النسيج الإسلامي ال
النسيج الإسلامي المبكر في اليمن:
اشتهرت اليمن من خلال عصورها القديمة والإسلامية بجودة منسوجاتها المتنوعة، وكان لكثير من المدن اليمنية شهرة فائقة في إنتاج أنواع معينة من المنسوجات كصنعاء والمعدنية وسحول وغيرها.
فقد أشارت المصادر التاريخية إلى أن ملوك اليمن في العصور القديمة أنشأوا دوراً للنسيج كانت تدر عليهم دخلاً كبيراً من المال، وكانت المنسوجات اليمنية في هذه الفترة تصدر إلى خارج البلاد.
كما تحدثت المصادر التاريخية بأن الكعبة كسيت بمنسوجاتها يمنية فريدة في نوعها، وأول من كساها هو "تبع بن كليكرب" عندما قدم من المدينة إلى مكة في طريقة إلى اليمن رأى في المنام أن يكسو البيت الحرام فكساه "الحصف" وهو نسيج من خوص النخيل، ثم رأى مرة أخرى أن يكسوه أحسن الأقمشة فكساه "الوصايل"، وقد أوصى "تبع" ولاته من بعده بكسوة البيت الحرام.
فما هي الوصايل التي كانت أول كسوة الكعبة؟ الوصايل لغة جمع "وصيلة" والوصيلة كما جاء في "القاموس المحيط" ثوب يماني مخطط. وعلى ذلك فالوصايل هي نوع من الأقمشة التي تنسج في اليمن في عصور ما قبل الإسلام، واستمر نسجها في العهود الإسلامية، ويتسم هذا النوع من المنسوجات في عدم وجود تصميم زخرفي تصميم زخرفي مسبق، وإنما تتم الزخرفة عن طريق استخدام خيوط ملونة "مصبوغة" تستخدم في خيوط السداء واللحمة بطريقة متصلة أو منفصلة مكلة نوعاً من الزخرفة أشبه بالزخرفة التجريدية في الفن الحديث، ولا نكاد نلمح تشابهاً بين قطعة وأخرى رغم أن الأسلوب الصناعي المستخدم في صناعة كل منهما واحد وهو أسلوب الوصايل.
ومن أشهر المنسوجات اليمنية أيضاً "البرود اليمنية" التي تمتعت بشهرة واسعة وخاصة في شبه الجزيرة العربية وخارجها. و "البرود" أو "أبراد" جمع "برد" بالضم وهو ثوب مخطط، وينسج من الكتان المصبوغ باصباغ يمنية محلية، خاصة ما يعرف منها باسم "الورس" وهو نبات عربي يعرف باسم "الزعفران" يعطي لون أصفر فاقع، وهو نبات يشبه السمسم، وكان الورس من الأصباغ النادرة التي يتم تصديرها من اليمن إلى بعض البلاد الأخرى لاستخدامها في الصباغة، وكانت جمال اليمن التي تحملها إلى الشمال تصفر لونها بتأثر لون أحمالها الغالية.
ولم يقتصر استخدام صناع النسيج في اليمن على الصباغة باللون الأصفر من بنات الورس ولكن استخدموا اللون الأحمر المستخرج من نبات الفوه، واللون الأزرق من نبات النيلة.
أما بالنسبة للمواد الخام اللازمة لصناعة النسيج في اليمن فهي الصوف والكتان والقطن، ويعتبر القطن من أهم المواد الخام التي استخدمت في عمل منسوجات الوصايل وذلك لقابليته لامتصاص مواد للصباغة، ورغم انتشار زراعة القطن باليمن فكان يستورد بعض الأقطان الجيدة من الهند.