التصميم وعلم التأث
التصميم وعلم التأثير البيولوچى للبيئة Design and Ecology 5/5/2009
هناك خلط بين مصطلحَىْ environment، وecology. فعلم البيئة تعبير يشتمل على نطاق واسع من النظم العلمية التى تحتاج للدراسة معاً للقدرة على فهم البيئة الطبيعية وتفاعلاتها العديدة بين مكوناتها المادية الفيزيائية، الكيميائية، والبيولوچية.
فكل كائن حيْ له علاقة مستمرة ومتواصلة مع كل العناصر الأخرى التى تشكل بيئته، وهو مبدأ أساسى من مبادئ علم الإيكولوچى.
فالإيكولوچى هو علم التأثير البيولوچى للبيئة على الإنسان والحيوان، فعلى سبيل المثال، يؤثر الاستخدام السئ لشاشة الحاسب على العين سلبياً وهذا تأثير إيكولوچى أى أن هناك تأثير إيكولوچى سلبى من الأشعة التليفزيونية على العصب البصرى للعين، كذلك إذا تسبب تلوث مياه البحار فى موت الأسماك، فإن دراسة أسباب ذلك تندرج تحت هذا العلم.
لذا لابد أن لا يؤثر أى تصميم عند استخدامه إيكولوچياً على الإنسان.
وهناك أيضاً تأثير الأرجنومية أو العوامل الإنسانية كالثقافة على المنتجات، فعلى سبيل المثال، يعتبر (القبقاب) تعبير أو نتاج مادى ثقافى material culture.
فهناك مقولة أن "كل ما هو ليس طبيعياً، فهو ثقافة - What is not nature, is culture"
فالطبيعة من صنع الله سبحانه وتعالى، أما الثقافة فهى نتاج علاقة الإنسان بالطبيعة أى فكر المجتمع، كما يتحدد الدين بثقافة المكان الذى نشأ فيه الإنسان، فالفكر كله ناتج من البيئة والثقافه جزء من فكر الانسان ويؤثر على البيئه ويتأثر بها.
وحيث أن السلوك يرجع إلى اللغة، فعند تحليل كلمة الثقافة فى الاشتقاق اللغوى، تعنى كلمة ثَقِفَ: يعدل الرمح، يجهزه، أو يدرك الآخر ويقتله. وفى اليونانية ترجع إلى كلمة كوليرا أى يرعى شيئاً، أو يحافظ عليه ويطوره، وهى كذلك أيضاً فى اللغة العربية.
وينبغى على المصمم أن يكون لديه وعىْ بمعايير تخطيط وتصميم المنتجات البيئية، أى دراسه البيئه المحيطة قبل القيام بعملية التصميم، فعليه أن يأخذ بعين الاعتبار ما يلى:
§ مراعاة عامل ثقافة المستخدم. (يحتاج المستخدم المسلم إلى مواصفات خاصة للحوض حتى تتم عملية الوضوء دون مشقة فى رفع رجليه لغسلهما، وكذلك لعدم انتشار الماء على الأرض عند غسل اليدين إلى المرفقين، مما قد يؤدى إلى تعرضه للانزلاق. وكذلك أماكن الوضوء فى المساجد.)
§ أن يساعد التصميم على حل المشاكل البيئية والإيكلوچية، بأن لا يكون للمنتجات أثر سلبى على المستخدم Eco Design أو البيئة. كأن يتم تصنيع الصندوق الذى يحتوى جهاز الكمبيوتر من الخشب، أو كالتعديل الذى تم عمله فى شكمانات السيارات لتحويل عادم أول أكسيد الكربون الضار بالبيئة إلى ثانى أكسيد الكربون الغير ضار، وكذلك بعض الابتكارات التى أضافت بعض خلايا الطاقة الشمسية للملابس حتى يستطيع المستخدم شحن هاتفه المحمول، أو حاسبه المحمول أيضاً إذا نفذت طاقته. إلى جانب بعض التصميمات التى تعمل على حماية الإنسان كالكرسى الخاص بالأطفال الذى يوضع فى السيارات لسلامتهم.
§ استخدام مواد صديقة للبيئة بحيث يمكن إعادة تدويرها recycling، فإعادة التدوير تعنى اعاده الاستخدام فى انتاج منتجات أخرى أو نفس المنتج.
§ مراعاة الاعتبارات الجمالية للبيئة المحيطة بالإنسان Environmental Aesthetics، فقد وجد علماء النفس أنه كلما كان المكان الذى يعيش فيه الإنسان منظم ومرتب، كلما انعكس ذلك على سلوكياته، فهناك ارتباط وثيق بين ارتفاع معدل الجريمة، وانخفاض معدل الجماليات البيئية.
يُطلَق على التصميم الذى يتوفر فيه العوامل البيئية، ولا يتسبب فى إحداث تلوث: التصميم الأخضر Green Design، أما المستهلك الأخضر Green Consumer فهو مستخدم لديه وعى بيئى يجعله ينتقى المنتجات صديقة البيئة.
وقد يستطيع المستخدم تطويع نفس المنتج لتوظيفه فى استخدامات أخرى، وهو ما يُعرَف بإعادة الاستخدام Recovery، كاستخدام برطمان المربى مثلاً فى تعبئة الملح.
أما إعادة التصميم فيُطلَق عليها remodification أو redesign وهى عمل بعض التعديلات فى المنتج لإيجاد قيمة استخدامية أخرى غير الأساسية، كاستخدام موتور سيارة أو جرار فى ضخ الماء.
إلى جانب التصميم البديل Ulternative Design.
وتشتهر بلدان كثيرة بوفرة وجودة بعض الخامات، كالورق فى فنلندا، الخشب فى السويد، الذهب فى النوبة، والنحاس فى الأردن وإيران.