التأثيرية كتمهيد ل
التأثيرية كتمهيد للمدارس الحديثة :
تعتبر المدرسة التأثيرية الثورة التمهيدية الأولى للفن الحديث ، فمن خلالها تحررت الرؤية الفنية للطبيعة بعد ان كانت خاضعة للمنهج الأكاديمي ويرجع الفضل في ذلك التحرر للأساس العلمي لطبيعة الضوء التي كشفه العلامة " أيزاك نيوتن " 0
وفي ظل هذه النظرية الضوئية أدرك الفنانين التشكيليين أن الحقيقة الفنية ضوئية ، فقد كانت الصور التي ينتجها الفنان داخل الاستديوهات أو مراسم التصوير وأن يسمح الفنان لنفسه بأن يخرج إلى الخلاء حيث الطبيعة ليستلهم منها فنه ، وكانت فكرة الإبداع محصورة في المنهج الأكاديمي القائم على المتطور والأسرع والظل والنور بمعنيهما التقليدي وعلى الألوان الخضراء والبنفسجية لتمثيل الضوء والظل والبعد الثالث 0
ومن هنا ظهرت المدرسة التأثيرية أو الانطباعية كحركة فنية كرست نفسها للاكتشاف ولإقامة فن جديد قادر
أن التأثيرية حركة فنية كرست فنها للاكتشاف ولإقامة فن جديد قادر على ان يقدم قيما تشكيلية وجمالية لم تجد ما يشبعها في أشكال التصوير التقليدية ومنها الكلاسيكي
كان للتأثيرين ثلاث اتجاهات رئيسية : الاتجاه الأول وهو اتجاه جوجان إلى المساحات اللونية الشاسعة والاهتمام بالحياة البدائية 0
والاتجاه الثاني كان يمثله فان جوخ وهذا قد انتهى إلى الحركة التعبيرية الحديثة 0 أما الاتجاه الثالث فقد مثله الفنان سيزان وهو اتجاه بنائي معماري و قد صار شوطا بعيداٌ نحو التكعيبية المسطحة ثم المجسمة وبعد ذلك إلى الحركة البنائية التركيبية ثم إلى التجريد الخالص 0
وبالرغم ان كثير من الفنانين قد اهتموا منذ عصر النهضة بالتعبير عن تأثير الطبيعة والهواء الطلق وأشعة الشمس 0 إلا أنه يمكننا القول أن فن التصوير قد ظل حتى مجيء التأثيرية أسير أجواء المراسم ذات النوافذ التي لا يدخل منها الشمس – كما سبق أن أوضحنا – وهذا يعني ان الفنان كان يعمل بصورة منظمة ومنهجية في عمله الفني مستعينا بما سجله مسبقا من رسوم ودراسات وذلك وفق تقنية بطيئة 0 ولكن التأثيرية اعتمدت في تقنيتها على أسلوب الأداء السريع 0 وبالتالي فإن عنصر " الزمن" في فن التصوير هو في حقيقته ينتسب إلى المفهوم التأثيري ، كما أنه كان مستبعداٌ على الفنان قبل ظهور التأثيرية ان يستخدم مباشرة وجنبا إلى جنب ، لونين فاتحين مختلفين بعضا عن بعض ، أو أن يستعمل عند الحاجة الألوان كما تخرج من الأنابيب مباشرة ، وهذه الوسائل أكثر تحرراٌ من حيث التقنية قد توافقت مع المفهوم التأثيري وقد استخدموها في إبداع مناظرهم الطبيعية 0
ولم تكن الطبيعة وحدها هي " الحقيقة " الوحيدة التي سعت التأثيرية إليها ، بل أننا نجد تجديدا آخر " من حيث الموضوع " ويتبدى ذلك في تناولهم لموضوعات من بيئات ومجتمعات مختلفة