العنب
العنب
يعتبر العنب من الفواكه ذات القيمة الغذائية والعلاجية الجيدة.. وقد عرف منذ قدم الزمان حيث تناوله الصينيون
والهنود رغبة في القيمة الغذائية العالية، كما وقد ورد
ذكره في القرآن الكريم حيث قال تعالى: (فأنبتنا
فيها حباً وعنباً وقضباً) صدق الله العظيم.ويوجد العنب بالألوان مثل الأبيض (الأخضر) وكذلك الأسود والأحمر.
ماذا قال عنه الطب القديم؟
وقد تحدث أطباء العرب وأطباء الغرب ومن سبقهم من
أطباء الأمم الأخرى فوصفوا العنب وفوائده
الغذائية والدوائية فقالوا: ما كان حديثاً من العنب يسهل
البطن وينفع المعدة وهو جيد للمرضى، يقوي البدن، ويولد دماً
جديداً وينفع أمراض الصدر والرئة. وهو أفضل الفواكه غذاءً فهو يسمن الجسم ويحسن من هزال
الكلى، ويصفي الدم ويعدل الأمزجة الغليظة،
وقشره وبذوره يولدان الأخلاط البلغمية، وشرب الماء عليه يولد
الاستسقاء وينبغي أن يؤكل فوق الطعام.
كان الطبيب ديوسوقريدس اليوناني يعتقد أن العنب يشفي من الحميات الحارة، ونزف الدم بالصدر، وأمراض الكبد. وكان
عصير العنب
معروفاً كمطهر وضد الحميات ومدر للبول، كما أن الزبيب كان
يستخدم كملطف للامراض الصدرية. وأوراق العنب تستعمل لعلاج
الأمراض الجلدية ولوقف النزيف عند المرأة. كما أن العصارة
التي تخرج من سيقان العنب في فصل الربيع والذي يسميه القدماء دموع العرائش يستعمل لتفتيت حصى الكلى. ويقول الأطباء العرب الذين اكثروا في
وصفه: "العنب مختلف القوى والأفعال بحسب ألوانه وطعمه فالحصرم منه يقوي المعدة
والكبد،
قاطع للعطش، قاطع لحدة الصفراء، نافع من القيء المري
والإسهال، وإذا اكتحل بعصارته قوى حدقة العين، وقطع منها
الرطوبة الغليظة، وينفع من الخشونة في العين والحكة في المآقي. والطف
العنب ما كان أبيض اللون لسرعة هضمه وادراره للبول والأسود أغلظ من الأبيض لعسر انحداره.
في الطب الحديث
أما في الطب الحديث فقد اعتمد كثير من الأطباء العنب
علاجاً
لمرضاهم في كثير من الحالات وينصحون بتناول 200جرام من
العنب يومياً على الريق ومثلها بعد خمس ساعات خلال موسم العنب.
وقال الطبيب المعاصر جان فالنيه: "العنب هاضم جداً، منشط للعضلات والأعصاب، مجدد للخلايا، طارد للسموم من البدن،
مرطب، مدر،
مطهر، مفرغ للصفراء، وهو ينفع في فقر الدم، ولزيادة
الوزن، ولمقاومة الارهاق، ودور النقاهة ونقص الغذاء،
والهزال، وضعف الأعصاب، وضعف العظام، واضطرابات الكبد والطحال، واضطرابات
الصفراء والدم، وداء المفاصل، والروماتيزم، والنقرس، والحصى، والتسمم،
واضطرابات ضغط الدم، والهضم، والإمساك والعاهات الجلدية وللعناية بالوجه والتهاب الأمعاء".
وقد اعطى الدكتور فالنيه التوصيات التالية للاستفادة من العنب وهي:
1- يجب أن يغسل العنب عدة مرات بالماء المصبوب عليه لإزالة كبريتات
النحاس التي ترش عليه عادة، وفي حالة اتباع نظام المعالجة بالعنب يجب الاقتصار عليه وحده، وأن يؤكل منه من كيلوجرام إلى اثنين كيلوجرام
في اليوم
الواحد. ويشرب من عصيره من 700إلى 1400ملي وذلك للعلل
التالية: ادرار البول، تطهير المعدة، مكافحة الحامض
البولي، لزيادة افراز المرارة، لإذابة الحصى، وللتخلص من الرمال،
والإمساك، وأمراض المفاصل، والتسمم، والبواسير، وبعض حالات السل الصدري، ولا يسمح للمصابين بالسمنة أن يتناولوا من العنب أكثر من 1200جرام في
اليوم وذلك كل يومين فقط من كل عشرة أيام. وللتخلص من
السموم يُشرب ثلاثة أكواب من عصير العنب يومياً بعد
تناول الطعام بوقت طويل. يجب عدم استعمال العنب لمرضى السكر.
