الفنان سلفادور دال
الفنان سلفادور دالي
يعتبر من الشخصيات البارزة في الحركة السريالية بمنهجه وأسلوبه في إخراج رموز المظهر الموضوعي والذي أسماه " فوتوغرافية من صنع اليد " وفي كثير من رموزه التي يستخدمها مثل الساعات في لوحة " إصرار الذاكرة " 1931 نجد أنه يحيل الأجسام إلى مادة مطاطة أحيانا هلامية الشكل ويثنيها يمينا ويساراٌ ويسعى سلفادور على حد قوله في أعماله إلى تجميد الصور غير المعقولة بكل دقة ممكنة وذلك لكي يصبح عالم الخيال واللامعقولية واضحا وموضوعيا مثلما تبدو عملية الظواهر الواقعية في العالم الخارجي وما تتصف به من ترابط 0 وإذا كانت واقعية دالي السحرية مستمدة أساسا من إيهامات العقل الباطن إلا أن وراءها جانبا من الفكر مستمد من الوعي بالقضايا العامة والعالم المعاش فقد رسم صورته " الحرب الأهلية " 1939 تعبيراٌ عن الحرب الأهلية الأسبانية ولكنه تجاوز الكثير الواقعي في هذه الصورة إلى عالمه الخيالي الذي استعار منه رموز المعادلة لذلك الواقع بكل ما يحويه من شكل ولون 0 فنجد سلفادور دالي في هذه اللوحة يمط وجها بشريا ويشل أطرافه الممتدة ويحولها إلى أشلاء شبه منصهرة في جو من آثار الدمار وذلك كي ينبه الجنس البشري إلى آثار الخراب نتيجة غدر الإنسان بأخيه الإنسان 0
وتناول " دالي " العنصر الإنساني في هذه الصورة تناولا مغرقا في الغرابة فإن الجسم الإنساني يعطي احساسا بتلك النباتات المتسلقة أو الممتدة 0 ومن خلال العناصر الإنسانية مثل وجه المرأة المأساوي التعبير ، والثدي والذراع والإشارات والمبالغات والتحريفات في معالجة الأيدي والأرجل وأطراف الحيوانات الرخوة والهياكل العظمية صاغ سلفادور دالي ذلك وأبرزه من خلال مهارته التقنية في تجسيد واقعه السحري بصورة فوتوغرافية ، ثم وضعه داخل إطار طبيعي غريب – فهذا البناء يرتكز على صندوق وصخرة وتمتد فيه الأطراف الرخوة كأنها جذور للأشجار وفي أسفل هذا البناء المشيد لمجموعة من ثمار الفول ملقاة في الأرض 0 ولقد عالج " سلفادور دالي " غالبية موضوعاته التي تناولها بألوان لا تتجاوز كثيرا الواقع الفيزيقي 0 وفي لوحة " حلم " للفنان سلفادور دالي وهي تبتعد قليلا عن أسلوبه الملء بالقبح والذعر فهي تمثل حلما قد يكون الفنان نفسه وتعبر عن مدخل ضخم يشبه مدخل معبد ويقف على بوابته حارس نائم وفي فناء المكان طفلة ترقص وتظهر السماء بزرقتها الجميلة وبعض السحب واللوحة اتجاها أدبي أكثر منه تشكيلي وتتميز باللمعان والنقاء 0