تعريف الفن
الفن يمكن تعريفه على أنه إعادة خلق أدوات الطبيعة والوجود بزاوية جديدة ورؤية جديدة أو الفن هو صياغة لمعان الحياة في إطار من التشكيل الفني الدائم المتغير المتنوع أو أن الفن هو نوع من محاكاة كل ما هو مثالي وكل ما هو جميل وغيرها من التعاريف المختلفة 0 ويعتبر تطهير النفس هو أهم وظائف الفن والقيمة في الفن تتحدد بمدى الالتزام فيه
و يشير الفن إلى عملية إبداعية تستهدف الوصول إلى هدف محدد وبواسطة عناصر متعددة ، أما العمل الفني فهو الناتج المادي " الفيزيقي " لهذه العملية 0
والفن هو نوع من المثل والمحاكاة للموجودات ومن شأن الفن أن يكون أداة للتحرر المؤقت من الألم والفن أداة للمعرفة والعرفان ووسيلة للحكمة والعلاج النفسي وهو ضرب من التعاطف مع الموجودات كما أن الفن في رأيه هو حدس يستولى على الذات العارفة فيجعلها تتطابق مع موضوع معرفتها على نحو شبه صوفي
ومن خلال الفن تجد الإرادة الإنسانية التي لا يهدأ ولا يقر لها قرار حالة مؤقتة من الهدوء وحيث ان الجمال في الفن محرر أو مطهر للعقل 0 فهو ليسمو بنا إلى لحظة تعلو على قيود الرغبة وتتجاوز حدود الإشباع وهما ( الإشباع والرغبة ) من الشروط الملازمة والمألوفة في الحياة العادية
فإن الخلاص من إرادة الحياة لا يكون إلا بالفن الذي هو تأمل حد ومعرفة متحررة والفنون تتفاوت فيما بينها بقدر ما تكشف عنه من مضمون معرفي بالنسبة لحقيقة الوجود0
والفن له خاصية تختلف عن العلوم الأخرى وهي الميل إلى التمرد والتفرد حيث يدفعا الفنان على تحقيق غروره في العمل الفني وهو مبعث التراكم والثراء في العمل الفني 0 والفن يعمل دائما على صياغة الحياة صياغة جديدة وتصنيف على الآن زمنا أخر
والعمل الفني هو ما لا يكون هدفه قاصرا على أداء وظيفة عملية ، بل يضم اليهما ، أو يتعداها إلى تحقيق قيمة معنوية ، أو قد يكون هدفه فقط هو تلك القيمة المعنوية دون الفائدة العملية 00 هذه القيمة المعنوية تنعكس على مستخدم الشيء أو الرائي أو المستمتع 00 ويندرج كل هذا تحت أسم " الفن "
هذا التعريف يقودنا إلى التعرض للخلط السائد عندنا بين فروع الفن المختلفة وبين بعض الاصطلاحات المتداولة فيما يتعلق بالفن 000 فالفن كما هو وارد في هذا التعريف يمكن ان يميز العمل الفني عن العمل غير الفني كما يمكن ان يتحقق الفن في صور مختلفة من الأعمال ، فحاجة الإنسان إلى ما ييسر له الحياة دعته إلى اختراع مصنوعات هدفها فقط تحقيق الوظيفة العملية 0 في تنفيذ مخترعاته هذه لجأ الإنسان إلى المعلومات المتاحة لديه عن الخامات المختلفة ، وأفضل الطرق لتشغيلها ، أي إلى ما يعرف بالتكنولوجيا 00 أما تنظيم هذه المعلومات التكنولوجية المتاحة واستخدامها للحصول على المنتج المطلوب بحيث يحقق الهدف العملي المطلوب منه ، وفي شكل سيهج نفس الرائي والمستخدم فهذا هو التصميم Design ، وهو الاصطلاح الحديث الذي حل محل " الفنون التطبيقية " 0 أما ما ينتجه الإنسان بلا غاية نفعية عملية ، ولكنه يحوي تلك القيم الروحية ، فهو يندرج تحت أسم " الفن "
أن كل عمل يعتبر به الإنسان عن انفعاله بالكون والحياة 00 ويكون تعبيره ايقاعيا 00 مبتكرا 00 ويمكنه ان يثير عند الرائي أو المستمتع انفعالا به 00 فهو فن ، فالتصوير والنحت والموسيقى والشعر والمسرح والسينما فنون تشترك في هذا الوصف ولكنها تختلف في وسيلة التعبير 0
و قد اصطلح على أن تسمى الفنون التي يستخدم في إنتاجها خامات ومواد يغلب عليها صفة البقاء على مضي الزمن " الفنون التشكيلية أو فنون الرؤية سواء كان تصميما ( فنون تطبيقية ) ، أو فنون جميلة 0 أما الفنون التي غالبا ما يكون الاستمتاع بها موقوتا بالفترة الزمنية التي تؤدي فيها ، مثل الموسيقى والباليه فتسمى بالفنون الدرامية .
نقول ان هذا التقسيم يعتمد على الطابع الغالب على كل فرع ، ولكنه ليس الحد الفاصل بين مكل فرع والآخر ، خصوصا بعد استخدام الوسائل العصرية في التسجيل والحفظ ، فالموسيقى مثلا يمكن ان تستمر على مر من ويعاد الإنصات إليها مرات ومرات على شريط التسجيل ، أو الفيديو 00 ولأنه من الصعب في معظم الأحيان رؤية أعمال التصوير الأصلية في المتحف الذي تستقر فيه أو المكان الذي نفذت به ، فمن المألوف الآن تسجيلها على شرائح ملونة أو أشرطة فيديو أو اسطوانات الكمبيوتر أو الميكروفيش حيث تحتاج إعادة رؤيتها إلى أجهزة خاصة لزمن محدد 000 كذلك فإن المسرح يجمع بين النوعين من الفنون المسموعة والفنون المرئية بما يحويه من مناظر خلفية وإضاءة ومؤثرات 0
على أي حال فمع ذوبان الحدود الفاصلة بين أنواع الفنون في العصر الحديث فإن استخدام كلمة " فن " ( art) وحدها تثير غالبا إلى الفنون التشكيلية 0 وتاريخ الفنون يهتم غالبا بالتشكيلي منها ، أما بقية نوع الفنون فتاريخ كل منها يحمل غالبا – أسمها الخاص مثل " تاريخ السينما ن وتاريخ الموسيقى ، 00 الخ حتى تاريخ الفنون الحالي نفسه مازال عرضه لانسلاخ بعض ما كان فروعا له لتصبح " تواريخا" قائمة بذاتها ، مثل " تاريخ العمارة " و " تاريخ التصميم و تاريخ النحت