2- تناول دبس العنب مع التفاح والكمثرى والسفرجل يفيد كمطهر جيد.
3-عصير العنب
غير الناضج يفيد مرطباً وفي حالات الذبحة الصدرية واحمرار الجلد ونفق الدم.
4-الافراز
الذي تفرزه سيقان النبات في الربيع يؤخذ منه ملعقة قهوة صباحاً ضد حصى ورمال البول والمرارة.
تستعمل أوراق العنب الحمراء كقابضة ومضادة للالتهابات حيث يعمل منها مغلي لعلاج الإسهال والنزيف الحيضي الشديد والنزيف الرحمي.
كما تؤخذ
كفسول لقروح الفم وتفيد الأوراق والعنب الأحمر في علاج
أوردة الدوالي والبواسير وهشاشة الشعيرات الدموية. كما يستخدم
السائل المستخرج من سيقان شجرة الكرم في الربيع غسولاً
للعين كما ثبت تأثير خلاصة بذر العنب على عدم كفاية عمل الوريد المحيطي 40
عصير العنب الاحمر
أكدت دراسة أجراها فريق من جامعة ويسكنسن
لامراض القلب أن عصير العنب الأحمر يشكل وسيلة ممتازة لمحاربة العصاد أو تضيق
الشرايين. واوضح أصحاب هذه الدراسة أن استهلاك عصير العنب خلال فترة أسبوعين ساعد
على زيادة ليونة الأوعية الدموية وخفض نسبة تشكل الكولسترول لدى المرضى المصابين
بمرض في الشريان التاجي. وبذلك تضاعفت قدرة الأوعية الدموية على التفاعل مع ازدياد
تدفق الدم ثلاث مرات تقريباً.
الـــــــعـــــــلاج
بالـــــــعـــــــنـــــــب
تحضير الجسم للعلاج: الصيام: حتى تجهزي جسمك
للعلاج بالعنب..يجب ان تصومي اولا لمدة يومين او ثلاثة..تكتفين خلالها بشرب كميات
كبيرة من الماء البارد..مع عمل حقنة شرجية يوميا..بحوالي لتر من الماء الدافىء
مضافا اليه عصير ليمونة واحدة..ذلك باستثناء الحالات التي يحدث فيها اسهال من
العنب..بذلك تتخلص المعدة من فضلات ورواسب الطعام وتستعد لاستقبال غذاء
العنب..وتضمن هذه الطريقة ظهور مفعول العنب بشكل اسرع..علاوة على استحسان الشخص
لمذاقه وزيادة حلاوته..
تناول الماء على الريق: بعد انتهاء فترة
الصيام..يبداء الشخص الاعتياد على تناول 1-2 كاس من الماء البارد على الريق في
الصباح يوميا..
اول وجبة طعام: بعد نصف ساعة من تناول الماء
يبدأ تناول اول وجبة من العنب..ويراعى غسل العنب جيد(ينقع في خل تفاح مخفف او ملح)
..ويراعى مضغ الثمرة بأكملها بما في ذلك القشر والبذور..لكن يكتفى ببلع جزء من
العنب الممضوغ..لملء المعدة ولا يشترط بلعه بأكمله..اذ يستفيد الجسم بقدر من العصارة
الناتجة عن المضغ دون بلع الاجزاء الصلبة..
مواعيد وجبات العنب: يفضل ان تبدأ بتناول اول
وجبة في الثامنة صباحا..ثم تتناول وجبة أخرى كل ساعتين حتى الثامنة مساء..اي
تتناول سبع وجبات يوميا.. ويستمر هذا النظام الغذائي لحوالي اسبوع او
اسبوعين..ويمكن ان يطول الى شهر او شهرين..لكن يجب الا تزيد المدة عن ذلك باي حال
من الاحوال..
