الخزف Pottery:
الخزف Pottery:
كان الفتح العربي لبلاد الشرق الأدنى بداية عهد جديد في تاريخ فنون الخزف. وقد اتبع الخزافون المسلمون في أول الأمر الأساليب التقليدية التي سادت في مصر وسوريا والعراق وإيران، ولكن هؤلاء الفنانون أخذوا يبتكرون تدريجياً أساليب جديدة في زخرفة الخزف وكن لهم خلال القرن 3 هـ/ 9م ابتكارات على جانب كبير من التنوع، سواء في الزخارف أم في الألوان أم في الأساليب الصناعية.
خزف ذو زخارف بارزة ومطلي بلون واحد:
Pottery with Reliet Decoration and Monocrome Glaze
وتتلخص طريقة صناعته في الآتي:
بأن تشكل الآنية على الدولاب بالشكل المطلوب، ثم تنقش عليها الزخارف قبل جفافها تماماً، وبعد جفاف الآنية تغطيبطبقة البطانة Stip وتجف، ثم تحرق حرقاً أولياً، ثم تطلى بطبقة من الطلاء الزجاج الملون، ثم توضع الآنية بعد ذلك في فرن ساخن فتتفاعل طبقة الطلاء مع جسم الآنية بتأثير الحرارة، ويصبح للون الطلاء لمعة خفيفة.
ويتميز هذا النوع من الخزف بأنه ذو لون واحد: أخضر أو أزرق أو ذهبي أو أحمر.
أما زخارف هذا النوع من الخزف فتنقسم إلى:
زخارف هندسية: تشتمل على أشرطة متقاطعة ودوائر ومعينات تحصر بداخلها زخارف نباتية عبار عن مراوح نخيلية وأنصاف مراوح نخيلية ووريقات نباتية قريبة من الطبيعة أو محورة.
رسوم حيوانية وطيور: محورة عن الطبيعة إلا أن بها تعبير كبير عن الحركة، ولكنها مختلة من ناحية النسب التشريحية.
كتابات كوفية: أحياناً ما تكون مقروءة أو غير مقروءة أحياناً.
وكان هذا النوع من الخزف معروفاً في كل من إيران والعراق ومصر، وظل مستعملاً حتى القرن 3هـ/ 9م، واتسم خزف كل بلد منهم بسمات خاصة:
فالخزف الذي عليه زخارف حيوانية ورسوم طيور من إقليم مصر، والذي يشتمل على زخارف كتابات كوفية ونباتية وعقود من إقليمي العراق وإيران.
ومن أمثلة هذا النوع من الخزف:
كأس ذوطلاء أخضر، وحافة الكأس على هيئة وريدة، أما الجسم فهو مزخرف بفصوص بارزة مملوءة بالمعينات التي تحتوي بداخلها على ورقة نباتية (لوحة 56).
وقد وقع صانع هذه التحفة على قاعدتها باسم "حسين". ويرجع هذا الكأس إلى القرن 2هـ/ 8، وينسب هذا الكأس إلى إقليمي العراق وإيرن.
طبق من خزف ذي طلاء ذهبي براق يشتمل على زخارف هندسية وأوراق نباتية محورة (لوحة 57). ويعتبر هذا النوع من الخزف تقليداً لكل من الأوني الذهبية والخزف البيزنطي ذي الزخارف البارزة، كما يعتبر أولى محاولات الخزاف المسلم لابتكار الخزف ذي البريق المعدني، وينسب هذا الطبق إلى مصر والعراق ويرجع إلى القرنين 2- 3 هـ/ 8- 9 م.
جزء من طبق غير عميق زخرف داخلة بثلاث أوزات تحمل كل واحدة منهن فرعاً نباتياً في منقارها، كما زخرف الإطار الداخلي للطبق بسلسلة بارزة وتتكون من دوائر صغيرة، أما حافة الطبق فمزخرفة بعنصر نباتي محور عن الطبيعة (لوحة 58). وهذا الطبق من الأنواع النادرة لهذا الخزف، إذ أنه يحتوي على عدة طلاءات منها الأحمر والخضر والبنفسجي (أطلس شكل 3).
يشبه هذا الطبق واحد آخر بالمتحف البريطاني عليه توقيع باسم صانعة بصيغة "عمل أبو نصر البصري بمصر".
وقد حاول العالم "بزارد Pezard أن يرجع هذا النوع من الخزف المحتوى على رسوم حيوانية وطيور محورة عن الطبيعة إلى العصر الساساني المتأخر Post sasanian نظراً للتشابه الموجود بين زخارفه وزخارف التحف المعدنية التي من هذا العصر. إلا أن وجود توقيعات بأسماء الصناع وأماكن الصناعة قد رد على هذه النظرية.
خزف مرسوم تحت الطلاء أوفوقه: Under or Over Glaze Pottey
عثر على هذين النوعين من الخزف في حفائر مدنية سامرا، لذلك أعتقد الأثريون أنه من صناعتها فقط. إلا أن الحفائر التي أجريت بمدينة ساوه والري وسوس والفسطاط أثبتت وجود هذه الصناعة هناك، كما أن عجينة الأواني بإيران ذات لون برتقالي يختلف عن عجينة (طينة) الأواني التي عثر عليها في سامرا. وهذا يؤكد أن هذا الخزف صنع في كثير من مراكز الصناعة في العصر العباسي.
وقد لاحظ الأثريون أن هذا النوع من الخزف له قاعدة منخفضة جداً مما يسهل عملية وضع الأواني داخل بعضها عند نقلها للتجارة من إقليم إلى آخر.
وتتلخص طريقة صناعة الخزف المرسوم تحت الطلاء أو فوقه في الآتي:
بالنسبة لطريقة صناعة الخزف المرسوم تحت الطلاء: Under Glaze Pottery:
تشكل الآنية على الدولاب بالشكل المطلوب ثم تترك لتجف، وتطلى بعد ذلك بطبقة من الدهان تسمى البطانة Slip غالباً ما تكون باللون الأبيض أو اللون الزبدي، ثم تترك الآنية لتجف وتحرق حرقاً أولياً، ثم يرسم عليها الزخارف المطلوبة ثم تترك لتجف، وأخيراً يصب عليها طبقة من الطلاء Glaze وتوضع في القرن لتتفاعل طبقة الطلاء مع جسم الآنية، ويصبح سطحها مزججاً. ويلاحظ أن زخارف هذا النوع من الخزف تكون محددة النهايات وألوانها مكونة من اللونين الأخضر أو الأزرق.