النسيج الإسلامي في
النسيج الإسلامي في العصرين الأموي والعباسي:
كانت لمصر وإيران والعراق منذ قديم الزمان شهرة واسعة في إنتاج المنسوجات فضلاً عن الأقاليم البيزنطية في الشام وآسيا الصغرى. ولما انتشر الإسلام وانقضى دور الزهد والتقشف الذي سار العالم الإسلامي في بداية تاريخه بسبب كراهية الترف والملابس الحريرية، لقيت صناعة النسيج تشجيعاً خاصاً في الأقاليم الإسلامية المختلفة.
وانت تصدر هذه الدول المنسوجات إلى سائر الأقطار الإسلامية وإلى أوروبا والشرق الأقصى والي لاقت رواجاً كبيراً وشهرة واسعة في هذه الأقطار. ويدل على ذلك أسماء بعض أنواع الأقمشة التي مازالت محتفظة بأسمائها القديمة حتى الآن والتي كان بعضها يستعمل في العصور الوسطى، فالمنسوجات التي كانت تسمى باللغات الأوروبية Damasks قد اشتق اسمها من "دمشق" التي كانت مركز التجارة الإسلامية، والتي كان الغربيون ينسبون إليها كثيراً من البضائع التي كانت تباع فيها أو تستورد منها، مع أنها كانت في الحقيقة تصنع في أقاليم أخرى من العالم الإسلامي. وكلمة "موسلين" Muslin نسبة إلى الموصل التي كان الإيطاليون في العصور الوسطى يستوردون منها الأقمشة الحريرية ويسمونه Mussolina، وكذلك الأقمشة التي كان الأوروبيون يعرفونها باسم جرينادين Grenadines اشتقت اسمها من Granada أو غرناطة.