إعداد متذوق فني
إعداد متذوق فني
أن تذوق الأعمال الفنية والاستمتاع بها عملية نامية كنمو النباتات تمتد منها فروع في كل الاتجاهات ولذلك فإنه لا يكفي للشخص لكي يرى الأعمال الفنية ما لديه من استعداد فطري لتذوق الجمال ، إذ أن هذا الاستعداد تشكله الحياة وتصونه وترتقي به 0
ولذلك قد يصل إلى مراتب عليا مجردة لا يستطيع ذوق الرجل الساذج ان يدركها ، ونلاحظ هذه الظاهرة في رواد الأفلام السينمائية : فالجمهور العادي لا يمكنه ان يتذوق إلا الأفلام البسيطة التي تمثل بلغته الأصلية وبلهجته ، ويتجنب رؤية الأفلام الأجنبية مهما كان مستواها لأن عملية الفهم تقل عند تغيير اللغة0
وحتى في حالة وجود ترجمة مصاحبة للفيلم فإن طبقة الأميين لا يستسيغون مع ذلك رؤية هذه الأفلام نظراٌ لصعوبة تتبع هذه الحوادث ، وتعذر تفسيرها ، بعكس الطبقة المثقفة التي تتجه بتفكيرها إلى البحث عن الفيلم الممتاز أيا كان مصدره 0 ولذلك فإن مجال إدراكها يتسع وتذوقها مؤسس على مبادئ أعمق من التي تستند إليها الرؤية الساذجة ، ولهذا فإن الأعمال الفنية الرفيعة ترحل الاف الأميال ، وتجد رواداٌ ومقدرين في مختلف البلدان والعصور ، ومهما كان مذهبنا السياسي والديني ومهما تنوعت لغتنا ، فإننا حتما سنشترك مع غيرنا من سائر البشر في التأثر بالفنون على اختلاف صورها وبخاصة كلما ارتقت ثقافتنا وتهذبت عادتنا في الرؤية 0
يمكن تحديد السلوك الجمالي للمتذوق وفقا لما يكتسبه من مدركات جمالية ويترتب عليها التذوق ويمكن تنمية السلوك الفني والجمالي للمتذوق عن طريق التخطيط لإثراء السلوك الفني عن طريق وضع البرنامج لتحقيق الأهداف ليتلقى المتذوق والناقد والمستمتع والمؤرخ من خلالها المعلومات والمدركات البصرية المقدمة في مجالات مختلفة والتي عن طريقها يحدث التذوق والتفضيل الجمالي ويتم ذلك وفقا لنظم تعليم يتم بها تقديم الجوانب الجمالية وتعليم أساليب النقد ولتحقيق ذلك يجب أن تتم العملية التعليمية وسط مجال أو بيئة مجهزة يتم فيها التذوق والنقد الفني 0
والشخص يمكن ان يبدأ مبكراٌ في نموه المستقبل في الحكم الجمالي والتدريب المبكر على الاختيار وهناك العديد من الروافد التي يمكن من خلالها إعداد المتذوق الفني نذكر منها الأسرة – المدرسة – البيئة – وسائل الأعلام –والمؤسسات الفنية 000الخ