الاساطير الاغريقيه
الاساطير الاغريقيه والرمز الديني علي النسيج القبطي
عرف المصري القديم صناعة المنسوجات منذ فجر
الحضارة المصرية القديمة وبلغ فيها شأنا عظيما جعل شهرة مصر في تلك الصناعة يضاهي
شهرتها في انتاج الغلال لاسيما وقد اشتهرت بكونها سلة غلال الامبراطورية الرومانية
, وقد بلغت صناعة النسيج اوج ازدهارها خلال العهد القبطي وتعتبر القباطي او
المنسوجات القبطية واحدة من اروع الفنون التي يتحاكي بها العالم حتي يومنا هذا ,
وقد جذب هذا الفن العديد من الباحثين في جميع انحاء العالم فأنتشرت الكتب والابحاث
التي صورت روائع المنسوجات القبطية , ويتميز النسيج القبطي بثرائه بالرمزية
وبالدقة الشديدة كما امتاز بانتماؤه للفنون الشعبية التي تفتقت عن وجدان الفنان
المصري ونبعت من روحه وهو انعكاس لثقافة المجتمع , كما ان النسيج القبطي يشكل
عالما في حد ذاته متنوع الموضوعات والالوان والاشكال والاساليب , كما امتاز ايضا
بأنه فن شعبي غير خاضع لرقابة الدوله وقيودها لذا انتشرت هذه الصناعة في طول
البلاد وعرضها فكانت المنسوجات الكتانيه تنسج في مدن مصر السفلي مثل الاسكندريه
ودمياط اما المنسوجات الصوفية فكانت تنتشر قي مدن مصر العليا مثل مدينة اخميم
واسيوط والفيوم , وقد اشتهر النسيج المصري باسم القباطي نسية لاهل مصر – القبط –
ويذكر المؤرخ ابو المحاسن بن تغري بردي في كتابه النجوم الزاهرة انه في السنه
الحادية عشر من حكم الخليفة الحاكم بأ مر الله كسا الكعبة بالقباطي .
وعلي الرغم من تعدد الموضوعات التي نفذها
الفنان القبطي علي المنسوجات تعتبر الموضوعات المستوحاة من الاساطير الاغريقية من
اهم تلك الموضوعات واجملها , وعلي الرغم من كونها موضوعات ذات طابع وثني الا ان
استخدامها علي النسيج القبطي كان له طابع رمزي لخدمة الديانة المسيحية , ومن بين
تلك الموضوعات تطالعنا اسطورة اورفيوس الشهيرة , فقد كان اورفيوس عازفا ماهرا يطرب
لعزفه وغنائه البشر والحيوانات وتحكي الاسطورة ان زوجته لدغها ثعبان وماتت فتوسل
اورفيوس الي الالهه لتعيدها الي الحياة فسمحوا له ان يدخل مملكة الموتي بعد ان
اشجاهم بعزفه , وذلك حتي يحاول اقناع اله الموتي هاديس لارجاع زوجته , ولكنه يفشل
في مهمته , فيصيبه الاكتئاب والحزن ويهيم علي وجهه في الغابات حزنا علي فقد زوجته
, ويعزف اورفيوس علي الناي حتي تجتمع حوله الطيور والحيوانات , وقد صور الفنان
القبطي اورفيوس علي النسيج القبطي في هيئة الراعي الصالح – المسيح- الذي يعزف
ليجمع الخراف الضالة – بني اسرائيل- حوله . ( الشكل الاول )
ومن الاساطير الشهيرة كذلك اسطورة خلق
افروديت , وافروديت هي ربة الجمال ,وتحكي الاسطورة انها خلقت من زبد البحر وقد
خرجت في شكل امرأة عاريه بارعة الجمال من احدي الاصداف , وقد صورها الفنان القبطي
في شكل امرأة عاريه تخرج من صدفة وحولها بعض الحوريات , وقد رمز الفنان القبطي
بذلك الي طقس التعميد في المسيحية وكذلك لفكرة الخلق من العدم . ( الشكل الثاني )
ومن الاساطير الجميلة التي صورها الفنان
القبطي علي النسيج ايضا , اسطورة دافني والاله ابوللو , ودافني هي احدي الحوريات
التي اغرم بها الاله ابوللو وحاول اغواءها الا انها رفضت فأخذ يطاردها ويضيق عليا
الخناق فأستغاثت دافني بألهة الارض – جي- التي قامت بـأبتلاعها داخل الارض وانبتت
مكانها شجلرة الغار , ولما عرف ابوللو ذلك حزن حزنا شدشدا وتخليدا لذكراها امر ان
يكلل كل بطل منتصر بأكليل الغار , وقد صورت هذه الاسطورة علي النسيج القبطي في شكل
شجرة تخرج من بين اغصانها فتاة رافعة يديها لاعلي وقد رمز الفنان القبطي بهذه
الاسطورة الي الصراع بين الخير والشر , وبين الشهوة والطهر والعفة , كذلك ترمز الي
البعث بعد الموت متمثلا في انبات شجرة الغار مكان دافني التي ابتلعتها الهة الارض .