أهداف وحدة الاعتما
المقدمة
نظراً لهذا التزايد الكمّي المتسارع في عدد الجامعات الحكومية والخاصة، وإلى برامجها المطروحة التي – أحيانا – تطرح دون دراسة حاجات سوق العمل الداخلي والخارجي. وإلى سياسات التسعير وطرق الاستقطاب، فإنّ كل جامعة معنيّة بتسويق نفسها ومنافستها غيرها، وحيازة قصب السبق في تحقيق جوْدة مخرجاتها وتميّزها والارتقاء بها إلى المستويات الدولية بحسب الاستطاعة. ولن يتمّ هذا التميّز والسّبق إلاّ برسم سياسة تعمل الجامعة على تحقيقها تنطلق من منطلقات الفلسفة التربوية العالمية التي تـشاد فوقها المنظومات كلّها، ومن منطلقاتها؛ تعلّم لتعرف، وتعلّم لتعمل، وتعلّم لتكن، وتعلّم لتشارك الآخرين، كلّ ذلك بمنهجية البدء بالجزئية إلى الكلية، وعدم تجاوز الموضوع الأول إلى موضوع آخر قبل إنجازه وتطبيقه مركّزين على المتابعة والمساءلة والنوع لا الكم.
وحتى يتأتّى هذا السّبق وهذا التميّز فإنه بحاجة إلى عملية ضبط جوْدة التعليم في الجامعات، والالتزام بمعايير الجودة التي أخذت الجامعات على نفسها الالتزام بها متمثلة في مدخلات الجامعة ومخرجاتها. ولن يتمّ هذا إلا بإنشاء وحدة الاعتماد وضبط الجودة في الجامعة التي ستأخذ على عاتقها تحقيق هذه النظرة الشمولية المتكاملة التي تحتاج إلى تعاون مستمرّ، وبنّاء، ومثمر، ومتوازن مع التـشريعيين والإداريين وأصحاب المال والقرار.
وإن تجربة الجامعات الخاصة المنتشرة في العالم العربي - أخيراً - لتمثّل نقلة نوعية، ومنعطفا رياديا، واقعيا يجب علينا أن نتعامل معها وأن ندعمها حتى يكتمل بنيانها وتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.
أمّا بالنسبة لمصادر الدراسة فـقد اعتمدت فيه على المراجع والمصادر المثـبتة في آخر البحث، إضافة إلى الخبرة إذ عملت قرابة عشر سنوات في رئاسة قسم اللغة العربية ولجان الاعتماد الأكاديمي والجودة في جامعتي الإسراء وجامعة الشرق الأوسط للدراسات العليا، مما أثرى معرفتي في ميدان الجودة والاعتماد الأكاديمي.
أهداف وحدة الاعتماد وضبط الجودة
تمثّل وحدة ضبط الجودة حجر الأساس لنجاح أي عمل وفي اي موقع. وتعدّ الحارس الأمين والناقد البصير متابعة العمل وفق الأطر التي وضعتها الجامعة أو المؤسسة رؤىً مستقبلية تعمل على نجاحها وتميّزها. وهناك أهداف كثيرة لهذه الوحدة تتمثّل في:
- متابعة التعليمات، والتوصيات، وخطط وبرامج وحدة أو لجنة التطوير وضمان الجودة على مستوى الجامعة وما يتعلّق بها ارتقاء وتميّزاً في الأداء الأكاديمي والمتعلّق بأعضاء هيئة التدريس (المرسِل)، والطلبة (المستقبِل)، والبرامج الدراسية والخطط والمنهاج (الوسيط)، وكلّ ما له علاقة بهذه المحاور الثلاثة الرئيسة، إضافة إلى جانب البحث العلمي الذي يعمل على خدمة مسيرة البحث العلمي، وخدمة المجتمع المحلي وسوق العمل.
- التنسيق والاتصال مع اللجان الأخرى في الجامعة والكلية، والقسم لمتابعتها في تنفيذ خططها وبرامجها ورؤاها المستقبلية التي تعمل على استمرارية التحصيل والتميّز والارتقاء.
- الاطّلاع على القرارات، والتعليمات، والمشاريع، والتوجيهات التي تبنّتها الجامعة، ودراسة ذلك كله وتقديم الاقتراحات التي تعمل على إثراء هذه التوجيهات تحقيقاً للتميّز الذي تسعى إليه الجامعة.
- تجهيز التقارير الذاتية عن الكليات والأقسام العلمية، وإعادة قراءتها وصياغتها بما يتناسب مع وصايا الاعتماد الأكاديمي، والاستعداد للاشتراك في المسابقات التي تعلن عنها الدولة للتميّز والتفوّق سعياً وراء الإبداع والابتكار وتشجيع البحث العلمي وذلك على المستويات المحلية والعربية والعالمية.
- وتكاد تكون مهمة متابعة شؤون الاعتماديْن العام والخاص من أهم واجبات وحدة ضمان الجودة، والعمل على إيجاد حالة من التوافق بين واقع الجامعة والكليات والأقسام وبين ما تتطلبه معايير الاعتماد في التخصصات كافة.