الحالات المطلوب في
الحالات المطلوب فيها إجراء عملية الغسيل الكلوي:
في حالة المرضى المصابين بفشل كلوي يتم إجراء الغسيل الكلوي مع ملاحظة أنه في حالة المرضى المصابين بالفشل الكلوي في مراحله الأولى (بسيط) حيث تكون نسبة الكرياتينين في الدم أقل من 400 ميكرومول/ لتر فإنهم لا يحتاجون إلى علاج استبدالي والمتمثل في الغسيل الكلوي Dialysis أو زراعة الكلى Renal transplantation وهذا يرجع إلى حقيقة ثابتة ألا وهي أن المريض في هذه الحالة يكون محتفظاً بجزء كاف متبقي من وظائف الكلية يعينه على استمرار الحياة ولكن مع ذلك فإن المريض يكون في حاجة إلى أنواع معينة من الأدوية إلى جانب إتباع نظام غذائي خاص لتأخير عملية تدهور الكلية ووظائفها، لكن عندما تزيد نسبة الكرياتينين في الدم عن 900 ميكرومول/ لتر فإن المريض في هذه الحالة يكون في حاجة إما إلى الغسيل الكلوي أو إلى عملية لزراعة كلية.(19)
فكرة عملية الغسيل الكلوي Principles of Dialysis
إن الفقد في وظائف الكلى- سواء أكان حاد أو مزمناً- يمثل تهديداً خطيراً على حياة الإنسان، حيث يتزايد نسبة السوائل في جسم الإنسان نتيجة لعملية احتفاظ أنسجة الجسم بالماء والأملاح وعندئذ تؤثر مكونات هذه الوسائل تأثيراً مدمراً مسببة أمراضاً متعددة منها (الزيادة في حامضية الأنسجة والدم والارتفاع في نسبة الفوسفات في الدم والانخفاض في نسبة الكالسيوم) ومع تراكم الفضلات السامة قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع نسبة البولينا في الدم.
وتتضمن الأساليب العلاجية المتبعة إيجاد وسيلة للتحكم في نسبة السوائل بالجسم مع إتباع نظام غذائي صارم وذلك للمساعدة في منع أو تخفيف هذه الأعراض المرضية، لكن وجد أن هذه الطرق غالباً ما تكون غير كافية وقد تؤدي إلى سوء التغذية أو إلى مخاطر أخرى ويعتبر تصحيح حجم السوائل ومكوناتها في الجسم للوصول إلى الحالة الطبيعية بالإضافة إلى التخلص من النفايات السامة من الأمور التي يمكن تحقيقها وبكفاءة بواسطة عملية الغسيل الكلوي Dialysis وذلك إما باستخدام الأغشية الصناعية Artifical membranes أو الأغشية الطبيعية (الغشاء البريتوني) peritoneal membrane للمساعدة في مرور السوائل والمواد المذابة من الجسم.
وعملية الغسيل الكلوي يمكن إجراؤها لمدد زمنية قصيرة إذا كان الفقد في وظائف الكلية حاداً ويمكن استرجاع هذه الوظائف بعد ذلك لكن إذا كان الفقد في وظائف الكلية مزمناً وغير قابل للاستعادة فمن الضروري الاستمرار في عملية الغسيل الكلوي إلى الأبد للإبقاء على حياة الإنسان.(30)
- تعتمد الفكرة الأساسية في عملية الغسيل الكلوي على خاصيتي الاستبدال والترشيح Diffusion& Ultrafiltration. (30)
- والفكرة قائمة على أنه إذا تم وضع محلولين مختلفين في مكوناتهما وتركيبهما البنائي على جانبي غشاء منفذ فإن المواد المذابة سوف تنتقل بطريقة الاستبدال أو الانتشار من المحلول الأعلى في التركيز إلى المحلول الأقل في التركيز. (30)
- ويتوقف معدل الحركة لهذه المواد المذابة في المحلولين المستخدمين ودرجة نفاذية الغشاء للمادة المذابة والمساحة السطحية للغشاء المستخدم ومع استمرار حركة انتقال المادة المذابة لفترة زمنية يبدأ حدوث انخفاض في تركيز المحلول ذو التركيز المرتفع بينما يحدث ارتفاع في تركيز المحلول ذو التركيز المنخفض ويبدأ حدوث اقتراب بين المحلولين في المكونات، وكنتيجة لعملية التغيير في درجة التركيز يبدأ معدل انتقال المواد المذابة في الانخفاض ويصبح أكثر بطئاً مع الوقت شكل (9).
ولهذا فإن أقصى معدل لانتقال المادة المذابة يحدث عندما تكون درجة التركيز في الدم في أعلى معدلاتها، والانخفاض في درجة التركيز يمكن أن يقلل من سرعة انتقال المادة المذابة لذلك يتم زيادة التركيز للمادة المذابة عن طريق زيادة معدل التدفق لكل من السائل الأساسي (الدم) والسائل المتلقي (محلول الترشيح) وذلك في حالة الغسيل الدموي أما في حالة الغسيل البريتوني فيتم تحقيق ذلك عن طريق استبدال السائل المتلقي (محلول الترشيح) بمحلول جديد على فترات متقاربة.
كلاً من الأغشية الطبيعية والصناعية منفذ بدرجة كبيرة للمواد المذابة ذات الأوزان الجزيئية الصغيرة عن المواد المذابة ذات الأوزان الجزيئية الكبيرة وذلك لان الاوزان الجزيئية الصغيرة لها القدرة العالية على الدخول في قنوات الغشاء، ونلاحظ أن هناك علاقة عكسية وطيدة بين النفاذية والوزن الجزيئي لذلك نجد أن عملية الترشيح تكون أكثر كفاءة في إزالة المواد المذابة ذات الأوزان الجزيئية الصغيرة وأقل كفاءة في إزالة المواد المذابة ذات الأوزان الجزيئية الكبيرة وخاصة تلك التي يزيد وزنها الجزيئي عن 1000 دالتون.
بالإضافة إلى استبدال المواد المذابة بين المحلولين فإن الانتقال الكتلي للمحلول (المذيب والمادة المذابة) خلال الغشاء يمكن التأثير عليه عن طريق أما الضغط الهيدروليكى اوالضغط الأسموزي وتسمى هذه العملية بالانتقال Convection أو الترشيح Filtration.
ويتحدد مدى الترشيح حسب حجم الضغط المطبق ودرجة نفاذية الغشاء والمساحة السطحية للغشاء مع ملاحظة أن انتقال المواد المذابة من الدم إلى محلول الترشيح (كفاءة الترشيح) يجب أن لا تؤثر على التركيب البنائي للدم (30)
مما سبق يمكننا القول أن عملية الغسيل الكلوي Dialysis أو الميز الغشائي هي عملية تسمح بحدوث عملية تبادل أو انتقال للسوائل المذابة في الدم خلال غشاء شبه منفذ إلى محلول آخر والعكس بالعكس، وهذا معناه أن هذه العملية تقوم بإزالة المواد الفاسدة أو الفضلات Wastes من الدم خلال هذا الغشاء الخاص إلى محلول الترشيح كما تنتقل البيكربونات وغيرها من سائل الترشيح خلال هذا الغشاء أيضاً إلى الدم ليعادل الحامضية وبهذه الطريقة يتم إحداث الاتزان داخل الجسم. (30)
وهناك نوعين من الغسيل الكلوي ألا وهما الغسيل الكلوي الدموي Haemo dialysis والغسيل الكلوي البريتوني peritoneal Dialysis.