اداب طالب العلم
آداب طالب العلم
1- قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه من حق العالم عليك أن تسلم علي القوم عامة وتخصه بالتحية ، وان تجلس أمامه ، ولا تشيرن عنده بيدك ولا تغمزن بعينيك ولا تقولن قال فلان خلاف قوله ولا تغتابن عنده أحدا ولا تسار في مجلسه ولا تأخذ بثوبه ولا تلح إذا كسل ولا تشبع من طول صحبته فإنما هو كالنخلة تنتظر متي يسقط عليك شيئا منها .
2-ولا يدخل علي معلمه بغير إذنه وإذا دخلوا جماعة قدموا أفضلهم وأسنهم وأعلمهم .
3-ينبغي أن يدخل بكامل هيئته فارغ القلب من الشواغل متطهرا .
4-يسلم علي الحاضرين كلهم بصوت يسمعهم إسماعا محققا ويخص معلمه بزيادة إكرام
5-لا يتخطى رقاب الناس ويجلس حيث انتهي المجلس .
6-لا يقم من مجلسه إلا لضرورة .
7-لا يجلس بين صاحبين إلا يرضاهما فإذا أفسح له جلس وضم نفسه .
8-ينبغي أن ينظر طالب العلم إلي معلمه بعين الاحترام ويعتقد كمال أهليته ورجحانه علي أكثر طبقته فهو اقرب إلي انتفاعه به ورسوخ مما سمعه منه في ذهنه .
قال الشافعي : كنت اصفح الورقة بين يدي مالك صفحا رقيقا هيبة له لئلا يسمع وقعها
قال الربيع والله ما اجترأت إن اشرب الماء والشافعي ينظر إلي هيبه له وقال طاووس ومن السنة أن يوقر العالم .
9- وينبغي أن يتحرى رضي المعلم وان خالف رأي نفسه ،فعن بعض السلف :من قال لمعلمه لم فلن يفلح أبدا .
10-يحرص علي القرب من المعلم ليفهم كلامه فهما كاملا بلا مشقة بشرط ألا يرتفع في المجلس علي أفضل منه ولا يقرب من المعلم قربا كثيرا ينسب فيه إلي سوء الأدب .
11-يجلس جلوس المتعلمين لا جلوس المعلمين ولا يعطي المعلم جنبه او ظهره ولا يعتمد علي يديه إلي خلفه أو جانبه .
12-لا يرتفع صوته صوتا بليغا من غير حاجة ولا يضحك ولا يكثر الكلام بغير حاجة .
13- لا يعبث بيده ولا غيرها ولا يلتفت بغير حاجة بل يقبل علي المعلم مصغيا إليه .
14- لا يسبقه إلي شرح مسالة أو جواب سؤال إلا أن يعلم من الشيخ إيثار ذلك .
15-لا يقرا علي المعلم عند شغل قلبه وملله وغمه ونعاسه ونحو ذلك مما يشق عليه .
16-لا يسال المعلم عن شيء في غير موضعه ولا يلح في السؤال إلحاحا مضجرا ويغتنم سؤاله عند طيب نفسه وفراغه .
17-ويتلطف في سؤاله ، قال بن جرير " لم استخرج ما استخرجت من عطاء إلا برفقي به ، قال أبو سلمه : لو رفقت بابن عباس لاستخرجت منه علما كثيرا .
18ويحسن خطابه ، قال ميمون بن مهران : لا تمار من هو اعلم منك فإذا فعلت ذلك خزن منك علمه ولا تضره شيئا .
19 – لا يستحي من السؤال عما أشكل عليه بل يستوضحه أكمل استيضاح ، فمن رق وجهه عند السؤال ظهر نقصه عند اجتماع الرجال .
20-ينبغي إذا سمع معلمه يقول مسالة وهو يعلمها أن يصغي لها إصغاء من لم يحفظها ،قال عقبه بن مسلم " الحديث مع الرجل ( يعني الواحد) والرجلين والثلاثة فإذا عظمت الخلقة فأنصت وقال وهب بن منبه " إن للعلم طغيانا كطغيان المال " قال عطاء بن أبي رباح " إن الشاب ليتحدث بحديث فاسمع له كأني لم اسمعه ولقد سمعته قبل أن يولد" .
21-ينبغي أن يصبر علي جفوة معلمه ولا يصده عن ملازمته واعتقاد كماله ويتأول لأفعاله- التي ظاهرها الفساد –تأويلات صحيحة فما يعجز عن ذلك إلا قليل التوفيق .
22-إذا جفاه معلمه ابتدأ هو بالاعتذار واظهر أن الذنب له والعتب عليه ، فذلك أنفع له دينا ودنيا وأبقي لقلب معلمه وقد قالوا " من لم يصبر علي ذل التعلم بقي عمره في عماية الجهل ، قال ابن عباس "ذللت طالبا فعززت مطلوبا " وقال الشافعي " لا يطلب أحدا هذا العلم بالملك وعز النفس فيفلح و من طلبه بذل النفس وضيق العيش وخدمة العلماء أفلح .
