المكتبة الرقمية. تعريفها وماهيتها:
1.1 تعريفها وماهيتها:
يزخر الإنتاج الفكري لعلم المعلومات بالعديد من التعريفات لمفهوم "المكتبة الرقمية"، كما نشرت العديد من التعريفات التي توضح مفهوم المكتـبة الرقمية فى معظم المؤسسات الأكاديمية المتخصصة في المكتبات وعلم المعلومات على مستوى العالم. ونعرض فيما يلي لبعض هذه التعريفات:
ناقشت كريستين بورغمان هذه التعريفات في العدد الذي خصصته مجلة عمليات المعلومات والإدارة لهذا الموضوع خلال عام 1999 وقدمت التعريف التالي؛ موضحة فيه أن " المكتبات الرقمية هي مجموعة من المصادر الإلكترونية والإمكانات الفنية ذات العلاقة بإنتاج المعلومات، والبحث عنها واستخدامها...وبذلك فإن المكتبات الرقمية هي امتداد ودعم لنظم خزن المعلومات واسترجاعها التي تدير المعلومات الرقمية بغض النظر عن الوعاء سواء كان نصيا أو صوتيا أو في شكل صور بنوعيها الثابت و غير الثابت، وتكون متاحة على شبكة موزعة " [بورغمان، 2004]. وترى أيضا في مرجع آخر [بورغمان] أن المكتبات الرقمية ما هي إلا أشكال حديثة من نظم استرجاع المعلومات أو نظم المعلومات التي تدعم إنتاج المحتوى الرقمي والإفادة منه والبحث فيه، وهو نفس المفهوم الذي اقترحه معهد فرجينيا للتقنيات:"المكتبة الرقمية لا تقتصر على المجموعات المرقمنة وأدوات إدارة المعلومات، إنها أيضا مجموع النشاطات التي تربط المجموعات، الخدمات والمستفيدين خلال مراحل إنشاء، بث، استخدام وتخزين المعطيات، المعلومات والمعارف"، وقد عرفتها جمعية المكتبات البحثية بأنها تتصف بكونها:
- ليست وحدة مستقلة بذاتها؛
- وأنها تعتمد على تقنية معينة لربط المصادر؛
- وأن الارتباط فيها وبين خدمات المعلومات واضح وجلي؛
- وأنها تهدف إلى تهيئة الوصول للمعلومات الرقمية من خلال الخدمات التي تقدمها؛ وأنها أخيرا
- ليست محصورة في الوثاق فحسب، بل تتعداها لبقية الأشكال الرقمية التي لا يمكن أن تصدر أو توزع على شكل مطبوع.
فيما يراها البعض [بولغر، ومن معه، 1995] مجموعة التقنيات والأدوات والمصادر والإجراءات ذات الصلة بإدارة المحتوى في بيئة المعلومات الإلكترونية. أما معجم أودليس الإلكتروني [جوان] فيفيد بأن المكتبة الرقمية هي مكتبة بها مجموعة لا بأس بها من المصادر المتاحة في شكل مقروء آليا في مقابل كل من المواد المطبوعة ورقيا أو فيلميا ويتم الوصول إليها عبر الحاسبات. وهذا المحتوى الرقمي يمكن الاحتفاظ به محليا أو إتاحته عن بعد عن طريق شبكات الحاسبات. وربما كان أشهر تعريف للمكتبة الرقمية هو أنها مجموعات منظمة من المعلومات الرقمية [ليسك، 2004]. ويجمع هذا التعريف بين تنظيم المعلومات وجمعها، تلك العمليات التي تقوم بها المكتبات ودور الأرشيف التقليدية، ولكن مع عملية التمثيل الرقمي التي غدت ممكنة بواسطة الحاسبات؛ ومع ذلك، ومن وجهة نظر إحدى هيئات اليونسكو[اليونسكو، 2003]، فإنه لا ينبغي النظر إلى المكتبات الرقمية بوصفها فحسب مجموعة من مصادر المعلومات الرقمية وما يتصل بها من أدوات لإدارة هذه المجموعة، وإنما ينبغي النظر إليها بوصفها تلك البيئة التي تجمع معـا بين المجموعات والخدمات والأشخاص، لدعم الدورة الكاملة لإنتاج البيانات والمعلومات والمعرفة، وبثها وإخضاعها للدرس والتعاون، والإفادة منها. بينما يعرف أعضاء اتحاد المكتبة الرقمية المكتبات الرقمية بأنها مؤسسات تنطوي على عدد من المصادر قوامها مجموعة العاملين المتخصصين الذين يتولون القيام بمهام الاختيار والتوليف والتفسير والبث والحفظ في إطار متكامل يكفل إتاحة الأعمال الرقمية لمجتمع محدد أو لعدد من المجتمعات بما يراعي الأبعاد الاقتصادية [رايت، 2000]، وهو التعريف نفسه الذي أورده غاري كليفلند بأنها " منظمة تتيح المصادر بما فيها المستخدمين من أجل انتقاء، تنظيم، توفير إتاحة فكرية، ترجمة وتفسير، توزيع وحفظ الوثائق في بيئتها الرقمية .والمكتبة الرقمية تضمن كذلك إتاحة الأعمال الإلكترونية بهدف جعلها متوفرة بسهولة وبأقل التكاليف لجمهور محدد من المستفيدين" [أوليفيه، 2007].ويتبنى القائمون على إدارة المشروع الإنجليزي الخاص بتصميم مكتبة رقمية في مجال العلوم الدينية "انسبيرا" تعريفا عمليا يؤكد على أهمية المشابكة بالنسبة للبيئات التعليمية المبنية على الإفادة من خدمات المكتبات الرقمية، فيوضح هذا التعريف أن المكتبة الرقمية تتيح مصادر وخدمات رقمية. وقد تتخذ مصادر المعلومات الرقمية التي تقتنيها هذه المكتبات أشكالا متنوعة. ويعتمد تقديم خدمات المعلومات فيها على المهارات ذاتها التي تقدم بواسطتها خدمات المعلومات التقليدية: كالتقييم، والتنظيم، والاختزان، والاسترجاع، والإتاحة.