تحريم الغيبة
تحريم
الغيبة والأمر بحفظ اللسان
1- قال الله تعالي (ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم إن يأكل لخم أخيه ميتا
فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم ) سورة الحجرات أية 12 وقال تعالي (ولاتقف
ماليس لك به علم ،إن السمع والبصر والفؤاد كل اؤلئك كان عنه مسئولا ) سورة الإسراء
أية 36 وفال تعالي ( ما يلفظ من قول إلا
لديه رقيب عتيد )
2- عن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم (من كان يؤمن
بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) متفق عليه
3-عن أبى موسى ألا شعري رضي الله عنه قال : فلت يا رسول الله أي المسلمين
افضل ؟
قال ( من سلم المسلمون لسانه ويده ) متفق عليه
4-عن أبى هريره رضي الله عنة قال : قال رسول الله صلي الله صلي وسلم ( من
وقاه الله شر ما بين لحييه ، وشر ما بين رجليه دخل الجنة ) رواه الترمذي وقال حديث
حسن
5- عن أبى عبد الرحمن بلال بن الحارث المزني رضي الله عنه ان رسول الله
صلي الله عليه وسلم قال ( أن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالي ما كان يظن
ان تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه إلى تلقاه ، وان الرجل ليتكلم بالكلمة من
سخط الله ما كان يظن ان تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه ) رواه
مالك في الموطأ الترمذي ، وقال حديث حسن صحيح
5- وعن سفيان بن عبد الله رضي
الله عنه قال : قلت يا رسول الله حدثني بأمر اعتصم به قال :(قل ربي الله ثم
استقم ) قلت يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي ؟
فاخذ بلسان نفسه ثم قال : (هذا ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
6-وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (
لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله : فأن كثرة الكلام بغير ذكر الله تعالي قسوة للقلب
وان ابعد الناس من الله القلب القاسي ) رواه الترمذي
7-وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله ما النجاة ؟ قال
: ( امسك عليك لسانك وليسعك بيتك ، وابك علي خطيئتك ) رواه الترمذي وقال حديث حسن
8- عن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : (
إذا اصبح ابن أدم فان الأعضاء كلها تكفر اللسان تقول : اتق الله فينا فانما نحن بك : فان استقمت استقمنا ، وان اعوججت
اعوججنا ) رواه الترمذي
9-عن معاذ رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة
ويباعدني من النار ؟ قال : لقد سالت عن عظيم ، وانه ليسير علي من يسره الله تعالي
عليه : تعبد الله لا تشرك به شيئا , وتقيم الصلاة , وتؤتي الزكاة , وتصوم رمضان ،
وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا , ثم قال : (ألا أدلك علي أبواب الخير ؟ الصوم
جنة , والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ
الماء النار, وصلاة الرجل من جوف الليل ثم تلا ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع
سورة السجدة الآية 16 ثم قال : ألا أخبرك براس الأمر وعموده وذروه سنامه ) قلت بلي يا رسول الله ,
قال ( رأس الأمر الإسلام , وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد ) ثم قال ألا أخبرك
بملاك ذلك كله ) قلت بلي يا رسول الله ، فاخذ بلسانه وقال( كف عليك هذا) قلت يا
رسول الله ، وانا لمؤاخذون بما نتكلم به .؟ فقال : ثكلتك أمك وهل يكب الناس في
