امتصاص الرطوبة :
امتصاص الرطوبة :
تعتبر قدرة الشعيرات على امتصاص الرطوبة أحد العوامل المؤثرة على خاصية الراحة ، كما تعتبر الملابس القطنية من الملابس المريحة فهي تمتص العرق من الجسم وتساعد على تبخره لتعمل على تنظيم درجة حرارة الجسم فتظل ثابتة وبالتالي يشعر الجسم بالراحة سواء في الجو البارد أو الحار 0 وهذا يدل على مدى خطورة استخدام ملابس ليس ليها القدرة على امتصاص وتبخر العرق بالقدر الكافي مما يؤدي إلى إتاحة الفرصة للإصابة بالأمراض الفطرية والأمراض الميكروبية كما يساعد البكتريا على مهاجمة سطح الجلد مما ينتج عنه الإصابة بالأمراض الجلدية بالإضافة إلى وجود رائحة كريهة 0
ورغم ان الجسم في الجو البارد يكون معزولا عن الجو عن طريق الملابس لتقليل معدل الفقد الحراري ولكن يجب إلا تمنع التخلص من الرطوبة لاسيما إذا كان الجسم يتحرك كثيرا وبالتالي يفرز كمية من العرق ،لذلك يجب أن تكون الملابس المستخدمة فبهذه الحالة ذات قدرة عالية على امتصاص الرطوبة من الجسم وأخراجها للجو 0
ونظراٌ لوجود علاقة قوية بين الرطوبة النسبية ومعدل بخر المياه فإن المحتوى الطبيعي للرطوبة داخل الأقمشة يختلف باختلاف الرطوبة النسبية 0
وخاصية امتصاص الرطوبة تؤثر على قابلية الأقمشة للغسيل والتنظيف كما تؤثر على سهولة الصباغة ، كذلك فالشعيرات التي تمتص الرطوبة بسهولة تعطي أقمشة مريحة الملبس حيث ان جسم الإنسان يخرج بصفة مستمرة كمية من العرق يجب ان تتبخر من سطح الجلد لتعمل على تنظيم درجة حرارة الجسم لتظل ثابتة ويشعر الجسم بالراحة سواء في الجو البارد أو الحار 0
والعرق من العوامل الهامة التي يجب ان تأخذ في الاعتبار عند تصميم الملابس والتي يجب ان تتوافر فيها العوامل الصحية المناسبة ، حيث يقوم العرق بمساعدة الكليتين في عملهما ، والوظيفة الأساسية للعرق هي تنظيم درجة حرارة الجسم وإذا ضعفت فرصة البخر للعرق فإن ذلك سيعوق تنظيم درجة حرارة الجسم وعند استخدام منسوجا يمنع أو يقلل تبخر العرق فقد يؤدي ذلك إلى :
1- الشعور بعدم الراحة ، وإذا استمر البخر فقد ترتفع درجة حرارة الجسم وتزيد فرصة الأصابة ببعض الأمراض مثل ضربة الحرارة ( الإجهاد الحراري ) مع أثارها الخطرة التي قد تؤدي إلى الوفاة
2- مع ارتفاع درجة حرارة الجسم وعدم قدرة العرق على التبخر فإن ذلك يدفع مراكز تنظيم الحرارة إلى زيادة العرق أكثر فيؤدي ذلك إلى زيادة فقد الماء أو أملاح كلوريد الصوديوم التي يحتوي عليها العرق بنسبة كبيرة مما يؤدي إلى نقص خطير في هذا الملح الحيوي في جسم الإنسان 0
3- زيادة العرق مع عدم إمكان تبخره يؤدي إلى زيادة نسبة الرطوبة في طبقة الكيراتين التي تغطي الجلد مما يضعف مقاومتها وتصبح أكثر عرضة لأن يهاجم الفطريات وطبقة الكيراتين تمنع امتصاص كثير من المواد التي قد تكون ضارة فإذا زادت نسبة الرطوبة فيكون احتمال امتصاص هذه المواد أكثر 0
4- الملابس التي تحجز كمية من الرطوبة العالية تؤدي إلى اتسام المسام العرقية مع حدوث طفح جلدي قد يتضاعف بحدوث دمامل 0
وهناك كثير من العوامل المتعلقة بامتصاص الأقمشة للرطوبة وهذه العوامل هي :-
1- راحة الجسم أي الشعور بالبرودة وتلطيف درجة حرارة الجسم نتيجة لامتصاص قليل من العرق
2- مشاكل الكهربة لأنها تكون محتوية على قليل من الرطوبة التي تساعد على إزالة الشحنة الموجودة بسطح الشعيرة
3- المقدار المأخوذ من الماء ، فالألياف الطاردة تنكمش قليلا عندما تغسل بينما الألياف الماصة تنكمش أكثر منها 0
