الفنون الإسلامية ف
الفنون الإسلامية في العصر العثماني
أنواع الأقمشة العثمانية :
نسجت في العصر العثماني أنواع مختلفة من الأقمشة بعضها كان معروفا في العالم الإسلامي وعند سلاجقة الروم قبل ظهور العثمانيين والبعض الآخر ظهر لأول مرة في هذا العصر، ومن أشهر هذه الأقمشة:-
الديباج :
وهو نوع من القماش الحريري الذي يدخل في نسجه خيوط الذهب والفضة ، وقد اشتهرت آسيا الصغرى (الأناضول) قبل العثمانيين بإنتاجه، وكان يعرف بالديباج الرومي، واستمرت صناعته بعدهم، وكانت مدينة بورصة من أشهر مراكز إنتاجه إذ كان بها نحو من ثلاثمائة نول تشتغل فقط بنسجه، وأن هذه المدينة كانت تنافس في إنتاجها من الأقمشة ما كانت تنتجه المدن الإيطالية في ذلك الوقت، وكان تجار مدينة البندقية يحملون المنسوجات العثمانية إلي بلاد أوربا التي كانت تفصلها علي غيرها لما تمتاز به من جود في الصنع وروعة في اللون وجمال في الزخرفة.
سراسر Seraser:
نوع من القماش تكون السداة فيه من الحرير واللحمة إما أن تكون من خيوط فضية أو ذهبية، ويجهز في الاحتفالات الرسمية للبلاط العثماني قفاطين (سرار) لكي تخلع علي كبار رجال الدولة، وكانت أروع أنواع الحرير السراسر تنسج في دور النسيج الملحقة بقصر طوبقابي بمدينة استنابول، وتشير الوثائق المكتوبة إلي وجود خمسة أنواع من السراسر الموشي.
سرنك Serenk :
نوع من القماش ينسج من الحرير كان أول ظهوره في فترة النصف الثاني من القرن التاسع الهجري (15م) ويمتاز باستخدام التطريز في عمل زخارفه النباتية بخيوط من الحرير الأصفر أو الرمادية اللون بدلاً من الخيوط الذهبية أو الفضية، ويذكر (ديني – Denny) أن هذا النوع من القماش يمكن تصنيفه ضمن أنواع القطيفة.
هاطاي – Hatai :
نوع من القماش يمتاز بالمتانة وينسج من خيوط حريرية وأخري فضية يتم خلطها بخيوط قطنية، وعرف هذا النوع من القماش في فترة النصف الثاني من القرن (10 هـ - 16م) وكان يستخدم عادة في عمل قفاطين السلاطين الخارجية.
الألاجا :
نوع من القماش ظهر لأول مرة في العصر العثماني، وينسج من القطن والحرير معا، ويزدان عادة بأشرطة رفيعة (مقلم) ذات ألوان مختلفة تجري علي طول القماش وتسمي أيضا Alt Parmak أي الأصبع الستة، وكان هذا القماش ينتج في مدينتي صوما وبرجامة.
طرق زخرفة المنسوجات العثمانية :
طريقة إحداق الزخرفة أثناء عملية النسيج :
وهي الطريقة التي تحدث الزخرفة فيها من عملية ترتيب خيوط السداه مع خيوط اللحمة في القماش المراد زخرفته، وتكون خيوط النسيج إما من الحرير أو القطن أو الصوف المختلف الألوان أو من الخيوط المعدنية الذهبية أو الفضية، ويمكن أن يستخدم في القماش الواحد أكثر من نوع من هذه الخيوط.
طريقة التطريز :
التطريز هو زخرفة القماش بعد أن يتم نسجه بواسطة إبرة الخياطة المصنوعة من العظم أو العاج أو المعدن وذلك بخيوط من الحرير المختلف الألوان أو بخيوط معدنية من الذهب أو الفضة، وغالبا ما تكون مادة خيوط التطريز أغلي من المادة المصنوع منها الأقمشة التي يستخدم فيها التطريز.
