النسيج الإسلامي ال
النسيج الإسلامي المبكر في إيران
اشتهرت إيران منذ أقدم العصور بصناعة النسيج، وبلغت أوج ازدهارها في العصر الساساني ولما انتشر الإسلام في إيران ازدهرت بها صناعة النسيج وازداد النشاط التجاري فيها، واتسعت صادراتها من المنسوجات الحريرية إلى سائر الأقطار الإسلامية.
ومما يشهد بازدهار صناعة النسيج بإيران في فجر الإسلام أن بعض المدن الإيرانية كانت تدفع الجزية عدد من منسوجاتها النفيسة وترسله إلى بلاط الخليفة.
وقد ظلت صناعة النسيج في إيران في القرن الأولى بعد الإسلام- شأنها شأن الفنون الأخرى- متأثرة بالطراز الساساني في استخدام الزخرفة بحبيبات اللؤلؤ أو الأشرطة ووريقات الشجر والخطوط المتشابكة والمتقاطعة، وفي استخدام الدوائر المتماسة والمتداخلة، والمناطق المختلفة الأشكال (الجامعات) تضم كل منها بعض مناظر الصيد أو رسوم الحيوانات أو الطيور الخرافي منها والطبيعي، ولم يزد عليها في العصر الإسلامي سوى الأشرطة الكتابية الكوفية.
ومن قطع النسيج التي تتسم بالموضوعات الساسانية قطعة من نسيج الصوف والقطن مزخرفة بمستطيلات تحصر بداخلها إما خروف يخرج من رقبته عصابة طائرة أو رسوم طيور على جانبي شجرة محورة عن الطبيعة (لوحة 258).
كما يوجد قطعتان أخريتان تشبه زخارفهما زخارف المعادن الساسانية المتأخرة فيزخرف كل منهما منطقة مستديرة (جامة) محددة بإطار من حبيبات تشبه حبات اللؤلؤ أحدهما يتوسطها رسم حصانين متقابلين ورسم طيور بين الداوائر (لوحة 259)، أما الأخرى (لوحة 260) فيتوسطها شكل خروفين بينهما خط ينتهي في أسفلة بنصفي مروحة نخيلية، وبين الدوائر رسوم أوراق نباتية مورة عن الطبيعة.
ومن أهم الأمثلة لقطع النسيج الإيرانية قطعة نسيج من الحرير والقطن (لوحة 261) كانت في كنيسة سان جوس بفرنسا ومحفوظة الآن بمتحف اللوفر بباريس، وعليها كتابة بالخط الكوفي نصها: "عز وإقبال للقائد أبي منصور بختكين أطال الله بقاءه".
ولعله القائد الذي عاش في بلاط عبد الملك بن نوح أمير خراسان وما وراء النهر، وقد حبس وقتل على يد هذا الأمير في سنة 249 هـ/ 960م.
ولعله القائد الذي عاش في بلاط عبد الملك بن نوح أمير خراسان وما وراء النهر، وقد حبس وقتل على يد هذا الأمير في سنة 349 هـ/ 960م.
وقوام الزخارف في هذه القطعة رسوم فيلة كبيرة متواجهة يحف بها من اليسار ومن أعلى إطار يضم أربع مناطق رئيسية: الأولى من خطوط متكسرة، والثانية والرابعة من أشكال هندسية صغيرة بين شريطين رفيعين من الفروع النباتية، والثالثة رسوم إبل (جمال) متتابعة تنتهي في ركن الزخرفة برسم طاووس. ونلاحظ بين أرجل الفيلة رسم حيوان خرافي له جناحان ورقبة طويلة ورأس طائر.