لاقتصاد ومشكلات ا
إعداد أ/ايمان صلاح
يتسم العصر الحاضر بأنه عصر التحديات ولم تعد
التحديات قاصرة على التحديات الخارجية ولكن هناك العديد من التحديات الداخلية التى
يتعرض لها جميع أفراد المجتمع ،وهذه التحديات تتمثل فى ابسط صورها فى جملة المشاكل
التى يعانى منها أفراد المجتمع وهى :
مشاكل البيئة وتلوثها
،الحالة الاقتصادية ، إمراض الحضر ، مشاكل الأسرة واستقرارها ، مشكلة المخدرات ،
مشاكل المرأة ،وأخيرا الحروب والأزمات .ولما كان علم الاقتصاد المنزلى هو العلم
الذى يختص بدراسة الأسرة ومقوماتها على مستوى المنزل والبيئة والمجتمع بقصد النهوض
بها إلى حياة عائلية أفضل ،فهو يهدف لجعل كل منزل مريحا ومناسبا من الناحية
المعيشية ،وسليما من الناحية الاقتصادية وصحيا من الناحية الجسمية والعقلية
،ومتزنا من الناحية النفسية والعاطفية ، ومسئولا ومشاركا من الناحية البيئية
والاجتماعية . فليس هناك ثمة شك إن يكون لعلم الاقتصاد المنزلى دور أساسى وفعال فى
مواجهة وعلاج تلك المشاكل التى من شانها أن تعوق تحقيق أهداف هذا العلم .
الاقتصاد المنزلى
ومشكلات البيئة :
نتجت مشاكل البيئة
بسبب صعوبة التخلص من بعض العوادم
والنفايات مثل : السيارات المحطمة ،الورق التالف ،العلب والاوانى الصفيح ،الأوعية
الزجاجية بأنواعها ومنتجات البلاستيك وأكوام القمامة المتراكمة يوميا .
كما إن الأسر تواجه
يوميا مشاكل التخلص من بقايا الطعام وعوادم أخرى متنوعة منها الورق ،المعادن ، الجلد
والمطاط والبلاستيك وبقايا الزجاج المحطم والأنسجة والملابس البالية .
وهناك بعض الآراء
لمواجهة هذه المشكلة منها الاقتصاد فى استخدام تلك المنتجات أو زيادة العمر
الاستهلاكي لها وبذلك تحتفظ بها الأسرة لفترات طويلة .
والحقيقة إن المتخصصين فى مجال الاقتصاد المنزلى
لهم دور بالغ الأثر فى التعامل مع هذه المشكلة ويتلخص هذا الدور فى النقاط التاية
:
☺النظر إلى المشكلة الكلية للتلوث ثم
التركيز على المشكلة الخاصة بكل بيئة يعيش فيها الفرد
☺تحديد الطرق العملية للإقلال من التلوث
.
☺التركيز على العوادم المنزلية الصلبة
ووضع الحلول لتقليلها على مستوى المنزل .
☺مخاطبة الهيئات العالمية المهتمة بتدوير
النفايات لتنفيذ احد مشروعاتها فى البيئة التى تتزايد فيها النفايات .
الاقتصاد المنزلى
والحالة الاقتصادية :
إن تحليل دخول الأفراد والعائلات يعطى فكرة عن
مستويات المعيشة ومشكلات الاستهلاك التى يقابلها الفرد كمستهلك كما يمكن تحديد حجم
الأسر ذوات الدخول المنخفضة والتى تعانى من مشاكل من مشاكل اجتماعية واقتصادية
ويحتاجون إلى رعاية صحية . وينحصر دور المتخصصين فى مجال الاقتصاد المنزلى فيما
يلى :
☺إجراء دراسات دقيقة ومتعمقة لتحديد
متوسط دخل الفرد الحقيقى ومقارنته بمتوسط دخل الفرد على مستوى العلم لتحديد
المستوى المعيشى للفرد .
☺إيجاد الحلول الملائمة لتحسين الدخول
المنخفضة للإفراد .
☺توقع المشكلات التى يمكن إن تواجه أصحاب
الدخول المنخفضة فى المستقبل سواء كانت صحية أو اجتماعية أو تعليمية . ووضع تصور
لمواجهة تلك المشاكل والتغلب عليها .
