التكيف في بيئات التعلم... تحدي جديد من اجل الأفضل
لقد أصبح التعلم و التدريب من الأسس الهامة و الضرورية في بناء مجتمع المعرفة، إلا أنه مع ندرة الخبرات و ارتفاع التكاليف اللازمة لتقديم تلك الخدمات تطّلب التحول من الأنماط التقليدية التي تعتمد على تقنية المعلومات و ترتكز حول الطالب. تشهد نظم التعلم في الوقت الحالي تطور متلاحق في تقنية المعلومات والاتصالات ومع ذلك التطور فقد أصبحت الطرق والأساليب المتبعة حاليا في إدارة التعلم لم تعد قادرة على مواجهة تلك التحديات. كما أن ذلك التحول الذي شهدته بيئات التعلم والمتمثل في تطور التكنولوجيا تحولاً ضرورياً في تعزيز رغبة المتعلمين من جهة والعملية التعليمية التي يقدمها المعلمون من جهة أخرى. أصبح التعلم، بنشاطاته المختلفة، مرتكزاً بشكل أساسي على المتعلم ليس على المعلم. هناك العديد من المتغيرات التي تؤثر على العملية التعليمية بشكل فعال فمنها مثلا قدرات المتعلمين المختلفة في التعلم، ومواقفهم وأنماطهم التعليمية. يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار كل تلك المتغيرات خلال مراحل عملية التعلم لتحقيق اكبر قدر ممكن من الفائدة، حيث تصل تلك الفائدة إلى مداها حين يصبح المتعلم هو أساس عملية التعلم. أصبح تكيف بيئة التعلم من المحاور الأساسية التي لقيت اهتماما بالغا في الآونة الأخيرة، وللوصول إلى التكيف يجب أن نضع بعين الاعتبار أنماط التعلم فمن خلالها يكون التدريس وفقا للمتعلم. فلابد أن تكون بيئة التعلم قادرة على التكيف وفقاً لاختلاف أنماط التعلم عند المتعلمين. أنماط التعلم Learning Styles إن فهم كيفية تعلم الطلاب يعتبر محوراً مهماً في اختيار استراتيجيات التعلم، ولكن لسوء الحظ، فإن التعليم في كثير من الأحيان يستمر بالطرق القديمة، متجاهلاً الفروق الفردية بين الطلبة وأنماط التعلم. إن الحاجة لفهم أنماط تعلم الطلاب تتزايد في ظل التطور المتلاحق في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات. إن الفائدة المبدئية لأنماط التعلم هي النظر إليه كأداة للتفكير بالفروق الفردية، وعندما نساعد الطلبة على اكتشاف أساليبهم التعليمية الخاصة، فإننا نمنحهم فرصة التوصل إلى الأدوات التي يمكن أن تستخدم في فهم المادة العلمية بشكل أفضل. لقد تعددت التعريفات الخاصة بأنماط التعلم منها ما قاله فلدر وسولومان حيث عرف أنماط التعلم أنها عملية اكتساب المعلومات والتحكم بها تبعاً لصفات المتعلمين والطرق المفضلة لديهم في الدراسة. وتوصف أنماط التعلم بأنها الخصائص العامة التي تمكِّننا من ملاحظة الفروقات الفردية والإجراءات الذاتية التي يقوم بها المتعلمون خلال معالجة المعلومات. كما أنها تعَّرف على النحو التالي: نماذج السلوك الفردية للمتعلم التي تتمتع بالمتانة والاستقرار بغض النظر عن تغير الأوضاع. |