وعلي الرغم من بساطة طريقة التطريز مقارن بطريقة إحداق الزخرفة علي الأنوال أثناء عملي والنسيج، إلا أن القائمين عليها كان في استطاعتهم في كثير من الأحيان عمل زخارف وتصميمات تشبه تلك المنسوجة علي الأنوال بل وتبدو في بعض الأحيان أكثر تعقيداً وبطبيعة الحال كانت زخارف الأقمشة المطرزة التي تستخدم في علم الخلع والقناطين الخاصة بالسلاطين والأمراء وكبار الموظفين تختلف عن زخارف الأقمشة المطرزة التي تستخدم في عمل المناديل والاحرمهم والأرز والوسائد والمحارم والمفارش وأعطية الرؤوس في القرى والمدن العثمانية المختلفة.
إذ يلاحظ أن زخارف الأقمشة السلطانية كانت تتسم بالفخامة وتساير فن البلاط والتصميمات التي كان يقوم علي إعدادها كبار المصممين في النقش خانة الملحقة بالقصر العثماني في حين علب علي زخارف الأقمشة الشعبية المطرزة البساطة في التصميمات والاعتماد علي تكرار العناصر الزخرفية.
وقد عرف في العصر العثماني عدة أنواع من الغرر من أهمها غرره الرقي أو السراحة وغرره الحشو (يطلق الصناع علي غرره الحشو البارر المسطح تطريز استامبولي، وعرره النباته وغرره الفرع وغرره التصريب.
ومن الجدير بالذكر أن زخرفة الأقمشة بالتطريز قد انتشرت في العصر العقماني انتشاراً كبيراً وخاصة في قري ومدن الأناضول، وأيضا في العديد من الولايات التي كانت خاضعة للدولة العثمانية وخاصة في منطقة البلقان وذلك من خلال فترة القربين (10 هـ / 11 هـ / 16 – 17م) وخلاصة القول أن المنسوجات المطرزة كانت تنتج علي نطاق واسع في مناطق شاسعة من الإمبراطورية العثمانية تمتد من بلجراد إلي بغداد.
وعرف في العصر العثماني نوع آخر من التطريز أطلق عليه أسم (الآوية) والآوية نوع من الزخارف المفرغة الصغيرة جدا تستعمل عادة لزخرفة حافة الأنسجة مقل الملابس والقمصان والمناديل والشيلان وأغطية رؤوس السيدات، ويعمل عن طريق إبر كروشيه من الخيوط المبرومة بألوان مختلفة، وأشكالها عبارة عن أوراق شجر وأزهار وثمار صغيرة جداً بنفس ألوانها وأشكالها في الطبيعة، وهي تتكون من أشرطة طويلة بعرض حوالي ثلاثة سنتيمترات تمتد علي حافة النسيج عن طريق خيوط متشابكة ومتداخلة.
التطريز بالنسيج المضاف:
ويمكن تعريف هذا النوع من التطريز بأنه إضافة قطع صغيرة من النسيج إلي مساحة كبيرة مختلفة عنها في اللون وفي كثير من الأحيان في المادة وذلك بواسطة تثبيتها بإبرة الخياطة وبغرز مختلفة، ويحدث عن هذه الإضافة شكل أو عنصر زخرفي جميل، وتمتاز هذه الطريقة بأن معظم رسومها ذات أشكال هندسية، مما يسهل قصة في القطع الصغيرة من لنسيج، ويصاحب القطع المضافة في كثير من الأحيان غرز تطريز متعددة مما يناسب الزخرفة التي يغلب عليها الأشكال الهندسية والنباتية والكتابية.
ولطريقة الزخرفة هذه اسم تعرف به عند الأتراك العثمانيين هو (قسما- Kesma) واستخدم القماش المزين بطريقة النسيج المضاف في العصر العثماني في علم الحواجز التي تفصل بين الجمهور وطريق وساحات الاحتفالات السلطانية وأيضا في عمل الرايات والأعلام والخيام.
طريقة الطبع :
أطلق العثمانيون علي المنسوجات المطبوعة عن طريق استخدام القوالب