المينا النحاسية
المينا النحاسية
يتم الرسم على النحاس الأحمر بحبر خاص، وتمثل الرسوم زهرات وعروقا وزنابق وكتابات وحروفا وعناقيد عنب وزخارف نباتية, بألوان قريبة من بعضها تطرزها خطوط ذهبية أو فضية، ثم تملأ الرسوم بمسحوق المينا كل لون بمفرده (وخانة) فخانة. ويجب أن لايمسك لونا جديدا الا بعد انتهاء اللون السابق وتختلف الألوان من الأخضر إلى الأزرق, الزهر، الكحلي والأبيض, وذلك بريشة فولاذية مؤنفة الرأس، وبعد أن يتم تنزيل الألوان نترك القطعة لتجف, ومن ثم توضع في الفرن، هذا الفرن بسيط جدا فهو عبارة عن موقد (وجاق) يستعمل فيه الفحم الخشبي كوقود، وتوضع القطعة في الفرن بشكل لاتمسها النار والرمد، بل يجب أن تسخن القطعة على (حمو) النار، وذلك بوضعها في وعاء حوله النار من كل جهة، وفي درجة الاحمرار تسيخ المينا, دون أن تسيل ثم تتمسك بالنحاس ويعود لها لمعانها الزجاجي. ومن ثم يغسل النحاس بحمض الكبريت الممدد, اذ أن لونه يتغير من الشي ثم يفرك بالرمل وبعد يطلى النحاس الذي يشغله المينا بالفضة.
ويلاحظ أن المينا النحاسية نافرة، وهذا بديهي لأن النحاس الذي شغلت عليه ليس محفورا، بل يرسم عليه ثم توضع المينا, بمعنى أن المينا عندما تنصهر عند الشي لا تملأ فراغات محفورة، بل تبقى مكانها دون أن تشوه الألوان المجاورة.
وهكذا تظهر لنا أواني المينا النحاسية سواء الطاسات أو الصواني أو الصحون كأنها الفسيفساء.