العلاقات الأسرية و
العلاقات الأسرية ونمو الطفل
و والتربية الأسرية
هى حصيلة كل هذه الدراسات مجتمعه على مستوى الاسرة و يجب التمسك بهذه النظرة
الشاملة
-أولا:التغذية
وعلوم الا طعمه :
ان
الغذاء ركن هام فى حياة كل فرد و التغذية الصحية السليمة ليست مجرد إشباع لجوع او
ملء لمعده بالطعام او كيفيه طهى احد الأصناف و لكنها تتطلب دارسه مكونات الغذاء و
مصادره و تقدير احتياجات الأفراد من العناصر الغذائي و أسس تخطيط و إعداد و تقديم
الوجبات المتكاملة و طرق المحافظة على الا طعمه و الإقلال من الفاقد و معرفه علاقة
التغذية بالنمو العقلي و الجسمي والعادات الغذائية الشائعة و محاوله تغير الضار
منها وفى مناهج التربية الا سريه اهتمامنا
الأول هو مساعده التلاميذ على تحسين صحتهم عن طريق تحسين عاداتهم الغذئيه و فى
إطار ذلك فأنهم يتعلمون العادات السليمة فى تنظيم و تخطيط الأعمال و العمل بدون
عصبيه و العمل نحو تحقيق الأهداف المنشودة و الاستمتاع بما يقومون به من أعمال
و
استخدام التلاميذ لمعلوماتهم عن مبادئ و أسس التغذية السليمة فى تصرفاتهم اليومية
فهم يتعلمون الأسس العلمية لإعداد الا طعمه و يفهمون القواعد الرئيسية بحيث
يمكنهم نقل اثر التعلم من صنف الى أخر
-ثانيا:الملابس و النسيج:
من
الجوانب الهامة فى حياة الا سره توفير الكساء المناسبة وفقا لحاجات و تقاليد و قيم
أفرادها و قد تعدى دور الملابس فى حياة انسان العصر الحديث حدود تحقيق هدف الوقاية
من العوامل الطبيعية فأصبحت الملابس تلعب دوراها ما فى الحياة الاجتماعية و
الاقتصادية و النفسية لأفراد المجتمع
و
تتضمن مناهج التربية الأسرية دارسه الباترون الاساسى للملابس المختلفة من حيث رسمه
و تلوينه و تشريحه و قد يكون هذا مهم على مستوى التخصص و لكن هناك اهتماما اكبر و
اوسع فالاهتمام الأول هو مساعدة التلاميذ على تحسين مظهرهم الشخصى و عاداتهم
الملبسيه عن طريق تدريس التربية الملبسيه و لتحقيق ذلك نتعرض الى دراسة انواع
الملابس المختلفة و العوامل التى يتواقف عليها اختيار الفرد لملابسه مثل
الاحتياجات الشخصية و القدرات المالية و
السن و المركز الاجتماعى و طبيعه العمل و الظروف الجوية التى يعيش فيها و ما يؤمن
به من قيم و معتقدات .
و
لم تعد طريقه التفصيل باستخدام باترون مرسوم هى الطريقة الوحيدة فنتيجة للتطور نجد
ان طريقه استخدام الباترون الجاهز اسهل و أسرع و لذلك فتدريس كيفية استخراج
الباترون الجاهز و استخدامه و تعديله امر
مهم .و بما ان اناقه الفرد تتمثل فى النظافة الشخصية و الملبسيه لذلك فان جمال
الملابس و بقائهايتوقف على مدى عنايه الفرد بها لذلك تتيح دراسة هذا المجال فرصه
التعرف على طرق الغسل و الكى المتبعة تبعا لنوع النسيج .
كذلك
يهتم هذا المجال بدراسة الملابس التاريخية و استعمال بعض خطوطها فى الأزياء
الحديثه و ذلك يعتبر احياء للتراث القومى و إثراء لمصادر البحث عن ثقافات الشعوب
-ثالثا:إدارة
المنزل و اقتصاديات الا سره:
يتلخص
مفهوم العملية الا دارية بصورة مبسطه
استغلال و استخدام الموارد المتوفرة للفرد او الجماعه لبلوغ الاهداف المنشوده يتضح
من هذا ان العملية الإدارية ضرورة حتمية
فى اى منشاة او مؤسسه ولا يفهم من ذلك انها تتواجد فى الجماعات فقط بل للافراد كل
فرد على حده .
