المدرسة السريالية
المدرسة السريالية
في الوقت الذي اتسعت فيه الحركة التكعيبية وأخذ يعتنقها فنانون محدثون في أوربا وأمريكا وكانت هناك موجه أخرى آخذه في الظهور والتطور وهي ما سميت بالدادا عند بدايتها وتحولت فيما بعد إلى السريالية 0 وتعتمد السريالية على إطلاق الفنان للأفكار المكتوبة لتظهر وتتضح من خلال التعبيرات الفنية واللاشعور هو المصدر الأساسي لغالبية الأفكار والانفعالات التي تعتمد عليها السريالية كما يستنتج أسمها ( sur-realism) أي ما خلف الحقيقة البصرية الظاهرة ويعني ذلك ان المظهر الخارجي الذي شغل الفنانين في حقبات كثيرة لا تمثل كل الحقيقة بل يزعم السرياليون انه لا يمثل إلا خمسها والأربعة أخماس الباقية تستقر في اللاشعور وفي الأحلام وأحلام اليقظة0 ولا ريب ان المدرسة السريالية غنية بأفرادها أمثال سلفادور دالي وجوان ميرو وبابلو بيكاسو وبيتر بلوم ومارك شيجال وفرانسيس بيكا وغيرهم 0 وبرغم تعدد جنسياتهم إلا أنهم اعتنقوا المذهب وترجمه كل منهم بما يتفق وشخصيته وطريقة تكوينه الذاتية التي قد تعود إلى أصل طفولته ، ولكن الأساس المتفق عليه لمعتنقي هذه المدرسة يعتمد على الخيال وإبراز كوامن اللاشعور واختراع الرموز التي تحمل المضامين الفكرية والانفعالية والتي تحتاج إلى ترجمة من الجمهور المتذوق لكي يدرك مغزاها 0 ولهذا ظهرت نزعة الآلية التي تجعل الفنان يسترسل في تجسيد احساساته وهو يكاد يكون نصف نائم أو يسمح ليده وفرشاته ان تصور احساساته وخواطره المتتابعة دون عائق ودون إحساس فكري ، ولهذا نبعت اهتمامات في السريالية بالتلقائية والصدفة والاتوماتيكية والخواطر العابرة لذلك فإننا نرى القطع الفنية السريالية تتميز بأنها تكشف النقاب عن العالم الغامض في حياتنا بل وتعطيه صوراٌ مرئية تعبر أحيانا عن مخاوفنا الدفينة أو تساؤلاتنا التي لا تجد إجابات مقنعة " يعتمد الفن السريالي على عنصر المفاجأة والغرابة والأمور الطارئة التي قد لا تحتمل التصديق والتي تعتبر من العناصر الهامة التي يقوم عليها الأداء في الصورة السريالية حيث التركيز على التعبير عن خلجات النفس الداخلية باستخدام اللون والرمزية وعدم الرؤي والأحلام أي أنه فن يعتمد على الصورة اللاشعورية 0