الحنظل في الطب
الحنظل في الطب
يقول أبي داود في التذكرة : حنظل : هو الشري والضابي وباليونانية دوفوفينا وقد يسمى أغريسوفس وحبه يسمى الهبيد ، وهو نبت يمد على الأرض كالبطيخ إلا أنه أصغر ورقآ وأدق أصلآ، وهو نوعان : ذكر يعرف بالخشونة والثقل والصفر وعدم التخلخل في الحب ، والأنثى عكسه ، وجملة الذكر والأخضر من الإناث والمغردة في أصلها رديء ، يفضي استعماله إلى الموت ، وهو ينبت بالرمال والبلاد الحارة ، وأجوده الخفيف الأبيض المتخلخل المأخوذ من أصل عليه ثمر كثير المأخوذ أول آب إلى سابع مسرى بعد طلوع سهيل ولم يخرج شحمه إلا وقت الاستعمال ، وما عداه رديء وقوة ما عدا شحمه تبقى إلى سنتين ، والشحم ما دام في القشر يبقى إلى أربع سنين وهو حار في الرابعة أو الثالثة يابس في الثانية ، يسهل البلغم بسائر أنواعه وينفع من الفالج واللقوة والصداع والشقيقة وعرق النسا والمفاصل والنقرس وأوجاع الظهر والورك شربآ وضمادآ ، وطبيخه يطرد الهوام ، ورماده يرد ألوان العين إلى السواد فإذا نزع حبه وجعل في الواحدة ستة وثلاثون درهما كل من الزيت وعصارة الشبت وطبخت حتى تنضج وصفيت وأعيد طبخ الدهن حتى يتمحض وأخذ منه ثلاثة دراهم مع ثمن درهم سقمونيا كل أربعة أيام مرة إلى أن ينتهي أبرأ من الجذام والأخلاط المحترقة ، وإن أودعت النار مملؤة زيتآ ليلة نفع الزيت من أوجاع الأذن والصمم ، وجلا الآثار، وفتح السدد سعوطآ ، ونقى اليرقان وحسن اللون وإن ملئت دهن زنبق بعد نزع حبها وطينت بالعجين وأودعت النار حتى يحترق وأخذ خضب به الشعر ثلاثة أيام وشرب على الريق في الحمام سود الشعر جدآ ، وأبطأ بالشيب ، وقبل البلوغ يمنعه من محربات الكندي ، وإذا دلكت به القدمان نفع من أوجاع الظهر والوركين ، وأمهل كيموسآ رديئا، وأوقف الجذام ، وكذا إن ملىء ماء العسل وأغلي وشرب ورقه مع الأفتيمون والقرفة يستأمل السوداء ويبرىء الماليخوليا والصرع والجنون ، وأصله يسكن ألم العقرب وإن نزع ما فيه وطبخ الخل مكانه سكن الأسنان مضمضة وأصلح اللثة ، واحتماله مع خرء الفأر والعسل والنطرون ينقي الأرحام والمقعدة من الأمراض الرديئة والحبوب المتخذة منه ومن النطرون تسهل الماء الأصفر والكيموس الرديء ، وتخلص من الاستسقاء ، ورماد قشره يبرىء أمراض المقعدة زرورآ ، وطبيخ أصله للاستسقاء ، والرياح والدم الجامد وداء الفيل ، وسائر أجزائه تنفع من البواسير بخورآ والنزلات أكلا ، وبدء الماء كحلا مع العسل وتقلع البياض ، وهو يضر الرأس ويغثي ويقيء ويسهل الدم ويصلحه الأنيسون والملح الهندي والكثيرا والنشا والصمغ يضعفه وشربته إلى نصف درهم مفردأ وربعه مركبآ ، ومن ورقه إلى درهمين بشرط أن يجفف في الظل ويلقى في الحقن صحيحا ومسحوقأ ، أما مع المعاجين فالمبالغة في سحقه أولى وبدله ثلثه حرمل أو مثل حب الخروع .
ويقول ابن سيناء:
حنظل: الاختيار: المختار منه هو الأبيض الشديد البياض اللين فإن الأسود منه رديء والصلب رديء.
وينبغي أن لا ينزع إذا جني شحمه من جوفه بل يترك فيه كما هو فإنه يضعف إن فعل ذلك ث وأن لا يجنى ما لم يأخذ في الصفرة ولم تنسلخ عنه الخضرة بتمامها وإلا فهو ضارّ رديء.
قالوا: ويجب أن يجتنب قشره وحبه وإذا لم يكن على الشجرة إلا حنظلة واحدة فهي رديئة قتّالة والذكر الليفي أقوى من الأنثى الرخو ويجب أن يبالغ في سحقه ولا يغتر بأنه قد انسحق جيداً فإن الجزء الصغير منه في الحسّ إذا صادف الرطوبة يربو ويتشبث بنواحي المعدة وتعاريج الأمعاء ويورم فلذلك يجب إذا سحق أن يبل بماء العسل ثم يجفف ويسحق وإصلاحه ودفع غائلته بالكثيراء أولى منه بالصمغ لأن الصمغ أقهر لقوة الدواء.
الطبع: حار في الثالثة يابس زعم الكندي أنه بارد رطب وقد بعد عن الحق بعداً شديداً.
الأفعال والخواص: محلل مقطع جاذب من بعيد ورقه الغضُ يقطع نزف الدم.
الزينة: يدلك على الجذام وداء الفيل.
الأورام والبثور: ورقه الغض يحلّل الأورام ويُنضجها.
آلات المفاصل: نافع لأوجاع العصب والمفاصل وعرق النسا والنقرس البارد جداً.
أعضاء الرأس: ينقّي الدماغ ويطبخ أصله من الخلّ ويُتَمضمض به لوجع الأسنان أو يقوّر ويرمى ما فيه ويطبخ الخل فيه في رماد حار وإذا طبخ في الزيت كان ذلك الزيت قطوراً نافعاً من الدوي في الأذن ويسهل قلع الأسنان.
أعضاء النفس والصدر: ينفع الإستفراغ به من انتصاب النفس شديداً.
أعضاء الغذاء: أصله نافع للاستسقاء رديء للمعدة.
أعضاء النفض: يسهل البلغم الغليظ من المفاصل والعصب خصوصاً ويسهل أيضاً المرار وينفع من القولنج الرطب والريحي جداً وربما أسهل الدم ويحتمل فيقتل الجنين ولسرعة خروجه من الأمعاء لا يبلغ في التأثيرات المتوقعة من مرارته وينفع من أمراض الكلى والمثانة.
والشربة منه وزن كرمتين أي اثنا عشر قيراطاً ويجب أن يسحق وربما آخرج جوفها من فوق وملىء من رب العنب أو من شراب حلو عتيق وترك يوماً وليلة وربما وضع على رماد نار إلى أن يسحق ناعماً ويسقى.
السموم: المجتنى أخضر يسهل بإفراط ويقيء بإفراط ويكرب حتى ربما قتل والمفرد الثابت على أصله وحده ربما قتل منه دانقان ومن قشره وحبه دانق.
أصله نافع للذع الأفاعي وهو من أنفع الأدوية للدغ العقرب فقد حكى واحد من العرب أنه سقي من لدغته العقرب في أربع مواضع درهماً منه فبرأ على المكان وكذلك ينفع منه طلاء.