ولا
يتغير جوهر العملية الادريه باختلاف الموقع فإدارة المنزل و شئون الا سره
مثلها تماما مثل إدارة المصنع اوالمؤسسه و
هى عمليه ديناميكيه مستمرة تتضمن أنشطه الإنسان الموجهة نحو تحقيق أهدافه و قيمه
و
تتضمن مادة التربية الا سريه تفهم و
ممارسه الفكر الا دارى منذ بواكير الطفولة و فى مواقف الحياة الفعلية لكل سن و لكل جنس و كيف يعمل العقل الإنسان لكى
يحقق أهدافه و قيمه ؟و كيف تتدخل تلك القيم فى سلوك الفرد ؟ و كيف يمكن استخدام ما
يتوفر من موارد سواء ماديه او بشريه على أحسن وجه ؟ كيف يتخذ القرارات السليمة و
أسس الموازنة و المفاضلة بين بدائل و احتمالات متعددة ؟
وتهدف
اقتصاديات الأسرة الى تبصير المستهلك
بحقوقه و واجباته وبما تضعه الدولة من تشريعات و شروط و مواصفات فيما يختص بإنتاج
السلع و تزويد المستهلك بالمعلومات الأساسية عن السلع المتوفرة بالأسواق كذلك
أساليب غش السلع و حماية المستهلك من الإعلانات المضللة و تكوين العادات و
الاتجاهات السليمة و خلق الوعي الاستهلاكي السليم
وتعتبر
إدارة المنزل احد مجالات الدراسة في التربية الأسرية بل هي في الواقع تمثل العمود
الفقري و الركيزة الأساسية لهذا العلم حيث لابد ان يتدخل التفكير الإداري والقدرة
علي صنع واتخاذ القرارات السليمة في كل مجال من مجالات هذا العلم ، لذلك يجب
الاهتمام بتعليم الفكر الإداري السليم وتطبيق ذلك عمليا في مجالات الدراسة الا خري
-رابعا
: المسكن وأثاثه وأدواته
هناك
اهتمام متزايد في عالمنا المعاصر بدراسات البيئة وتأثيرها على الفرد و المعتقد فى
الحديث عن البيئة و سلامتها الاشاره الى تلوث المياه و الهواء و لكن الواقع ان
البيئة هى كل ما يحيط بالإنسان بدءا من
مسكن
الأسرة بما فيه من أثاث و أدوات و مفروشات وما يحيط به من شوارع و مرفق
لذلك
تتضمن التربية الا سريه دراسة علمية للعلاقة بين المسكن المريح الصحي و صحة الأفراد
الجسمية و النفسية و ما يوفرة المسكن من مناخ حتى ينمو أفراده اجتماعيا و يتيح
فرصة التفاعل و المشاركة بين أفراد الأسرة الواحدة و ما يترتب على ذلك من سلوك
هولاء الأفراد فى ا لمجتمع و نتيجة للتغير
و التطور أصبح من المهم ان يعرف كل فرد حقوقه و وجباته و دوره فى انجاز الاعمال
المنزليه و ذلك تبعا لظروف و مشاركة الأفراد تساعد على غرس حب التعاون بينهم كما
انهاتوفر جزء كبير من وقت وجهد ربه المنزل كذلك تكسبهم خبره و مهارة فى الأعمال
ان
تعليم مبادئ الفن التى تساعد فى تأثيث و فرش وتجميل المسكن تنمى الوعي البيئي
و
الجمالي فى كل ما يحيط بالفرد مما يؤدى
الى تحسين مستوى الحياة فى الأسرة و المجتمع و هذا ما تتضمنه التربية الأسرية
-خامسا:العلاقات
الأسرية و نمو الطفل:
الحياة
الأسرية هي مجموعة تفاعلات بين افراد من أعمار مختلفة ذكور و إناث لكل منهم ميوله
و اهتماماته و رغباته وهم يشتركون فى وحدة واحده هى الأسرة و إن دراسة الحياة
الأسرية بما فيها من تفاعلات بين أفرادها و دور كل منهم تشكل جانبا هاما فى منهج
التربية الأسرية
تتعرض
الدراسة فى هذا المجال لمعرفة خصائص النمو فى مراحل العمر المختلفة و متطلبات كل
مرحله و مسؤليات الفرد نحو نفسه و نحو الجماعة و تنمية روح و قيم الأسرة و الشعور
بالانتماء و الولاء نحو الأسرة و كيفيه تحقيق اهداف الاسرة سواء اهداف خاصة او
أهداف عامة
كذلك
تتضمن الدراسة فى هذا المجال أصول و آداب التعامل بين الأفراد على اختلاف اعمارهم
فى مواقف الحياة المختلفه و تكوين و تقويه مبادئ الأخذ و العطاء و المشاركة
الايجابية فى المجتمع و التربية الأسرية تتيح الفرصة الفرصة للتلاميذ فى مراحل
التعليم المختلفه للتعرف على ما لهم من حقوق و ما عليهم من مسؤوليات داخل الاسرة و
خاجها .
