الفنان هنري ماتيس
الفنان هنري ماتيس
يعتبر هنري مانيس من الشخصيات المميزة في الفن التشكيلي في القرن العشرين ، إذ انه قاد الحركة الوحشية في ثورة ضد الممارسات السائدة فألوانه كانت صاخبة وبعضها من البالته مباشرة وبدون خلط ، كما أن أشكاله تحمل ألوانا من التحريف الذي لم يعهد من قبل ونلاحظ استخدامه للون الأسود وبكثافة غير معهودة ، إلى جانب اقتراب أعماله من الرمزية0 نجد أنه في لوحة " ذات البلوزة الرومانية " تتميز بمقدار كبير من الجرأة التي ظهر بها ماتيس على أرضية من الفن التأثيري ، فالألوان التي استخدمها صاخبة فيها الأحمر الوردي والأزرق البروسي والرمادي والأحمر الفرمليون والبني والنبيتي كما أنها مسطحة ولم يهتم بأن يخرجها بأبعادها الثلاثة وهو في هذا متأثر بالفن الصيني والياباني والفارسي 0 ونلاحظ أنه لم يعد للفن الإغريقي المصدر الوحيد للتراث عند هنري ماتيس فالفنون الشرقية كانت لها الأفضلية الأولى وساعده ذلك على ان يتجه بالفن الحديث اتجاها ثوريا جذريا في استخدام الألوان والأشكال المسطحة المباشرة والقيم الزخرفية 0
تحول ماتيس من اسلوبه الوحشي الي اسلوب يتميز بالتوازن المنغم ويتضح ذلك في
لوحة " لوكس رقم 2 " تتميز اللوحة بخطوط منغمة مبسطة ومساحات مسطحة ونلاحظ ان ماتيس اتجه الي اسلوب التسطيح في اللوحات التي رسمها بعد ذلك ويوضح اسلوبه المبسط لوحة تناسق باللون الاحمر حيث راعي ماتيس في هذه اللوحة الانسجام بين اللون الازرق الموزع علي اللون الاحمر الذي يغطي كلا من المائدة والحائط . كما نجد ان ماتيس قد فرق بمهارة بين الخطوط الراسية والافقية في التصميم الواحد ويؤكد ماتيس علي تصميمه بالالوان القوية المسطحة التي تغطي الاشكال الموجودة في الحديقة خارج الشباك واتجه ماتيس بعد ذلك الي اسلوب جديد يعتمد علي الزخرفة وهدأت الوانه وتدل لوحاته المتاخرة علي مهارتة وجراتة في الجمع بين الالوان القوية الزاهية التي كان يتخيرها كما كان للالوان الحمراء دورا رئيسيا في كثيرا من لوحاته وتعبر لوحة جارية عن الصفات التي ميزت اسلوب ماتيس في الفترة الاخيرة حيث ان اللوحة توضح امراة جالسة مرتدية سروالا اخضر وبالاضافة الي مقدرتة التصويرية نلاحظ انه تمكن من الحصول علي تاثيرات زخرفية تجانست فيها الالوان المتباينة الساخنة والباردة كما كان بارعا في رسم الخطوط المنغمة ويتضح ذلك في السجاد والستائر المزخرفة بالازهار