التراث
يحتل التراث أهمية حيوية في كل البلدان فهو يمثل
ثقافاتها وحضاراتها ، كما إنه يساعد في ربط سكانها بعضهم مع البعض الآخر، ويمنحهم
شعوراً بالانتماء إلى جذورٍ وأسس مشتركة وإلى أهداف نبيلة عامة. أضف إلى ذلك أن
المعالم التراثية والمواقع التأريخية والأثرية والدينية تمثل أحد العوامل المهمة
في تأسيس قاعدة اقتصادية لبلدٍ كالعراق سيّما في المجال السياحيلا. لهذه الأسباب
فإن حماية التراث الحضاري تصبح ضرورة قصوى في العراق الغني بمعالمه التأريخية
وتراثه الثقافي الأصيل.
وتواجه بعض البلدان النامية مشكلة في نظرتها للتراث –
عندما تضعه بدرجة أدنى من سُلّم أولوياتها – وهذا ما يحدث في العراق حيث لا يُعار
له سوى أهمية ثانوية، لأن الجهود كافة موجهة نحو معالجة الوضع الأمني
والخدمات المختلفة، ـ والتي لم يتحقق منها شيء يذكر ـ ، بسبب الفساد والتخلف
الفكري والفني والنظرة الضيقة وغياب الحلول والمعالجات الصحيحة ، لذلك لا ينبغي
التقليل من مستوى الاعتناء بالتراث والنظر إليه كحاجة روحية وحضارية مهمة جداً.
ويُعد الاهتمام بالتراث مطلباً مهماً لا يمكن الاستغناء
عنه أو تجاوزه. لذا فإن إدخال أي تغيير في المعالم التراثية والعمرانية لبعض المدن
يشكّل تهديداً له في حال عدم الأخذ بنظر الاعتبار هوية هذه المدن: التاريخية
والحضارية.