العمارة السلجوقية
الطراز السلجوقي.
يمكن إيجاز الخصائص المعمارية التي
تميز عمائر الطراز السلجوقي بما يلي :
ابتكار التخطيط الإيواني في المساجد
والمدارس السلجوقية؛ حيث أصبح الإيوان هو العنصر الرئيسي في العمائر السلجوقية،
والإيوان قاعة أو غرفة ذات ثلاثة جدران وتفتح بكامل اتساعها على الداخل سواء على
الصحن أو على درقاعة أي قاعة، وغالبًا ما يغطي الإيوان
عقد معماري يرتكز على حوائط حاملة بدلاً من الأعمدة. امتازت العمائر السلجوقية
بعدم الاهتمام بمساحات الصحون الكبيرة حيث شيدوها على أحجام صغيرة وقاموا بتغطيتها
بقباب كبيرة وإدخال مساحاتها ضمن المساحة المغطاة.
شاع استخدام الأحجار المصقولة
والمنحوتة في بناء المنشآت المعمارية وبخاصة الواجهات الخارجية والمداخل، وقد ساعد
ذلك على تطور صناعة النقش على الأحجار. ويظهر ذلك جليًا في عمائر الأناضول؛إذ أضفت النقوش
الزخرفية على واجهات العمائر الدينية هناك مظهرًا فريدًا وجديدًا، وذلك نتيجة
استخدام الصناع والفنانين أساليب نحت مبتكرة قوامها الاعتماد على بروز العناصر
الزخرفية لتصبح غليظة الخطوط مما أضفى على الواجهات مظهرًا فنيًا يذكرنا بفن الباروك الذي شاع استعماله في العمائر الأوروبية منذ القرن السابع عشر الميلادي.
ومن أشهر النماذج المعمارية
السلجوقية التي تعبر عن هذا الفن مدرسة أنجه منار بقونية، وجامع وبيمارستان مدينة ديفري ومدرسة قرطاي، ومسجد علاء الدين في قونية.
شاع استخدام الآجر في عمائر
السلاجقة، وتطورت طريقة البناء بالآجر في تلك الفترة، حيث استُخدم الآجر في بناء
القباب والأقبية إلى جانب استخدامه في بعض الواجهات بأسلوب زخرفي وإنشائي معًا.
ومن أمثلة ذلك ما نجده في الأضرحة السلجوقية بمنطقة الأناضول.
استُخدمت في العمائر السلجوقية
البلاطات الخزفية كمادة أساسية في تكسية الجدران الآجرية من الداخل وتمتاز
البلاطات الخزفية السلجوقية بألوانها الفيروزية، كما استُخدمت الأكسية الجصية على
الآجر.
شاع استخدام القباب والعقود
المعمارية، ولا سيما العقد المعماري نصف الأسطواني والعقود المعمارية المتقاطعة
كما استخدمت القبة عنصرًا أساسيًا يعلو المحراب، كما ظهرت أنواع جديدة من القباب
يعلو كلاً منها فانوس.
شاع استخدام المقرنصات عنصرًا
إنشائيًا وزخرفيًا في المنشآت السلجوقية، وأصبحت من أهم العناصر التي يشكل منها
المعمار بطون طواقي المداخل والمحاريب وشرفات المآذن.
أما المآذن السلجوقية، فقد امتازت
بأشكالها الأسطوانية أو المخروطية أو المضلعة، وكان يتخللها في أغلب النماذج شرفة
أو شرفتان حُملت على مقرنصات. وقد شُكلت قمة المئذنة السلجوقية على هيئة قلم
الرصاص، وهو الأسلوب الذي أثر بعد ذلك في مآذن العصر العثماني.
أما في إيران، فقد شهدت العمائر
الدينية تطورًا كبيرًا في عهد السلاجقة إذ امتازت مساجد تلك الفترة بقبابها
العديدة وأقبيتها، ومن أمثلة ذلك مسجد الجمعة في مدينة أصفهان. واعتنى السلاجقة
ببناء الأسوار والقلاع والحصون وسائر الاستحكامات الحربية نتيجة لحروبهم المستمرة
مع الروم والصليبيين، مما طبع عمائرهم بطابع القوة والمتانة وجاءت مبانيهم أقرب ما
تكون للحصون. ومن أشهر أعمالهم الحربية سور مدينة دمشق وقلعتها وسور مدينة قونية
وغيرها.
أمّا القصور السلجوقية، فلم يبق منها
إلا القليل، ومن أمثلتها قصر الأمير بدر الدين لؤلؤ في الموصل الذي يقع على نهر
دجلة.
ومن أشهر ما يميز عمائر الطراز
السلجوقي مجموعات الخانات التي أقبل السلاجقة على بنائها في مختلف الطرق الرئيسية،
وكان تصميمها يشبه إلى حد كبير تخطيط المدارس.