي تميز إنتاج دور الطراز المصرية.
ويحتفظ متحف الفن الإسلامي بالقاهرة ببعض مثل هذه القطع وتتسم أنها ذات كتابات كوفية جميلة مرسومة بالذهب ومحددة باللون الأسود، وتشبه هذه القطع مثيلاتها من نسيج الطراز ذات الأشرطة الكتابية المطرزة.
التطريز Embroidery:
وهو زخرفة القماش بعد أن يتم نسجه بواسطة إبرة الخياطة بخيوط ملونة غالية ومن مادة أغلى من مادة النسيج.
الزخرفة بالنسيج بخيوط مختلفة الألوان: Woven Pattern
وتتكون الزخرفة من لحمات غير ممتدة في عرض المنسوج وتعرف هذه الطريقة باسم "القباطي"، وأطلق عليها الأوروبيون اسم "التبستري" Tapestry، أما المرحوم أ.د. عبد العزيز مرزوق أطلق عليها اسم "الزخرفة المنسوجة".
وقد وجدت هذه الطريقة من الزخرفة في مصر منذ العصر الفرعوني، واستمرت خلال عصورها التاريخية دون انقطاع، وفي تطور مستمر إلى العصر القبطي والإسلامي.
والقباطي هي طريقة فنية تطبيقية اشتهر بها الأقباط أي المصريون من قبل دخول الإسلام وبرعوا فيها فأصبح اسمهم يطلق عليها سواء أكان نساجاً قبطياً (مصرياً) مسيحياً أم مسلماً، حيث أن لفظة "قباطي" مشتقة من كلمة قبط أو Gupt المشتقة من الكلمة اليونانية إيجيتوس Egeatus والتي تعني مصر.
وقد ورد ذكر القباطي في كثير من الروايات التاريخية، فتشير إحداها أن المقوقس عظيم القبط أهدى رسول صلى الله عليه وسلم فيما أهداه قباء وعشرين ثوباً من قباطى مصر.
ويعتبر نسيج القباطي أقدم المنسوجات الزخرفية، وأنه محاولة للحصول على زخرفة نسجية مكونة من لونين أو أكثر، وأن وسيلة صنعه تعد من أبسط الوسائل التي اتبعت في صنع أقمشة مزخرفة، إذ لا يحتاج نسجها إلى أكثر من تقسيم خيوط السدى إلى فريقين متساويين في العدد خيوط فردية وخيوط زوجية، ويتحركان بالتبادل بواسطة درأتين، وتحدث الزخرفة عن طريق استعمال لحمات ملونة تنسج جميعاً غير ممتدة في عرضه، وبذلك يتم التكوين الزخرفي له. والطريقة المتبعة لنسج هذا النوع من الزخرفة حتى الآن هي:
أن يبدأ النساج بتمرير خيط اللحمة ا لملونة في مكان الجزء الزخرفي المطلوب داخل النفس (الانفراج) الذي يحدث عن ضغط النساج بقدمه على دواسة أحد الدرأتين بالنول الأفقي فيحدث النفس نتيجة انفصال خيوط السداه الفردية عن خيوط السداه الزوجية.
يمرر النساج خيط اللحمة في المسافة المطلوبة، ثم تعكس الحركة ويمرر خيط اللحمة الثاني في المسافة نفسها أو حسب تحديد الزخرفة، ثم يضم تماماً إلى خيط اللحمة السابق، وهكذا يتم نسج الجزء المطلوب.
وهناك اختلافات بسيطة بين طريقة صناعة القباطي في العصور القديمة، وبين صناعته وهكذا يتم نسج الجزء المطلوب.
وهناك اختلافات بسيطة بين طريقة صناعة القباطي في العصور القديمة، وبين صناعته في العصرين القبطي والإسلامي إذ نجد:
في العصور القديمة |
في العصرين القبطي والإسلامي |
تماسكاً متبادلاً بين خيوط اللحمة والسداه لتلافي الشقوق الرأسية التي تنتج عند تغيير ألوان الزخرفة. |
ترك النساج الشقوق دون تماسك وذلك حتى لا يشوه الرسم، كما تميزت بأن خيوط اللحمة كانت تقطع خيوط السداه في زاوية حادة بدلاً من زاوية قائمة مما ساعد على إيجاد أشكال مستديرة (جامات). |