الامومة
-الأهمية
الدينية
يرى
الطفل فى والديه القدوة و الأسوة فينطلق الى محاكاتهما و تقليدهما فى الألفاظ و
الحركات والسلوك بل ان اللغة التى يتععلمها الطفل إنما يتلقاها عن والديه ثم عمن
يحيطون به فمن هنا كانت مسؤولية الوالدين عظيمة فى تنشئة صحيحة تتفق مع المنهج
الاسلامى الحكيم .
و
هناك أولويات ينبغي فى الطفل وأول تلك الالويات العقيدة الإسلامية متمثلة فى أركان
الإيمان فى أركان الإسلام ف"كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته ".كما قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم .
ومما
يدل على أهمية تربية الوالدين و آثرها فى عقيدة الطفل قوله صلى الله عليه وسلم
"كل مولود يولد على الفطرة ،فابواه يهودانه او ينصرانه او يمسحانه "
وهو
الامر الذى جسده القران فى وصف والدين صالحين يدعوان والدهما الى الإيمان لكن بعد فوات الأوان حينما شب وكبر يقول الله سبحانه و تعا لى " وَالَّذِي قَالَ
لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتْ
الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ
وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ" الأحقاف17
وثاني
الأولويات بعد العقيدة التشريع وهو ما حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم وجعل
مسؤولية ذلك تقع على عاتق الوالدين يقول صلى الله عليه وسلم "مروا أولادكم
بالصلاة وهم أبناء السبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ،وفرقوا بينهم فى
المضاجع "
ثم
ياتى بعد التشريع :الأخلاق ويكون بتعويد الأولاد على محاسن الأخلاق كالصدق
ولأمانه... وتحذيرهم من مساوى الاخلاق كالسرقة والكذب والخيانة والسباب والشتائم
..وعلى الأم ان تحرص الا تامر بما تذهب هى الى ما يخالفه ,فان ذلك سينعكس على سلوك
الولد.
-الأهمية
الاجتماعية:
من المعلوم ان البيئة الاجتماعية لها
اثر كبير فى شخصية الإنسان ,وهو الأمر الذى لم يكن يجهله قوم مريم عليها السلام
حين قالوا يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا
كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً مريم:28"
وهناك
تداخل بين النواحي الأخلاقية والاجتماعية والنفسية فالإيثار :هو خلق له طابع اجتماعي ونفسي لا ينفك عنه وكذلك العفو.
لكن
ما نريد ان نركز عليه فى الناحية الاجتماعية هو الانبساط فى سلوك الطفل الذى تؤدى
فيه الام الدور الأكبر ,فعليها ان تنشى ء ولدها على الاختلاط بالناس ,وتجنبه
العزلة والانطواء ليكون له دور فاعل فى المستقبل ,من هنا سن الإسلام تشريعات تكفل
تحقيق الألفة بين الأفراد,وهى الآداب الاجتماعية كآداب السلام و الاستئذان والحديث
والتهنئة والتعزية وعيادة المريض.
