بيئة التعلم
بيئة التعلم (Learning Environment):
وبعد عرض ميادين تكنولوجيا التعليم والتحليل المنظومى لها وبعض تضميناتها على بيئة التعلم، فإن الموقف يتطلب الآن رسم الحدود المناسبة لمفهوم بيئة التعلم حتى يمكن توصيف الدور أو الأدوار التي يمكن أن تقوم بها تكنولوجيا التعليم في إثرائها بالتوظيف فيها، فيعرفها قاموس التربية (Good, 1973, p. 214) على أنها "الوضع والشروط التى تخلق مناخ التعلم"، وهو تعريف عام يصعب الانطلاق منه، ويعرفها "هينك" وزملاؤه بأنها - أى بيئة التعلم - "لا تقتصر على مكان التعلم بل تضم الطرق والوسائط التعليمية والأجهزة التى نحتاج إليها لنقل المعلومات وتوجيه وإرشاد المتعلم" (Heinich et al., 1999, p. 17)، وهذا تعريف ضيق لبيئة التعلم، فبيئة التعلم لا يمكن حصرها في حدود المستوى المصغر باعتبارها موقف تعلم يتضمن تفاعل متعلم مع مصدر أو أكثر من مصادر التعلم لتحقيق هدف تعليمي، لأن ذلك سيؤدى إلى فهم ضيق لتكنولوجيا التعليم يحصرها فى إطار عملية تهيئة لمجموعة مواقف لإثراء التعلم، وهذا يتعارض مع كونها علماً متخصصاً من العلوم التربوية ـ على النحو الذى تم عرضه، مما يتطلب ضرورة فهم بيئة التعلم باعتبارها كياناً ديناميكياً مكبراً له أسس تصميمية وعوامل تطبيقية توظيفية في التطوير التعليمى، حيث إنه يمكن تحسين التعليم تحسيناً كبيراً بواسطة توظيف تكنولوجيا التعليم الحديثة؛ وإذا ما أحسن استخدامها تحقق أكثر أنواع التعلم تأثيراً وفائدة (فتح الباب عبد الحليم، 1991، ص7)، ولكن "هانافين" وزملاءه قد تناولوا بيئة التعلم برؤية متكاملة تضم خمسة أسس وافتراضات تصميمية: سيكولوجية وتعليمية/تدريسية وتكنولوجية وثقافية وبرجماتية فى تصميم منظومات التعلم (Hannafin et al., 1997)، وهذا التوجه يتمشى مع طبيعة تكنولوجيا التعليم، ولكنه لا يتضمن عوامل التطبيق والتوظيف فى بيئة التعلم، وهذا ما سيقوم به الباحث لكى يصل إلى نموذج شامل لبيئة التعلم بوصفها شبكة معقدة من الأسس التصميمية والعوامل التطبيقية التوظيفية،حتى يلائم طبيعة بيئة التعلم.