التصوير التشكيلي ف
التصوير التشكيلي في أواخر عصر
النهضة.
بلغ التصوير التشكيلي ذروته في عصر النهضة في روما في بداية القرن السادس عشر
الميلادي وأصبحت روما مركز الفنون لاستقرار البابا فيها ولأن أبرز فنانيْن في
التاريخ بعد ليوناردو دافنشي ـ وهما رفائيل ومايكل أنجلو ـ قد عملا هناك. وقد جمع
الأسلوب التشكيلي في تلك الفترة كل إيجابيات الأساليب السابقة له واستفاد منها،
فجاءت الأشكال المرسومة رشيقة الحركة ولها قوة الأعمال الرومانية الكلاسيكية
وواقعيتها.
اتسمت رسوم رفائيل بالتصميمات
المتّزنة والمنسجمة التي تعبر عن طريقة الحياة الهادئة العظيمة. وقد أخذ نظام
التصميم الهرمي للّوحة من الفنان ليوناردو دافينشي أمّا مايكل أنجلو فقد اهتم
بالنحت، كما رسمالمحاكمة الأخيرة وكانت صورة قوية البناء. وأشكاله متحرّرة بعض الشيء من الكلاسيكية
القديمة.
النمطية (الأسلوب التكلفي). انتشرت
في أوروبا في الفترة ما بين 1520-1600م، وهي طريقة جمعت أسلوبي رفائيل ومايكل
أنجلو، ولم تلتزم بتقليد الواقع بل عمد فنانوها إلى المبالغة والتصرف في الأشكال
بتطويل بعض أجزائها. وأشهرهم بارمغيانو الذي رسم العذراء ذات العنق الطويل.
التصوير في البندقية. تكون الأسلوب
الفينيسي في هذه المدينة التجارية، واختلف عن الأساليب السابقة لأنه لم يكن يهدف
إلا إلى إمتاع المشاهد وإسعاده. فلم يكن هدفه أن يدفعه لعمل أشياء عظيمة أو يحثه
على بطولات. وأهم فناني البندقية هم جيورجيوني، وتنتوريتو، وإل غريكو الأسباني
الذي كان من أشهر الفنانين في أواخر عصر النهضة؛ والذي بالغ في النمطية، ومهَّد
بذلك لظهور مدرسة الباروك.
بداية الباروك. تأثّر التصوير
التشكيلي ـ والفن عامة ـ خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين بعاملين:
أولهما الانقسامات الكنسية، وثانيهما ظهور القوميات في أوروبا. وقد ظهر أسلوب
الباروك في التصوير عندما بدأت الكاثوليكية في الرد على البروتستانتية وأمرت
الفنانين أن يرسموا الموضوعات الدينية بطريقة واقعية وميسرة ومباشرة ليفهمها كل
الناس. وكانت هذه هي أسس مدرسة الباروك ومكوّناتها. وبدأت الطريقة في روما سنة
1600م تقريبًا، وانتشرت في بقية الأقطار. وكانت القومية من الأسباب الرئيسية
لانتشارها لأن كثيرًا من الأمم شعرت بذاتيتها وعملت على نشرها عن طريق الفن. وأهم
فناني الباروك روبنز وكرافاجيو وكراشي ودييغو فيلازكيز الأسباني.
واهتم الفن في هولندا في هذه الفترة
برسم مناظر من الحياة اليومية. فكان الفنانون يرسمونها تلبية لرغبات أفراد الطبقة
المتوسطة الذين كانوا يقتنونها.واشتهر في هولندا جان فيرمير ورمبرانت الذي أصبح
أعظم فنان هولندي، ورسم موضوعات دينية باختياره لا بتوجيه من أحد، وكذلك بوسان
الفرنسي.
فن الروكوكو. بلغ ذروته في فرنسا في
الفترة ما بين 1720-1780م. اتسمت رسوم الفنانين بالناحية الزخرفية كالباروك غير أن
لوحاتهم كانت أصغر في أحجامها. وكانت الأعمال التشكيلية في الروكوكو شاعرية وخفيفة
الظل وأغلبها خيالية وتعكس ذوق النخبة الفرنسية وقتذاك، وتُعد أعمال جين أونوري
فراجونارد، ومنها لوحة الفتاة المتأرجحة خير مثال لهذه المدرسة.