النار علي وجوههم إلا حصائد ألسنتهم ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
10- عن أبي هريرة رضي الله عنه إن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : (
أتدرون ما الغيبة ؟) قالوا : الله ورسوله اعلم قال (ذكرك أخاك بما تكره ) قيل افرايت ان كان في
أخي ما أقول ؟ قال : ( إن كان فيه ما تقول فقد اغتبه , وان لم يكن فيه ما تقول فقد
بهته ) رواه مسلم
11-عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت للنبي صلي الله عليه وسلم حسبك من
صفية كذا وكذا . قال بعض الرواة : تعني قصيرة فقال : ( لقد قلت كلمة لو مزجت بماء
البحر لمزجته , قالت : وحكيت له إنسانا أي حكيت له حركة إنسان يكرهها فقال : ( ما
احب اني حكيت إنسانا وان لي كذا وكذا ) رواه أبو داوود و الترمذي وقال حديث حسن
صحيح
ومعني مزجته خالطته مخالطة يتغير بها طعمه أو ريحه لشدة نتنها وقبحها وهذا
الحديث من ابلغ الزواجر عن الغيبة .قال الله تعالي :( وما ينطق عن الهوي ان هو إلا
وحي يوحي )
11-وعن انس رضي الله عنه : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( لما عرج
بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟
قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم ) رواه أبو داوود
12-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
(تجدون شر الناس يوم القيامة ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه ) متفق
عليه
تحريم سماع الغيبة أمر من سمع غيبة محرمة بردها والإنكار علي قائلها فان
عجز أو لم يقبل منه فارق ذلك المجلس إن أمكنه
قال الله تعالي ( وإذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه ) سورة القصص آية 55
وقال تعالي ( والذين هم عن اللغو معرضون ) سورة المؤمنون الاية 3
وقال الله تعالي ( ان السمع والبصر والفؤاد كل اؤلئك كان عنه مسئولا )
سورة الاسراء أية 36 وقال تعالي ( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فاعرض عنهم
حتى يخوضوا في حديث غيره , واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكري مع القوم
الظالمين )
وعن أبى الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلي الله وسلم قال : ( من رد عن
عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن
تحريم النميمة وهي نقل الكلام بين الناس علي جهة الإفساد
قال الله تعالي ( هماز مشاء بنميم ) وقال تعالي ( ما يلفظ من قول إلا لديه
رقيب عتيد ) سورة ن آية 11 وقال تعالي ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) سوره
ق أية 18
1-وعن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( لا
يدخل الجنة نمام ) متفق عليه
2-عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلي الله عليه وسلم : مر
بقبرين فقال : انهما يعذبان , وما يعذبان في كبير ! بلي انه كبير : أما أحدهما
فكان يمشي بالنميمة , واما الآخر فكان لا يستتر من بوله ) متفق عليه . وهذا لفظ
إحدى روايات البخاري
اليقيـن
اليقين هو التصديق الجازم الذي لا يعتريه ريب ، وهو ازاحة الشك ، وبه
بلغ عباد الله
الصادقيق مراتب عليا ومقامات رفيعة عند الله تعالي . واليقين في أربعة:
وجود الله سبحانه وتعالي ، والقرآن الكريم، والاسلام خاتم الرسالات الالهية، والموت. واليقين في جوهره نور يودعه قلب عبده
المؤمن حيث الصفاء والنقاء والثقة بالله واليقين بما يأتيه من عند الله.
