النسيج في مصر:
النسيج في مصر:
اشتهرت مصر منذ القدم بصناعة المنسوجات الكتانية. ولعل القطع التي عثر عليها في مقابر مرمدة بني سلامة (ترجع إلى ما قبل عصر الأسرات) تدل على ما تقدم تلك الصناعة إذ عثر على قطع كتانية خيوطها غاية في الدقة والاتقان من حيث النسج والغزل (الغزل تحويل أي مادة خام إلى خيوط)، ثم تطورت هذه الصناعة في العصر الفرعوني، ولعل اللفائف الكتانية الملفوف بها موميات قدماء المصريين خير دليل على هذا التطور في صناعة المنسوجات.
واستمر هذا التطور خلال عصور مصر التاريخية التي تلت العصر الفرعوني فأمدتنا المراجع التاريخية أنه كان يوجد نوع من النسيج ينسج في العصر البطلمي أطلق عليه لفظ بولميتا Polmita أي النسيج المركب. وفي العصر الروماني أنشأ الأباطرة مصانع الجنيسيم أي مصانع النسيج الملكي بمدينة ا لإسكندرية لكي تمد الإمبراطور وبلاطه بما يحتاج إليه من الأقمشة الكتانية التي اشتهرت بها مصر.
أما في ال عصر القبطي فقد انتشرت مصانع النسيج في جميع أقطار مصر، وذاع صيت مصر السفلى بمنسوجاتها ا لكتانية والعليا بمنسوجاتها الصوفية.
وقد قسم علماء تاريخ الفنون النسيج المصري منذ بداية هذا العصر إلى ثلاث فترات تاريخية معتمدين في ذلك على الأسلوب الزخرفي وعلى الشارات والأساطير المسيحية التي بدأت تظهر على النسيج المصري، وهذه الفترات هي:
الفترة الأولى:
الفترة الإغريقية الرومانية (القرن 1- 3م) Greek Roman Period ومن مميزاتها:
رسوم موضوعات وثنية ذات عناصر إغريقية رومانية مثل رسوم الآلهة (لوحة 224).
الرسوم قريبة من الطبيعة إلى حد كبير (لوحة 220).
تحوي مناظر تصويرية تمثل البطولة وكثيراً ما نجد رسم الفارس المدرع في موقف نزال وصراع مع حيوان مفترس، كما نجد نساء في هيئة راقصات، وكثيراً ما نجدهن مرسومين مع المحاربين بالتبادل (لوحتا 222- 225).
رسوم أوراق وعناقيد العنب (شكل )، وأحياناً يتخللها رسوم صبية ورجال يحملون سلالاً (لوحة 223).
الرسوم الحيوانية يكثر فيها رسم الفرس والكلب والأرنب، هذا إلى جانب الحيوانات الخرافية وأهمها الكنتور (جسم فرسص ورأس آدمي) (لوحة 222).
أحياناً تقتصر الزخارف على الرسوم الهندسية البحتة وقد رسمت هذه الخطوط في أشكال تصميمات بلغت في غاية ا لدقة والإبداع (لوحة 226).
قاصرة على استعمال اللون الواحد إما الأرجواني الداكن أو الكحلي.
الفترة الثانية: (القرن 4- 5م).
فترة الانتقال Transition Period:
ومن أهم مميزاتها:
الرسوم الآدمية والحيوانية تنقصها الحركة، وقربها من الطبيعة (لوحتا 227- 229).
دب شيء من الإهمال وعدم الدقة وبعض التحوير في العناصر الهندسية والنباتية.
كثرة استعمال الأساطير والرموز المسيحية- نظراً لانتشار المسيحية والاعتراف بها كديانة رسمية- وخاصة الصليب (لوحة 230)، وكان الصليب يرسم في كثير من الأحيان على هيئة العلامات الهيروغليفية (عنخ) (لوحة 231) وهي علامة الحياة عند المصريين القدماء وهو عبارة عن صليب ضلعه العلوي ينتهي بعروة.
كثرة استعمال الرسوم النصفية في وسط الموضوع الزخرفي (لوحتا 228- 241).
وجود رسم فارس وحيد (لوحتا 232- 233) ولعله حلقة متطورة من الصياد الفارس الفارس المألوف في الفترة الأولى بعد فصله من مناظر الصيد.
تعدد الألوان بعد أن كانت قاصرة على استعمال اللون الأرجواني الداكن أو الكحلي، كما نرى استعمال الظل في هذه الألوان أي تدرج اللون من الفاتح إلى الغامق.