ومن أهم العوامل الرئيسية التي تؤثر في امتصاص العرق والرطوبة :-
1- نفاذية النسيج لمرور بخار الماء أي انتشار الرطوبة خلال النسيج
2- قدرة النسيج على امتصاص الرطوبة فيزيقيا داخل الشعيرات وميكانيكيا بين الشعيرات وبين الخيوط
3- الحرارة المتولدة نتيجة امتصاص الرطوبة داخل الشعيرات
4- استعداد الأنسجة للجفاف
وخاصية الامتصاص أحد العوامل الهامة التي يمكن بواسطتها تحديد أنسب الأقمشة للاستخدام بالإضافة إلى أنها تدخل في تحديد مدى ملائمة الأقمشة من حيث اكتساب المرتدي الراحة 0
وتتأثر قدرة الأقمشة المنسوجة على امتصاص الرطوبة على عدة عوامل أهمها :_
1- الكثافة النسجية
أن عملية انتقال بخار الماء نشبه نفاذية الهواء فهي شديدة الارتباط بكثافة الأقمشة المنسوجة حيث تسمح الأقمشة المزدحمة الكثافة بانتقال القليل من بخار الماء حيث أنه كلما زادت نسبة كثافة الأقمشة انخفضت نفاذيتها للرطوبة وكلما زادت نسبة الفراغات داخل التركيب النسجي زادت نفاذيتها للرطوبة 0
نمرة الخيط
كلما كانت مساحة السطح النوعية للألياف كبيرة أي كلما كانت الشعيرات رفيعة كلما كان لها القدرة على سرعة امتصاص الماء والصبغة
التركيب النسجي
كلما زادت نسبة الفراغات داخل التركيب النسجي زادت نفاذيتهما للرطوبة لذلك تصميم أقمشة الملابس ذات الشعيرات الصناعية بتراكيب نسيجية مفتوحة لأن التركيب النسجي المفتوح يعمل على انتقال رطوبة الجسم إلى الجو عن طريق المسافات البينية الواسعة بغير الحاجة إلى امتصاص الرطوبة في الشعيرات ذاتها 0
ونجد ان النسيج السادة 1/1 يعطي أقل معدل للامتصاص بالنسبة للتراكيب النسجية المستخدمة كالأطلس والمبارد ويرجع ذلك إلى طبيعة التركيب النسجي وكثرة التقاطعات في النسيج السادة مما يؤدي إلى كثافة التركيب البنائي وبالتالي يعوق سريان أو امتصاص الماء خلال ألألياف 0
ويلاحظ أن الأنسجة القطنية والصوفية لها تقريبا نفس درجة النفاذية للرطوبة ( ويزيد الصوف قليلا) وهذه النفاذية أضعاف نفاذية الأقمشة الصناعية مثل النايلون والداكرون لاسيما في حالة الأقمشة ذات الكثافة العالية أما في حالة الأقمشة ذات الكثافة المنخفضة حيث نسبة الشعيرات حوالي 20% من الحجم الكلي للنسيج فإن الأنواع المختلفة من الشعيرات النسيجية ( قطن – صوف – نايلون – داكرون ) تعطي تقريبا نفس درجة نفاذية الرطوبة ويرجع ذلك لانتشار الرطوبة أساسا خلال الفجوات حيث المقاومة بسيطة 0
والسبب في أن الأقمشة القطنية والصوفية ذات الكثافة العالية لها نفاذية للرطوبة أعلى من النايلون والداكرون هو ان انتشار الرطوبة في الحالة الأولى يكون خلال كل من الشعيرات ذاتها والمسافات البينية للشعيرات بالإضافة إلى ان طبيعة تكوين الأقمشة القطنية في فصل الصيف يسمح بفقد الحرارة من خلال الملبس بالإشعاع أو تيارات الحمل وأيضا بالتوصيل مما يجعل القماشة في حالة امتصاص لماء العرق وامتصاص له خارج الخامة باستمرار ولهذا نطلق على الأقمشة القطنية بالأقمشة الباردة التأثير وهذا التأثير يتم عند امتصاص الخيط القطني ويبلغ الانتفاخ أقصاه بنسبة 2% وتؤثر هذه الزيادة العرضية في الطول الذي ينكمش وفي هذه الحالة يلتصق القماش بالجسم ماصا لماء العرق 0 أما في الحالة الثانية ( النايلون والداكرون ) فإن انتشار الرطوبة يكون خلال المسافات البينية فقط لأن الشعيرات ذاتها لا تمتص الرطوبة إلا بدرجة بسيطة 0