حامد ندا
حامد ندا
أما حامد ندا كانت بدايته شديدة الشبه بالجزار ، ولعله كان أسبق منه إلى ارتياد ذلك العالم الغريب الملء بالخرافة والذهول والمأساة الإنسانية في قاع المجتمع ، وتحمل رسومه الأولى في أوائل الأربعينات تعبيرا فجا عن تلك المخلوقات التي كانت بشراٌ ، وهي تتطلع حول أضرحة الأولياء وحلقات الذكر وتعاني الجوع والفقر 0 وكان أسلوبه في التعبير أقرب إلى الأسلوب النحتي ، حيث تبدو شخصياته كتماثيل حجرية تتلاشي فيها التفاصيل الواقعية ويصبحون كتلا صماء لكن عيونهم تصرخ بالشكاية والألم ، واتخذ مساراٌ مختلفا منذ الستينات ، حيث اختار سبل البحث في الرموز الجنسية المجردة ، وفي جماليات لغة تشكيلية جديدة مستلهما أشكال من الفن المصري القديم ، والفنون الزنجية تارة أخرى ، واتجه تدريجيا إلى فن يشبع المتعة الحسية والبصرية 0