23- ينبغي له أن يتواضع للعلم والمعلم فبتواضعه يناله وقد قالوا " العلم حرب للفتي المتعالي كالسيل حرب للمكان العالي ، وعوتب الشافعي علي تواضعه للعلماء فقال :
أهين لهم نفسي فهم يكرمونها ولن تكرم النفس التي لا تهينها
24-ينقاد لمعلمه ويشاوره في أموره ويأتمر بأمره كما ينقاد المريض لطبيب حاذق ، قال أبو حامد الغزالي " ومهما أشار عليه معلمه بطريق في التعليم فليقلده وليدع رأيه فخطا مرشده انفع له من صوابه في نفسه
25-إذا إصر المعلم علي قول أو دليل وظهر للمتعلم انه علي خلاف الصواب فلا يغير وجهه أو عينيه أو يشير إلي غيره كالمنكر لما قاله بل يأخذ ببشر ظاهر
26- إن سأله المعلم عن معرفته بمسالة وكان يعلمها فلا يجيب بنعم لما فيه من الاستغناء عن المعلم فيه ولا يقل لا لما فيه من الكذب بل يقول " أحب أن اسمعه من المعلم " أو أن استفيد منه أو بعد عهدي به أو من جهتكم اصح أو نحو ذلك
27-إذا أعطي معلمه كتابه أعطاه باليمين مهيئا لفتحه والقراءة فيه من غير احتياج إلي إدارته فإذا كان النظر في موضع معين فليكن مفتوحا كذلك ، ويعين له مكان ولا يضطر معلمه إلي مد يده
قم للمعلم وفيه التبجيلا
قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا
سـبحانكَ اللهمَّ خـيرَ معـلّمٍ علَّمتَ بالقلمِ القـرونَ الأولى
أخرجـتَ هذا العقلَ من ظلماتهِ وهديتَهُ النـورَ المبينَ سـبيلا
وطبعتَـهُ بِيَدِ المعلّـمِ ، تـارةً صديء الحديدِ ، وتارةً مصقولا
أرسلتَ بالتـوراةِ موسى مُرشداً وابنَ البتـولِ فعلَّمَ الإنجيـلا
وفجـرتَ ينبـوعَ البيانِ محمّداً فسقى الحديثَ وناولَ التنزيلا
علَّمْـتَ يوناناً ومصر فزالـتا عن كلّ شـمسٍ ما تريد أفولا
واليوم أصبحنـا بحـالِ طفولـةٍ في العِلْمِ تلتمسانه تطفيـلا
من مشرقِ الأرضِ الشموسُ تظاهرتْ ما بالُ مغربها عليه أُدِيـلا
يا أرضُ مذ فقدَ المعلّـمُ نفسَه بين الشموسِ وبين شرقك حِيلا
ذهبَ الذينَ حموا حقيقـةَ عِلمهم واستعذبوا فيها العذاب وبيلا
في عالَـمٍ صحبَ الحيـاةَ مُقيّداً بالفردِ ، مخزوماً بـه ، مغلولا
صرعتْهُ دنيـا المستبدّ كما هَوَتْ من ضربةِ الشمس الرؤوس ذهولا
سقراط أعطى الكـأس وهي منيّةٌ شفتي مُحِبٍّ يشتهي التقبيـلا
عرضوا الحيـاةَ عليه وهي غباوة فأبى وآثَرَ أن يَمُوتَ نبيـلا
إنَّ الشجاعةَ في القلوبِ كثيرةٌ ووجدتُ شجعانَ العقولِ قليلا
إنَّ الذي خلـقَ الحقيقـةَ علقماً لم يُخـلِ من أهلِ الحقيقةِ جيلا
ولربّما قتلَ الغـرامُ رجالَـها قُتِلَ الغرامُ ، كم استباحَ قتيلا
أوَ كلُّ من حامى عن الحقِّ اقتنى عندَ السَّـوادِ ضغائناً وذخولا
لو كنتُ أعتقدُ الصليـبَ وخطبَهُ لأقمتُ من صَلْبِ المسيحِ دليلا
أمعلّمي الوادي وساسـة نشئـهِ والطابعين شبابَـه المأمـولا
والحامليـنَ إذا دُعـوا ليعلِّمـوا عبءَ الأمانـةِ فادحـاً مسؤولا
وَنِيَتْ خُطـَى التعليمِ بعـد محمّدٍ ومشى الهوينا بعد إسماعيـلا
كانت لنا قَدَمٌ إليـهِ خفيفـةٌ ورَمَتْ بدنلوبٍ فكان الفيـلا
حتّى رأينـا مصـر تخطـو إصبعاً في العِلْمِ إنْ مشت الممالكُ ميلا
تلك الكفـورُ وحشـوها أميّةٌ من عهدِ خوفو لم تَرَ القنديـلا
