الارشاد الاكاديمي
الارشاد الاكاديمي الالكتروني |
نتيجة الزيادة في أعداد الطلاب واتساع التخصصات وخاصة التخصصات العلمية وتنوع البيئة الطلابية مع تنوع مصادرها فقد اصبح من الضرورة إنشاء وحدات إرشادية متكاملة ومتطورة لها القدرة على التواصل المباشر بين الجامعة والطالب لها من البعد التكنولوجي ما يساهم في تحرير الإرشاد الأكاديمي من الزمان والمكان. وهذا البعد التكنولوجي يتمثل في التطور الهائل في تقنيات الحاسب الآلي والشبكات والاتصالات. إن المرشدين الاكاديميين في الوقت الحالي يواجهون فرصاً وتحسينات ومشاكل وخيارات لأن التكنولوجيا أصبحت اكثر انتشارا في الحرم الجامعي. وعديد من الجامعات والمعاهد حول العالم تستخدم الآن أنظمة الإرشاد التلقائي (الإلكتروني) مما يساعد المرشدين والطلاب على المشاركة والمساعدة في اتخاذ قرارات افضل وقامت جامعة الملك عبد العزيز باقتراح ( بوابة ) موقع إلكتروني مصمم بأحدث لغات البرمجة وقواعد البيانات وتطبيقات الويب الحديثة لتقديم خدمات إرشادية تفاعلية لطلاب جامعة الملك عبد العزيز بأساليب حيوية ومبتكره بحيث يسير في خط متوازي مع ما تقدمه البوابات الجامعية من خدمات إلكترونية تعليمية . ويستفيد من تجربة الجامعة في تفعيل وتطوير أنظمة التعليم عن بعد ويوجد فرق واضح بين الإرشاد الإلكتروني والذي يعتمد على استخدام المعلومات الإلكترونية الخاصة بالطالب والخاصة بتعليمات وضوابط الإرشاد والخطة الدراسية لاستخدامها من قبل المرشد والطالب في عملية الإرشاد الاكاديمي التقليدي وبين الإرشاد التفاعلي الذي يضيف إلى مفهوم الإرشاد الإلكتروني بعداً آخر يتمثل في التفاعل بين الطالب والمرشد أو بين الطالب والطلاب الأخرين أو بين المرشد و المرشدين على أكثر من مستوى تفاعلي يهدف إلى إبراز التجارب واستخدام الخبرات التراكمية وتبادلها ومناقشتها والخروج بعملية إرشادية ذات كفاءة عالية على المستوى الأكاديمي والنفسي والاجتماعي.
إن هذا المفهوم الجديد للإرشاد الاكاديمي يبين أن الطالب يتحمل مسؤولية كاملة توازي مسؤولية المؤسسة والعمادة والمرشد الاكاديمي في البحث والتواصل والحصول على المعلومة التي ستقيده خلال مسيرته الأكاديمية والاجتماعية. ولتطبيق هذا المفهوم عمليا، تزداد مهام المؤسسة التعليمية في تسهيل توفير المعلومات وتحسين آليات الإرشاد الأكاديمي والانتقال من الإرشاد الورقي والإرشاد الإلكتروني إلى الاسترشاد الإلكتروني التبادلي التفاعلي وإيجاد أنظمة إرشادية الكرتونية على غرار أنظمة التعليم الإلكتروني.
أن أنظمة الاسترشاد الإلكتروني تحتاج إلى إدارة شبيهة بأنظمة إدارة التعلم الإلكتروني من حيث المميزات و التصنيف والمكونات. حيث توفر هذه الأنظمة منصة البنية التحتية التي يتم من خلالها إيصال مضمون الإرشاد وإدارته. وهي توفر مجموعة من الأدوات البرمجية التي تؤدي مهام متنوعة متعلقة بإدارة الإرشاد عبر الشبكة وإدارة الأداء. أيضا ولتحقيق غاية ضبط العملية الإرشادية من حيث المحتوى والتحديثات يجب توأمة أنظمة إدارة الاسترشاد الإلكتروني مع أنظمة إدارة المحتوى الإرشادي كما هو معمول به في إدارة المحتوى التعليمي للمنصات الإلكترونية . حيث تهدف هذه الإدارة إلى التأكد من تطبيق المعايير والضوابط والآليات الخاصة بالإرشاد الاكاديمي وانها محدثة ومعتمدة.
أن الاسترشاد الإلكتروني كعملية تواصل بين المرشد والطالب تعمل على إبقاء هذا التواصل مستمرا حتى في غياب احدهما مما يزيد من كفاءة الإرشاد الاكاديمي. كما أن الاسترشاد الاكاديمي لا يخضع للزمان والمكان مما يبقي المرشد والطالب على علم بآخر المستجدات المتعلقة بهما. وهناك الكثير من إيجابيات استخدام الاسترشاد الاكاديمي يمكن تلخيصها كما يلي:
1- التواصل المستمر بين المرشد والطالب من خلال منصة الإرشاد الاكاديمي
2- التحرر من قيود الزمان والمكان
3- معرفة الأخبار المتعلقة بالطالب والمرشد بشكل دوري
4- وجود صورة واضحة عن الطالب من خلال المعلومات الإلكترونية المتوفرة عنه في قاعدة البيانات مما يسهل اتخاذ القرار في إرشاد الطالب خاصة بما يتعلق باختيار التخصص وتسجيل المقررات.
5- إلغاء الحاجز النفسي بين المرشد والطالب للوقوف على المشاكل الاجتماعية والنفسية التي تواجه الطالب من خلال تضمين المنصة برنامج تواصل اجتماعي مباشر أو من خلال المراسلات
6- سهولة الربط بين طلبة الأقسام والكلية والمرشدين لتبادل المعلومات وإجراء البرامج والمبادرات التحفيزية على مستوى القسم وعلى مستوى الكلية
7- استفادة الطلاب من تجارب بعضهم البعض من خلال الاطلاع على المعلومات المتوفرة غلى الموقع.
وهناك إيجابيات أخرى تعتمد على مستوى برنامج الاسترشاد الإلكتروني ومقوماته وعناصره.
لا يمكن القول أن برامج الاسترشاد الاكاديمي بأشكالها الجزئية غير متوفرة. فهي قد تكون متوفرة كجزء من أنظمة أخرى مثل أنظمة التعلم الإلكتروني مع ملاحظة أن هذه الأنظمة تعنى بالعلاقة بين الأستاذ والطالب وتحصيله مقرر دراسي معين. كما يمكن أن تكون جزءً من أنظمة القبول والتسجيل لتمكن المرشد والطالب من معرفة المعلومات التي تساعد في عملية الإرشاد ولكن كل هذه البرامج تفتقد إلى التكامل وتعاني من نقص الأدوات المساعدة والبرامج المنطقية التي تساعد في اتخاذ القرار مما يرجع العملية الإرشادية إلى المفهوم التقليدي في النهاية .
لذا فإن وجود منصات استرشاديه ذات مواصفات معينة ومستقلة تتوفر فيها جميع ما يتعلق بالإرشاد والاسترشاد الاكاديمي وتتوفر فيها العناصر الاسترشادية من مدخلات ومخرجات أصبح ضرورة ملحة لا بد من المؤسسات وخاصة الناشئة منها على الإسراع في تنصيب مثل هذه المنصات وإدارتها وتفعيلها واستخدامها لتصبح العملية الإرشادية متنوعة وممتعة وذات كفاءة عالية توفر الوقت والجهد وتقلل من الأخطاء الإرشادية التي قد تنعكس سلبيا على حياة الطالب الأكاديمية والمهنية في المستقبل.