الحساسية الجمالية
الحساسية الجمالية
الحساسية الجمالية تعني عملية التذوق للعمل الفني أو لأي موضوع جمالي سواء للطبيعة أو الفن وهي الاستجابة الانفعالية العقلية التخيلية التي يستغرق فيها الشخص المتذوق في موضوع العمل من بدايته حتى نهايته وكلما كان الفنان أصيلا وصادقا وكان العمل يتميز بالجدة والتفرد أصبحت التجربة الجمالية أكثر امتاعا ويقصد بالحساسية الجمالية ايضا استجابة المفحوص للمثيرات الجمالية استجابة تتفق مع مستوى محدد من مستويات الجودة في الفن ، وهذا النوع من الظواهر هو الذي ساد أغلب الاختبارات التي أعدت في ميدان علم النفس لقياس التذوق الجمالي ، وفيها يطلب من المفحوص أن يعبر عن تفضيله لعملين فنيين أحدهما من ابتكار فنان مبدع ، وأخر أدخل عليه بعض التشويه بحيث يخرق قاعدة أو أكثر من القواعد الأساسية في الفن ، فإذا فضل المفحوص العمل يحصل على الدرجة الاختبارية ، وعادة يدور العملان حول نفس الموضوع ، وبنفس الأسلوب حتى يمكن التحكم في أكبر قدر من العوامل التى لا ترتبط بالحساسية الجمالية ويعلق ( جورج سانتيانا) عن الفروق بين لذة الأحساس بالجمال ، واللذات الأخرى فيقول يكسب الإحساس بالجمال إحساسا بأننا أحرارا من أجسادنا ، أما اللذات الأخرى غير الجمالية فلا تكسبنا هذا الوهم ، وتفسير ذلك ان اللذة الجمالية ليست لذة مركزة في عضو معين من أعضاء البدن ، فتكون لذة محددة ومنفصلة عن عملية الإدراك ، أنها لذة إدراكية توجه إدراكنا إلى شيء خارجي بحيث نتوهم أن هذه اللذة أنما هي وصفة في الأشياء الخارجية 0
ونرى ان هناك علاقة بين مفهوم ( الحساسية الجمالية ) ومفهوم الرؤية الجمالية ، وسواء كانت حساسية جمالية أم رؤية جمالية فإن فرع المعرفة الإنسانية الذي مازال يملك القدرة على التعامل مع الجمال والإحساس به أو رؤيته هو ( الفن ) الذي يجسد الجمال من خلال حواسنا الخمس 0 فالفن يهتم أساساٌ بالتناسق البديع بين جزئيات العمل نفسه ، ومن خلال هذا التناسق يشعر المتذوق بالراحة النفسية بسبب التناسق الذي يحدث داخله ، وينظم نفسيته المضطربة بفعل متاعب الحياة اليومية 0 ومن خلال الفن أيضا أمكن لعلماء النفس قياس ( الحساسية الجمالية ) 0