الاقتصاد المنزلى
وأمراض الحضر :
إن تركيز السكان
وازدحامهم فى المناطق الحضرية أدى إلى ظهور العديد من المشاكل الخطيرة والتى تسمى
بأمراض الحضر ومنها ارتفاع نسبة الجريمة والعنف و ظهور العشوائيات ومشاكلها ، فضلا
عن انحدار المستوى الصحى والنظافة ، وفساد
البيئة الاجتماعية و تدنى المستوى التعليمى ،كما
أدى النزوح المستمر والمطرد إلى انهيار البنية التحتية الأمر الذى يكلف
الدولة المليارات لإعادة بنائها . ولمتخصصين الاقتصاد المنزلى دورا هاما فى التصدى
لهذه المشكلة يتحدد فيما يلى :
☺عمل برامج إرشادية لسكان المناطق
الريفية والبدوية عن خطورة النزوح المستمر والمطرد إلى المناطق الحضرية وان العديد
من الصعوبات ستواجههم بسبب هذا النزوح .
☺تنبيه الجهات المعنية إلى خطورة
الاستمرار فى تركز الخدمات والوظائف فى المناطق الحضرية وضرورة تحقيق العدالة
الاجتماعية فيما يتعلق بتوفير الخدمات بسائر أنواعها وبأعلى مستوياتها فى المناطق
الريفية والبدوية سواء بسواء كما فى المناطق الحضرية .
الاقتصاد المنزلى
والمخدرات :
أصبحت مشكلة المخدرات من أهم المشاكل التى تواجه
المجتمع على المستوى الدولى بالرغم من المحاولات والقوانين التى صدرت للحد من حجم
هذه المشكلة حيث أنها تنتشر بين جميع المستويات الاجتماعية وكذا بين المتعلمين
وغير المتعلمين . لذا يجب على جميع الهيئات ذات الصلة المباشرة وغير المباشرة
التصدى لهذه المشكلة .ولعل من ابرز الأدوار التى يمكن إن يقوم به المتخصصين فى
مجال الاقتصاد المنزلى هو نشر الوعى السليم بين بين أفراد المجتمع
عن الأضرار الجسيمة
التى تسببها المخدرات وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن التأثير الوهمى للمواد المخدرة .
الاقتصاد المنزلى واستقرار الحياة الأسرية :
لقد زادت معدلات
الطلاق فى الآونة الأخيرة بشكل مذهل ولقد
وجد إن اغلب حالات الطلاق تحدث بين المتزوجين حديثا و صغار السن ، وهو موأشر له
دلالة اجتماعية خطيرة .والاقتصاد المنزلى يساعد فى تحليل البيانات للكشف عن
الأسباب الحقيقية وراء هذه الظاهرة ،كما يساعد الاقتصاد المنزلى فى تحقيق
الاستقرار الأسرى عن طريق برامج التوعية ومكاتب التوجيه والإرشاد الأسرى للتقليل
من فرص الطلاق وعدم إهمال العناية بالأسرة المستقرة لاستمرار استقرارها .
الاقتصاد المنزلي
والمرأة :
تحظى المراة فى
الآونة الأخيرة باهتمام على المستوى العالمى بهدف النهوض بها تعليميا واجتماعيا
ومهنيا لرفع مستوى أدائها ومشاركتها فى تنمية المجتمع وفى هذا الصدد لا يخفى دور
الاقتصاد المنزلى فى النهوض بمستوى المراة لتساير ركب التطور حتى فى تخطيط وتنفيذ
مشروعات التنمية على النطاق المحدود أو على النطاق الواسع
الاقتصاد المنزلى
والحروب والأزمات :
يوجه كل مجتمع بين
الحين والأخر بعض ألازمات و الحروب والكوارث الطبيعية والمجاعات فتصبح الكثير من
الأسر بدون مأوى أو مأكل و كثير من الأفراد بدون اسر .ويتضح دور الاقتصاد النزلى
جليا فى مثل هذه الظروف حيث يساعد الأسر المشردة على توفير الاستقرار والطمأنينة
والأمان من خلال مكاتب التوجيه والإرشاد الأسرى . وعلى هذا النحو يتضح لنا الدوى
بالغ الأهمية الذى يلعبه علم الاقتصاد المنزلى فى مواجهة مشاكل الحياة المعاصرة
.