جدية التحويل الى التعليم الالكتروني
جدية التحويل الى التعليم الالكتروني
بعد انعقاد – المؤتمر العالمي للتعليم للجميع – في تايلاند عام 1998 تزايد الطلب(32 ) على العلم نتيجة عوامل اقتصادية واجتماعية وتقنية وبالذات ما يخص تلبية سوق العمل بالتخصصات والمهارات والخبرات اللازمة اذ لا تستطيع غالبية الدول بما لديها من مؤسسات تعليمية تلبية ذلك اما لقلة عددها أو لنقص في جاهزيتها ومواكبتها للثورة الالكترونية ، لهذا تم اللجوء الى مؤسسات تعليمية مفتوحة تعمل على توفير بيئة تعليمية ذات تكلفة ضئيلة باستخدام تقنيات متواضعة مثل الكتب والأشرطة الصوتية والمرئية والراديو والتلفزيون .
بدأت منذ سنوات عديدة الغاء المسافات ما بين الطلاب والجامعات عبر المراسلة(33) التقليدية ومن ثم الالكترونية وقد سمح التطور التكنولوجي الذي شهده العالم في السنوات القليلة الماضية بتطور هذا المفهوم ليأخذ بعدا جديدا هو التعليم الالكتروني المتكامل الى أقصى أبعاده حين أصبح بالامكان خلق بيئة افتراضية متكاملة لتقديم وتطوير كل العمليات الاكاديمية والادارية للطالب بشكل الكتروني متزامن . كما وبدأت عملية انتشار المعلومات وتوسيع سبل وطرائق انتشار التعليم والتعلم تزدهر وتنمو وتتطور حينما طويت المسافات حول العالم نتيجة شبكات المعلومات والاتصالات وتطور وسائلها ولقد بدا واضحا بازدهار الثورة الالكترونية من جراء استخدام الشبكة العالمية – الانترنت- التي زودت بمؤثرات تفاعلية " اضافة للصورة والنص المكتوب " تجاوزت تقنية الحوار(34) والمناقشات المباشرة ، حيث تتم عملية التفاعل هذه من خلال الحاسوب وملحقاته من تجهيزات ووسائط متعددة تعمل على نقل الصوت والصورة وبرمجيات التواصل التفاعلي وتخزين البيانات والمعلومات وأرشفتها اذ يدخل المحاضر حجرة مجهزة بتقنية الاتصالات ويلقي محاضراته أمام عدسة كاميرا فيديو وكأنه أمام طلاب عاديين ثم تحفظ بعدها في ملف فيديو بعد اجراء تعديلات ومداخلات عليها .
لقد عكست نتائج استطلاع الرأي(35 ) الذي ضم 90% من الذين لهم صلة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العالم العربي والذي أجري في القاهرة ونيويورك (36) في نيسان 2001 تفاؤلا ملحوظا نسبته 57% حول الوضع الحقيقي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العالم العربي وآفاق تطوره ، كما وأبدى المشاركون في المؤتمر العربي للمعلومات والتكنولوجيا المنعقد في القاهرة في آذار 2001 تحت عنوان " تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العالم العربي – نحو آفاق جديدة " بآرائهم حول مدى جديد هذه التكنولوجيا وامكانية تطبيقها . ان المتتبع للندوات والتحقيقات التي تجري في دول العالم العربي في الفترة الأخيرة بين الحين والحين يرى أن غالبية الحكومات العربية تدعم كافة الأنشطة المعلوماتية وتعمل على توفير خدمات شيكة الانترنت .