بالنسبة لنوع العنب: يمكن تناول اي نوع من
العنب..لكن يفضل النوع الخالي من البذور..ولكون انواع العنب المختلفة الشكل تختلف
كذلك في عناصرها المكونة يفضل تناول اكثر من نوع دون الاعتماد على نوع واحد..
بالنسبة لكمية الوجبة: بصفة عامة يفضل بدء نظام
التغذية بالعنب بتناول كميات بسيطة ثم تزداد تدريجيا.. فمثلا:تكون كمية كل وجبة من
وجبات العنب عنقود صغير الحجم..ثم تزداد للضعف تدريجيا..بحيث تكون اقل كمية في
اليوم الواحد نصف كيلو جرام..واقصى كمية حوالي 2 كيلو جرام..
عند الوصول لاقصى كمية يجب ان تكون الفترة بين
الوجبات ثلاث ساعات على الاقل..حتى يتمكن الجسم من هضم العنب..مع الاستغناء عن
تناول القشور..اي يكفي مضغ العنب وبلع العصارة في بعض المرات دون بلع الاجزاء
الصلبة..
تشير النتائج الى ان الاستمرار على نظام غذائي
يعتمد على تناول كمية بسيطة من العنب يعطي نتائج افضل عم تناول كميات كبيرة منه..
مراحل العلاج بالعنب:
تشتمل الفترة الكاملة للعلاج بالعنب على أربع
مراحل..ولا ينبغي للمريض أن يبدأ في تناول الاطعمة الصلبة الا بعد الانتهاء من هذه
المراحل.. ويجب ملاحظة أن العلاج بالعنب نوع من العلاج الطبيعي..لذلك لايمكن تحديد
مدة هذه المراحل بشكل دقيق..ولايمكن أن نقول أن المريض سيستغرق مدة كذا حتى يشفى
من مرضه!!..فالعلاج الطبيعي لايحدد بفترة معينة..علاوة على اختلاف طبيعة كل جسم عن
الآخر واستجابته للعلاج..
المرحلة الاولى: وهي الفترة التي يستغرقها
العلاج بالعنب حتى ينقى الجسم من سموم المرض.. ويمكن أن نقول:ان عملية تطهير
المعدة وحدها من مخلفات المرض قد تستغرق من7-10 أيام منذ بدء العلاج..بينما يحتاج
تنقية كل جزء من الجسم لفترة قد تصل من أسبوعين الى شهرين..وخلال هذه الفترة يفقد
المريض وزنه بدرجة ملحوظة..لكنه يعود مرة أخرى كما سبق الى اكتساب الوزن..ذلك لانه
بعد الانتهاء من عملية التنقية يبدأ الجسم مع العلاج بالعنب في تجديد أنسجته..
وتتمثل علامات الانتهاء من هذه المرحلة في خروج افرازات من الجسم وظهور طفح جلدي
وحدوث ارتفاع في درجة حرارة الجسم..
المرحلة الثانية: وهي المرحلة التالية لعملية
التنقية.. خلال هذه المرحلة يبدأ ادخال أطعمة الى النظام الغذائي لتساعد عملية
بناء الانسجة..وذلك يشمل: فاكهة طازجة مثل: الليمون..البرتقال..القريب
فروت..التفاح..الفراولة..الخوخ..الموز..وكذلك الطماطم.. لبن رائب (زبادي) أو جبن
أبيض.. وذلك بحيث يظل العنب هو وجبة الافطار الاساسية في موعدها المعتاد في الساعة
الثامنة صباحا..ولكن مع استبدال بعض وجبات العنب أثناء اليوم بوجبات من الفاكهة
الاخرى بما فيها الطماطم.. وبعد عدة أيام يبدأ استبدال وجبة العنب الاخيرة(وجبة
العشاء) بكاس من الزبادي أو قطعة من الجبن الابيض.. وبعد حوالي أسبوع الى عشرة
أيام تحل الاطعمة السابقة محل بعض وجبات العنب..بحيث يؤخذ وجبة من بعد وجبة..
