الهند الإسلامية
الهند الإسلامية
أضاء الإسلام بلاد الهند، وعمَّ نوره كل جزء فيها، منذ أن بدأ السلطان محمد الغزنوي فتوحاته العظيمة في الهند سنة (392هـ = 1001م)، وأسَّس بها حكمًا إسلاميًّا، امتد لأكثر من ثمانية قرون، تعاقبت في أثنائها الدول والأسر الحاكمة، ونَعِمَ الناس بالعدل والسلام، والأمن والحماية، والرقي والحضارة، وسادت سياسة التسامح مع الهندوس، وتجنب التعصب والطائفية بين أبناء الهند جميعًا.
غير أن هذه السياسة المتسامحة لم تَلْقَ قبولاً عامًّا من قبل كثير من الهندوس المتعصبين الذين لم يروا في الحكام المسلمين إلا غُزاة فاتحين، استولوا على أرضهم وثرواتهم، ومن ثم بدءوا يكيدون للمسلمين ويثيرون الفتن والقلاقل، وينتهزون الفرص للثورة في وجوههم.
الإنجليز يحتلون الهند
وظل الأمر على هذا النحو، حتى استولى الإنجليز على الهند في القرن الثالث عشر الهجري، فتغيَّر الوضع، وحلَّت سياسة جديدة، رسمها الإنجليز للسيطرة على مقاليد الأمور في الهند، وفَقَد المسلمون ما كانوا يتمتعون به من سلطة وجاه، واحتكام إلى الشرع الحنيف في كل أمور الحياة.
وعمد الإنجليز إلى تغيير الطابع الإسلامي لبعض مناطق الهند ذات الأهمية الكبيرة؛ حتى يسهل عليهم إحكام سيطرتهم على باقي المناطق الإسلامية، مثل منطقة "دلهي"، ومدينة "أجرا" أكبر مدينة بعد دلهي، فأخذوا يهجّرون الهنود إلى منطقة دلهي وما حولها من مناطق، وأفصحوا عن سياستهم المعادية لكل ما هو إسلامي في الهند، فحاربوا التعليم الإسلامي في الكتاتيب والمساجد والمدارس، واستولوا على الأوقاف الخيرية التي كانت تقوم بتمويل التعليم الإسلامي، وفي الوقت نفسه سعوا إلى تعليم الهندوس ليتولوا فيما بعد المراكز الإدارية العليا في الهند.