تجدُ الذين بـنى المسلّـةَ جـدُّهم لا يُحسـنونَ لإبرةٍ تشكيلا
ويُدَلّـلون َ إذا أُريـدَ قِيادُهـم كالبُهْمِ تأنسُ إذ ترى التدليلا
يتلـو الرجـالُ عليهمُ شهواتـهم فالناجحون أَلَذُّهـم ترتيـلا
الجهـلُ لا تحيـا عليـهِ جماعـةٌ كيفَ الحياةُ على يديّ عزريلا
واللـهِ لـولا ألسـنٌ وقرائـحٌ دارتْ على فطنِ الشبابِ شمـولا
وتعهّـدتْ من أربعيـن نفوسـهم تغزو القنـوط وتغـرسُ التأميلا
عرفتْ مواضعَ جدبـهم فتتابعـتْ كالعيـنِ فَيْضَـاً والغمامِ مسيلا
تُسدي الجميلَ إلى البلادِ وتستحي من أن تُكافـأَ بالثنـاءِ جميـلا
ما كـانَ دنلـوبٌ ولا تعليمـُه عند الشدائـدِ يُغنيـانِ فتيـلا
ربُّوا على الإنصافِ فتيانَ الحِمـى تجدوهمُ كهفَ الحقوقِ كُهـولا
فهوَ الـذي يبني الطبـاعَ قـويمةً وهوَ الذي يبني النفوسَ عُـدولا
ويقيم منطقَ كلّ أعـوج منطـقٍ ويريه رأياً في الأمـورِ أصيـلا
وإذا المعلّمُ لم يكـنْ عدلاً مشى روحُ العدالةِ في الشبابِ ضـئيلا
وإذا المعلّمُ سـاءَ لحـظَ بصيـرةٍ جاءتْ على يدِهِ البصائرُ حُـولا
وإذا أتى الإرشادُ من سببِ الهوى ومن الغرور ِ فسَمِّهِ التضـليلا
وإذا أصيـبَ القومُ في أخلاقِـهمْ فأقـمْ عليهـم مأتماً وعـويلا
إنّي لأعذركم وأحسـب عبئـكم من بين أعباءِ الرجـالِ ثقيـلا
وجدَ المساعـدَ غيرُكم وحُرِمتـمُ في مصرَ عونَ الأمهاتِ جليـلا
وإذا النسـاءُ نشـأنَ في أُمّـيَّةٍ رضـعَ الرجالُ جهالةً وخمولا
ليـسَ اليتيمُ من انتهى أبواهُ من هـمِّ الحـياةِ ، وخلّفاهُ ذليـلا
فأصـابَ بالدنيـا الحكيمـة منهما وبحُسْنِ تربيـةِ الزمـانِ بديـلا
إنَّ اليتيمَ هـوَ الذي تلقـى لَـهُ أمّاً تخلّـتْ أو أبَاً مشغـولا
مصـرٌ إذا ما راجعـتْ أيّامـها لم تلقَ للسبتِ العظيمِ مثيـلا
البرلـمانُ غـداً يـمدّ رواقَـهُ ظلاً على الوادي السعيدِ ظليلا
نرجو إذا التعليم حرَّكَ شجـوَهُ إلاّ يكون َ على البـلاد بخيـلا
قل للشبابِ اليومَ بُورِكَ غرسكم دَنتِ القطوفُ وذُلّـِلَتْ تذليـلا
حَيّـوا من الشهداءِ كلَّ مُغَيّـبٍ وضعوا على أحجـاره إكليـلا
ليكونَ حـظَّ الحيّ من شكرانكم جمَّـاً وحظّ الميتِ منه جزيـلا
لا يلمس الدستورُ فيكم روحَـه حتّى يـرى جُنْديَّـهُ المجهـولا
ناشدتكم تلك الدمـاءَ زكيّـةً لا تبعثـوا للبرلمـانِ جهـولا
فليسألنَّ عن الأرائـكِ سائـلٌ أحملنَ فضـلاً أم حملنَ فُضـولا
إنْ أنتَ أطلعتَ الممثّلَ ناقصـاً لم تلقَ عند كمالـه التمثيـلا
فادعوا لها أهلَ الأمانـةِ واجعلوا لأولي البصائر منهُـمُ التفضيلا
إنَّ المُقصِّرَ قد يحول ولن تـرى لجهالـةِ الطبـعِ الغبيِّ محيـلا
فلرُبَّ قولٍ في الرجالِ سمعتُـمُ ثم انقضى فكأنـه ما قيـلا
ولكَمْ نصرتم بالكرامـة والـهوى من كان عندكم هو المخـذولا
كَـرَمٌ وصَفْحٌ في الشبـابِ وطالمـا كَرُمَ الشبابُ شمائلاً وميـولا
قوموا اجمعوا شُعَبِ الأُبُوَّةِ وارفعوا صوتَ الشبابِ مُحبَّبَاً مقبولا
أدّوا إلى العـرشِ التحيّةَ واجعلـوا للخالقِ التكبيرَ والتهليـلا
ما أبعـدَ الغايـاتِ إلاّ أنّنـي أجِدُ الثباتَ لكم بهنَّ كفيـلا
فكِلُوا إلى اللهِ النجـاحَ وثابـروا فاللهُ خيرٌ كافلاً ووكيـلا