الجامعات الافتراضية :
الجامعات الافتراضية :
ظهرت في الآونة الأخيرة منهجية تعليمية جديدة عملت على اعادة بناء (37 ) وصياغة كثير من الأركان التربوية المعاصرة نتيجة مواكبة تقنيات المعلومات والاتصالات لها وعملت على اغراق المؤسسات التعليمية وأنشطتها المختلفة بموجة كبيرة من مستلزمات المنهجية التعليمية هذه . الا ان التربويين ومؤسساتهم التعليمية في عالمنا العربي لم يستطيعوا التأقلم وبشكل تام مع التقنية الالكترونية اما لعدم توفر البنية الاتصالية نتيجة قلة الامكانات المادية أو لعدم وضوح دور التقنية وامكانية السيطرة عليها أثناء تطبيق هذه المنهجية ، وفي كلا الحالتين يمكن أن يؤدي الأمر لفوات اللحاق بقطار التقنية الذي لا يتوقف وسيدرك التربويون الذين لم يدركوا مواكبة هذه التقنية التقاعص والتقصير والتخلف الذي خلفوه لأوطانهم . ويقول أحد التربويون الألمان : هناك اجماع بين العلماء والسياسيين في جميع أنحاء العالم على ان فجوة الغد لن تكون بين الأغنياء والفقراء ، بل فجوة بين التعليم الكلاسيكي والالكتروني,فجوة بين الفاعلين في مجال العالم الالكتروني وبين المتلقين لهذا الفعل ، بين أناس يقررون خيارات الاتصال المناسبة لصالحهم وآخرين يلتزمون بما يمليه عليهم هؤلاء وليس أمامهم من بديل سوى الاستسلام . ويشاركه في هذا الرأي أحد المختصين السعوديين حيث يضيف : إن عصرا تقنيا جديدا بدأ بفرض شروطه وآليات التعامل معه ، ويبدو ان الخيارات من حولنا تضيق حينا وتنعدم في معظم الأحيان ، نحن مجبرون على الدخول في طريق المعلومات السريع الذي نجهل دروبه ومنعطفاته حيث لم نشارك في تصميمه بالأمس ، وها نحن اليوم نقدم خطوة ولا نتبعها بأخرى ، وكأننا لم نع بعد ان من لا يسلك هذه الطريق سيبقى خارج أقواس الزمن .
لقد أحدثت تقنية المعلومات والاتصالات تغييرا نموذجيا في قطاع التعليم فلقد وصلت ثمار مداهمة الحواسيب المحمولة التي غزت القاعات الدراسية في أوروبا وارست منهجية علمية وصلت الآن الى منطقة الشرق الأوسط (38 ) .
فالنموذج التعليمي القديم المتمثل في الطلاب والأساتذة والقاعات الدراسية والمؤسسات التعليمية المطبق في كافة دول العالم وفق الأنظمة القانونية والمالية والاجتماعية وغيره الخ . قد حل محله نموذجا ومنهجا جديدا تمثل بالتعليم عن بعد والتعلم مدى الحياة والتعليم ذاتي التوجيه من قبل الطلبة من خلال تقنية المعلومات و الاتصالات .
الآن ثمةحاجة للتغيير ولتغيير هذا النموذج , والمنهج القديم برمته ينطلق من مدى حاجة المديرين والمشرفين لمهارات مختلفة عن المهارات السابقة ناتجة عن تأثير هذه التقنية . ويجد الطلاب مدى هذا التأثير على المشاريع المطلوبة منهم حين استخدام الحواسيب في التعليم ، حيث توفر ساعات اتصال أقل وعمل الطلاب أكثر تركيزا وتعليم وتعاون مستقلين وفي الوقت نفسه مشاركة مؤسسات تعليمية مختلفة من خلال تقنية المعلومات والاتصالات وتحول هذه التقنية كافة المؤسسات التربوية من نسق التعليم في وقت ومكان محدودين الى مفهوم – أي وقت وأي مكان -.
لقد ركزت توشيبا الشركة الرائدة في انتاج الحواسيب المحمولة اهتماماتها في توفير التقنيات المساعدة لتوجيه ثورة المعلومات والاتصالات نحو القطاع التربوي وخير مثال على ذلك حين قامت بتعديل جهازها الجديد ساتيلايت للاستخدام في مجال التعليم من خلال تزويده بامكانية الربط مع الشبكات اللاسلكية وببرنامج windous-xp-pro وتحديد عمر بطاريته وكفالته . وتقول ماريكه سكروز مديرة أعمال توشيبا في قطاع التعليم لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وافريقيا : ان تقنية المعلومات والاتصالات في القطاع التربوي وجدت لتبقى ، والمستقبل للتعليم الالكتروني بغض النظر عن الحاسوب ونوعيته وصناعته ، وان جهاز الحاسوب سيكون وسيلة تعليمية يلجأ اليها الطلاب للدراسة والتعلم وليس التعرف على الحاسوب .
ان هناك توجه واسع لدعم مفهوم التعليم الالكتروني ، بعد معرفة ان اوروبا وامريكا واللتان تضمان مئات الجامعات وعشرات مئات الكليات والمعاهد تخططان(39) لانفاق حوالي 10 مليارات دولار في مجال التعليم الالكتروني المباشر مع حلول 2004 وعندها سندرك أهمية هذه التقنية ومدى حاجة بلادنا العربية وحاجة جامعاتنا للتعليم الالكتروني والتدريب الالكتروني (*) .
مع كل هذا فلقد لجأت جهات عديدة في اوروبا(40) لتقويم منهجية التعليم الالكتروني فوجدت ان هناك من يعارض هذه المنهجية ومن يؤيدها ولكن بشروط الا انه لا يمكن الجزم بفعالية جدوى هذه المنهجية .
أما في العالم العربي ، فهناك من الفئات المؤيدة والمعارضة لهذه المنهجية ايضا ، علما بانه قد بدأ التفكير " بشكل متسارع " لهذه المنهجية وذلك بعد دخول سوريا هذه التجربة وانشاء جامعة افتراضية بغية حل مشكلة استيعاب حملة الشهادات الثانوية ، وبدأت بعض الجامعات التقليدية بادخال شبكة الانترنت على بعض موادها, اما في المغرب فقد أنشأ فرع الكتروني شبه مستقل عن الجامعة( 37) المرجع (29)
( 38) جاء هذا في حفل اطلاق مشروع تربوي يرتكز على الحواسيب قدمته شركة توشيبا للمدارس المصرية للمسؤول التربوي البلجيكي غابي هوستينز المدير العام للتعليم الثانوي في بلجيكا – صحيفة الأخبار 6 اب 2002
(39) مدارس الاسمنت أفضل من تعليم الانترنيت . سان فرانسيسكو وكالات اسلام أون لاين 2001 – 11 – 1
http://www.islam-online.net/
العالم الاسلامي – محمد تقي المدرسي – مكتب سماحة آية الله
(*) التدريب الالكتروني يقتصر فقط على المؤسسات والشركات التي تود تدريب موظفيها لترفع من كفاءتهم المهنية والعلمية في مجالات عملهم .