التأثيرات الناتجة
التأثيرات الناتجة عن الضوضاء :
يعتبر التلوث الضوضائى أخطر أنواع التلوث بالنسبة للإنسان ونمط حياته ، حيث أنه من الممكن أن يحمى الإنسان نفسه بسهولة ضد الأنواع الأخرى من التلوث ، وعلى الرغم من أن هذه الضوضاء تتسبب فى الكثير من الأمراض ، حيث أكدت بعض الدراسات العلمية وجود علاقة قوية بين الضوضاء وانتشار أمراض الصم وسوء الهضم والقلب والضغط المرتفع ، كما أنها تصيب كثيراً من سكان المدن الكبيرة بالإرهاق ، فضلاً عن الأمراض النفسية ، إلا أن الغالبية العظمى من الناس لا يدركون تماماً الأضرار الناتجة عن استمرار تعرضهم لهذه الضوضاء والأصوات العالية . فقد يخاف الإنسان على صحته من تلوث الماء ، وقد يشعر بتلوث الهواء ، ولكنه لا يلقى بالاً إلى الضجيج والضوضاء المحيطة به .
وتؤكد الدراسة التى قامت بها ثناء أبو المكارم أنه بالفحص الإكلينيكى للأشخاص المعرضين للضوضاء ، ومراقبة مستوى أداء كل من الجهاز الدورى والعصبى لديهم ، اتضح مدى التأثير الإيجابى للضوضاء على زيادة معدلات الإصابة والتى يوضحها الجدول الآتى :
جدول ( 1 ـ 6 )
يوضح تأثير الضوضاء على معدلات الإصابة بالأمراض
المرض |
الأماكن الهادئة |
الأماكن عالية الضوضاء |
الأرق وعدم النوم |
49 % |
54 % |
المصابون بأعراض مرضية |
6.1 % |
55 % |
ارتفاع ضغط الدم |
2.04 % |
7.2 % |
ضعف السمع |
4.08 % |
48.2 % |
المصابون بالتوتر والانزعاج |
4.08 % |
55 % |
المدخنون |
30.6 % |
63.6 % |
معتادو الأدوية |
4.08 % |
36.3 % |
ويمكن تقسيم التأثيرات الناتجة عن الضوضاء إلى :
تأثيرات سمعية :
يعتبر تلف الآذان ، وكذلك فقد حاسة السمع ( الصمم الجزئى أو الكلى ) من الآثار الضارة . فمن المعروف أن الأذن تقوم بتحويل الموجات الصوتية إلى إشارات كهربائية أو عصبية تحول إلى المخ .
وتتأثر حاسة السمع عادة نتيجة لتكرار سماعها للأصوات شديدة الارتفاع . حيث تؤثر على الأجهزة العصبية والخلايا الشعرية ( المستقبلات الحسية ) التى تتضرر عند ترددات معينة ، وتتآكل هذه الخلايا تدريجياً ، فيبدأ الأمر بضعف حاسة السمع ، ويؤدى فى النهاية إلى فقدها تماماً .
وينتج الخطر الصمى إذا تعرض الإنسان إلى مستوى صوتى 150 ديسيبل وهذا الخطر قد يؤدى إلى تدمير الجهاز السمعى للإنسان ، لذلك فعلى الإنسان أن يتجنب تلك المستويات الصوتية
وتلعب المسافة بين مصدر الصوت والمستمع دوراً مؤثراً على حاسة السمع ، حيث يتناسب تأثير الصوت تناسباً عكسياً مع المسافة بين المستمع وبين المصدر .
تأثيرات غير سمعية :
تتعدد الآثار المحسوسة للضوضاء على الصحة العامة والنفسية للإنسان ، والتى ينعكس تأثيرها على الإنسان ، ويمكن تلخيص بعضها فيما يلى :
1 ـ آلام الرأس ( الصداع ) .
2 ـ الشعور بالضيق والتعاسة .
3 ـ ضعف استجابة الأفراد .
4 ـ ضعف نشاط العضلات .
5 ـ حركة لا إرادية فى العين مع تغير فى الحدقة .
6 ـ تغير فى نبضات القلب .
7 ـ توتر فى العضلات والأعضاء الداخلية نتيجة لتأثر الخلايا العصبية .
8 ـ صعوبة فى التنفس .
9 ـ زيادة الإحساس بالإجهاد ، والميل نحو العصبية فى المزاج .