فالأم
هي أول من يكون عند الطفل منطلق العلاقات الإنسانية ,فلا بد للطفل ان يتجاوز أمه
الى العالم الخارجي ,ولاشك ان العلاقة بين إلام والأب ستنعكس على سلوك الطفل
ونفسيته ,ان خيرا فخير وان شرا فشر.
-الأهمية
النفسية :
من
سنن الله فى الأنفس انه أودع المحبة والسكن فى الأم للولد ,وفى الولد للام ,هذه هى السنة القويمة السوية ,ومن ثم
اوجب الله على الأم إرضاع ولدها فقال تعالى :"والوالدات يرضعن أولادهن حولين
كاملين "و الرضاعة تولد العلاقة الحميمة بين الام والطفل فيكون لصيقا
بها,الأمر الذي أكده البحث العلمي "فاوجب وضع الوليد على تماس حسي مع الأم بعد
الولادة مباشرة وذلك لأهمية هذه اللحظات فى مستقبل العلاقات اللاحقة بين الطفل
وألام ,وبين الطفل ومجتمعه "
وذلك
ليشعر بدفء الأم وحنانها منذ اللحظات الأولى من عمره فان لذلك أثرا كبيرا فى تكوين
الطفل الاجتماعي ,ومن ثم فان الام اليقظة لسلوك ولدها و حاجاته والقريبة منة تعزز
لديه الثقة بالكبار فيعممها على الآخرين ولا يشعر بالرهبة والفزع عند رؤيتهم
,بينما تكون الأم القليلة الحساسية على العكس من ذلك مما يخلق لديه عدم الثقة
والتعلق بالرهبة و الفزع عند رؤيتهم ,بينما تكون الام القليلة الحساسية على العكس من ذلك مما يخلق لديه الثقة والتعلق بالقلق .
ان
الطفل اذا شعر بالأمن فى علاقته بأمه يكون
اقدر على التفاعل الاجتماعي مع أقرانه والغرباء عنه ,ومن ثم كان الجو الذى يحاط به
الطفل له الأثر الكبير فى حياته .لذلك كله كانت الحاضن والمراضع نقمة على الطفل
,لأنها لاتوفر له تلك الضروريات التي تكلمنا عليها.وفائدة حب الام للطفل انه ضمان
مؤكد لاستمرارية حياته وتلبية حاجاته
لذلك مظهرين :
المظهر
الأول
:ان رعاية الطفل والمسؤولية عنه ضرورة مطلقة لحفظ حياة الطفل ونموه
المظهر
الثاني
:يذهب الى أعمق من مجرد الرعاية فهو يغرس فى أعماق الطفل ومشاعره ان هناك ما يستحق
ان يعيش من اجله وان الحياة شيء مفيد وجميل .فالام هى النافذة التى يظل منها الطفل
على العالم ,لذلك عليها ان تنشئه على حب الخير للاخرين والجراة حتى يشعر بكيانه
وقدرته على التفاعل مع المجتمع ,فانه اذا تربى على الخجل والخوف والشعور بالنقص
ولد ذلك فى نفسه الحسد والغضب وكره المجتمع ومن ثم يصبح عدوانيا .
-الاهميه
الخلقية:
ان
انحراف الام والاب الاخلاقى سيولد الانهيار الاخلاقى فى الاسرة لان الوالدين هما
القدوة العليا للطفل –خاصة فى سنيه الاولى –فاذا كان رب البيت بالدف ضاربا فما بال
الولد ؟ذلك ان الطفل لا يحسن سوى التقليد فى سنيه الاولى حتى يتهيا له مصادر اخرى
للمعرفة فيما بعد كالمعلم والصديق
ولقد
ضرب الله سبحانه وتعالى مثلا للام الصالحة "ام مريم""وماكانت امك
بغيا " مريم 28.بشهادة القوم ,ولذلك اتجهت الى تنشئة ابنتها مريم تنشئة صالحة
"انى اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرحيم "وكذلك الاب "يا اخت
هارون ما كان ابوك امرا سؤ"مريم 28
فهذه
البيئة الصالحة انتجت ذلك الفرد الصالح فى المجتمع وهو "مريم"لذلك كان
للبيئة الدور الاكبر فى
التنشئة
الاخلاقية ,ومن ثم كانت ظاهرة السباب والشتائم تعكس سوء التربية الاخلاقية
للولد