مثال: 8 ص : عنب 10 ص : موز أو برتقال 12 ظ : عنب 2 بعد الظهر : كاس من الزبادي أو
قطعة من الجبن الابيض 4 بعد الظهر: عنب 6 م: ليمون أو قريب فروت أو خوخ8 م: عنب
ملاحظة: تتبع الطماطم فصيلة الفواكة..ولها
مزايا صحية..ويمكن تناولها على هيئة شرائح مضاف لها بعض عصير الليمون مع زيت
الزيتون..لتحل محل احدى الوجبات السابقة..
تنبية: امراض لايمكن معها اتباع نظام الصيام:
السل الرئوي فقر الدم الحمى امراض يفيد معهاالصوم: السمنة والتكرش النقرس ارتفاع
ضغط الدم ارتفاع الكوليستيرول اضطرابات المعدة السكر الامراض النفسية(القلق-التوتر
العصبي) الامراض الجلدية..ماعدا الاكزيما..الارتكريا..والحكة الجلدية..
المرحلة الثالثة: وهى فترة تناول الاطعمة
النيئة..ويشمل ذلك كل ماهو غير مطبوخ..مثل:الخضروات
النيئة..السلاطات..الفاكهة..الزبيب..البندق..التمر..الزبادي..زيت الزيتون..عسل
النحل.
يبدأ الطعام المعتاد بتناول وجبة عنب..وتستبدل
وجبة الغداء(2ظهرا)بسلطة من الخضروات النيئة الغير مطبوخة..مع عصير الليمون وزيت
الزيتون بدلا من الزبادي او الجبن الابيض..الذي يفضل تناوله كوجبة عشاء بدلا من
العنب.. وعند اتباع النظام يجب خفض عدد الوجبات عن المرحلة الثانية نظرا لان تناول
الخضروات النيئة يحتاج لفترة من الوقت حتى يتم هضمها ثم امتصاصها..
خضروات ينصح بها:الخس..الجرجير..الطماطم..الليموم..البزلاء..الكرنب..السبانخ..الفاصولياء
الخضراء..لاتطبخ..ويفضل ان يتم كل يوم اختيار نوعين من الخضروات لعمل
السلطة..بالاضافة الى عصير الليمون وزيت الزيتون..لايفضل ان ينتقل من غذاء العنب
مباشرة الى تناول انواع كثيرة من الخضروات النيئة التي تدخل في عمل السلطة..
المرحلة الرابعة: وهى المرحلة النهائية من
العلاج..التي تبدأ بزوال متاعب المريض واستعادته لوزنه من جديد ايذانا بالشفاء
التام ان شاء الله..
خلال هذه المرحلة يمكن الاستمرار على تناول
العنب او الاستغناء عنهباي نوع اخر من فواكه الموسم.. بصفة عامة يفضل تناول
الاغذية الغير مطبوخة عن الاغذية المطبوخة..حيث يمكن خلال هذه المرحلة تناول احدى
الوجبات من الاغذية المطبوخة بشرط ان يكون المريض قد تهيأ للشفاء التام..يكون
النظام على النحو التالي: الافطار:فاكهة..نوع واحد الغداء:اكل مطبوخ العشاء:سلطة
خضراء
نوع الطعام المطبوخ الممكن تناوله في هذه
المرحلة: يجب بصفة عامة ان يكون جافا..اي خاليا من السوائل..كما يجب تجنب التوابل
تماما والدهون.. افضل طعام مطبوخ يمكن الاعتماد عليه في هذه الفترة..البطاطس
المسلوق..ويمكن اضافة قطعة صغيرة من الزبدة او خلطها بالبيض.. كما يفضل انواع
الحبوب بصفة عامة مثل:الارز..القمح..ويمكن تناول الانواع المختلفة من الخضروات
المطبوخة مثل: البازلاء..الفاصولياء..الكرنب..السبانخ..الكوسة.. ويفضل ان يكون
النظام خاليا من اللحوم تماما..اي يكون نباتيا..ان امكن..وان لم يكن..يمكن تناول
السمك باعتباره افضل الاطعمة الحيوانية.. ويجب على المريض اذا عاودته بعض المتاعب
عند الاستمرار على هذا النظام ان يعود مرة اخرى لنظام الاطعمة النيئة..
فترة العلاج: عادة تستغرق فترة العلاج الكامل
بالعنب حوالي شهر الى شهر ونصف..