10 ـ نظراً لأرتباط الظواهر الطبيعية كالزلازل والأعاصير والانفجارات البركانية بالضوضاء ، فإنها تنعكس عليه بالإحساس بالخوف .
11 ـ التأثير على العلاقات الأسرية ، حيث تقل الأحاديث التى تجرى بين أفراد الأسرة الواحدة بمقدار 50 % ، وذلك إذا كان المنزل على مقربة من المناطق المعرضة للضوضاء بصورة مستمرة ( كالطرق الرئيسية ، أو السكك الحديدية ، أو المطارات ) .
12 ـ انعكاس الضوضاء على شعور الإنسان بالراحة فى النوم ، حيث يتطلب الاستقرار فى النوم عدم زيادة مستوى الضوضاء عن 35 ديسيبل . كما إن قلة النوم تجعل الإنسان يشعر وكأنه معتل صحياً ، وإذا استمر الإزعاج لفترة طويلة ، فإن أثره يمتد إلى الصحة العامة .
13 ـ نقص الكفاءة فى العمل . حيث تسبب الضوضاء المفرطة ـ فى معظم الأحيان ـ نقصاً فى قدرة الإنسان على أداء العمل وكفاءته . فهناك فروقاً محسوسة فى الانتاج بين العمل الذى يؤدى فى جو هادئ ، والعمل الذى يؤدى فى جو تسوده الضوضاء . حيث يتعرض العمال فى المصانع إلى الضوضاء المستمرة .
ومن الثابت علمياً أن الضوضاء تسبب 50 % من الأخطاء فى الدراسات الميكانيكية ، و 20 % من الحوادث المهنية ، و 20 % من أيام العمل الضائعة والممثلة فى قلة رغبة العاملين ، وكثرة تغيبهم عن العمل .
والجدول التالى يوضح إحصائية عن الخسائر التى تسببها الضوضاء فى الولايات المتحدة الأمريكية ، وذلك خلال عام 1975 .
جدول ( 1 ـ 7 )
أسباب الخسارة |
قيمة الخسارة بالدولار |
حوادث تغيب ، وعدم كفاءة فى العمل بسبب الضوضاء |
4 بليون تقريباً |
ضوضاء نقل وتعويضات نقل المساكن |
3 بليون تقريباً |
تعويضات بسبب ضوضاء الطائرات |
30 بليون تقريباً |
14 ـ يتأثر حمل السيدات بالضوضاء ، حيث يجعلن عرضة للاضطرابات المشار إليها سابقاً ، فتصبح فى حالة عصبية ونفسية غير مستقرة ، مما يؤثر على الجنين سواء فى الحجم او نقص النمو أو عدم اكتمال الحمل .
15 ـ تؤثر الضوضاء على تلاميذ المدارس ، ويتمثل ذلك فى قلة القدرة على الاستيعاب والتركيز وفهم الدروس ، بالإضافة إلى الأرهاق العصبى والدوار والشعور بالمرض . كما ينعكس تأثير الضوضاء على سلوك التلاميذ ، فاصبح الغالبية العظمى منهم يتصف سلوكه سلوكه بالعنف والاندفاع والقلق وعدم التركيز ، كما أصبح رد فعلهم يتسم بالعنف .
وقد أثبتت الدراسات أن المحاضرات التى تلقى على الطلبة بصوت هادئ تساعدهم على استيعابها وفهمها أكثر مما لو كانت بصوت حاد مرتفع .
16 ـ امتد تأثير الضوضاء ليشمل كل من الحيوان والنبات ، حيث أثبتت التجارب أن إدرار اللبن ، والكفاءة التكاثرية عند بعض الحيوانات تقل بزيادة تعرض هذه الحيوانات للضوضاء .
وقد وجد فى بعض الدراسات أن الحيوانات التى تعيش فى بيئة هادئة تأكل أكثر ، وبالتالى فهى تنمو أسرع من مثيلاتها التى تعيش فى بيئات ضوضائية . كما تحدث الصدمات الموجية الصوتية المفاجئة والمتكررة من المصادر الصوتية وفوق الصوتية اضطراباً للطيور البرية ، مما يؤدى إلى تشتتها وهجرتها .
أما بالنسبة للنبات ، فإن معدل نمو كثير من النباتات يقل ، وذلك إذا ما تواجدت فى وسط تسوده الضوضاء.