اليقين هو التصديق الجازم، أي التصديق الذي لا يعتريه ريب، هو إزاحة
الشك، وبه بلغ عباد الله ا لصادقين مراتب عليا ومقامات رفيعة عند ا لله تعالى،
لأنهم وقفوا علي حقائق التوحيد لله سبحانه وتعالى دون أدنى ارتياب، مصدقين
بالغيبيات وملتزمين بالعبادات، يرون التوكل على الله في أمور الحياة مع الأخذ
بالأسباب أسمى الغايات، كما يرون في حسن الأخلاق وجمالها جوهر السلوكيات. والقرآن
العظيم هو قمة اليقين، كما قال الله سبحانه وتعالى: ( وانه لحق اليقين ) ( الحاقة: 51 ) وباليقين
صارت أحوال المؤمنين الصادقين خير . واليقين بالله في كل شيء هو من استمدادات
الولاية الواضحة، وقد ورد لفظ اليقين في القرآن الكريم في قوله تعالى: ( واعبد ربك
حتى يأتيك اليقين ) ( الحجر: 99 ) واليقين في أربعة: وجود الله سبحانه وتعالى،
والقرآن الكريم، والإسلام خاتم الرسالات الإلهية، والموت ولقد قسم علماء الصوفية
اليقين إلى ثلاثة أقسام: أولا: علم اليقين: هو العلم الكوني أو العلم الإلهي الذي
لا ريب فيه، وهو منحة ربانية يحظى بها الأولياء والصالحون، والمقربون، والصديقون
عن طريق الإلهامات، والتجليات، والفتوحات،
والكشوفات، والمشاهدات، والفيوضات، والرؤى
. وهذا العلم سر من الأسرار يودعه الله قلب عبده المخلص، وهو علم وهبي وسيلته
البصيرة، ويختلف عن العلم الكسبي، الذي وسيلته الإبصار والذي يحصل السالك عليه
بالمجاهدة والنظر بطريق العلم والتلقين . أما العلم الوهبي، فهو علم يقيني وهو هبة
أو منة إلهية يهبها الله لمن يشاء من عباده. ولقد ذكر هذا العلم الإلهي اللدني في
آيات عديدة ( فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه
رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما ) ( الكهف: 65 ) ثانيا: عين اليقين:
يرى أئمة الصوفية أن عين اليقين هو العلم اللدني ذاته أو الهبة الربانية نفسها،
وعين اليقين واردة في القرآن الكريم في قوله تعالى: ( كلا لو تعلمون علم اليقين (5) لترون الجحيم
(6) ثم لترونها عين اليقين (7) ) ( التكاثر: 5-7 ) ثالثا: حق اليقين: هو منتهى
غاية الواصلين للعلم الإلهي، فهو الصدق اليقيني الذي يشهده السالكون في المقامات
العليا، ويراه الشيخ الأكبر( ابن عربي) هو ما حصله ا لمريد الصادق من العلم حسب
مجاهداته وإخلاصه وطاعته وصدقه بل حسب ما قدر له ا لله أن يعاين ويشاهد من العلوم
الإلهية التي هي فضل من عند الله . هذه هي أقسام اليقين عند الصوفية، ولقد قيل عن
اليقين أنه إذا وصل إلى القلب يملؤه نورا، وينفى عنه كل ريب، ويمتلئ به شكرا ومن
الله تعالى خوفا . واليقين بهذا المعنى هو استقرار العلم الذي لا ينقلب ولا يحول
ولا يتغير في القلب، وقال ابن عطاء: ( على قدر قربهم من التقوى أدركوا ما أدركوا
من ا ليقين، وأصل التقوى مباينة النهى، ومباينة النهى مباينة النفس، فعلى قدر
مفارقتهم للنفس وصلوا إلى اليقين) ولقد قيل أن هناك ثلاثة أوجه من أعلام يقين
اليقين وهى: النظر إلى الله تعالى في كل شيء، والرجوع إليه في كل أمر، والاستعانة
به في كل حال .وابتداء اليقين هو ا لمكاشفة، وصحة اليقين في ثلاث: سكون القلب إلى
الثقة بالله تعالى، وإنفاذ أمر الله تعالى، والوجل من سابق العلم:
ولليقين أول وأخر .. فأوله الطمأنينة وأخره إفراد الله تعالى بالكفاية:
قال تعالى: ( أليس الله بكاف عبده ) ( الزمر: 36 ) قال تعالى: ( يأيها النبى حسبك
الله ومن اتبعك من المؤمنين ) ( الأنفال:
64 ) والحسب هو الكافي، والمكتفى هو العبد ا لراضى واليقين سببه التيقظ والشك سببه
الغفلة إن اليقين في جوهره هو نور يودعه الله قلب عبده المؤمن فيشهد الحقيقة كلها
ويشعر بالصدق مما يشهده والإيمان الكامل بما يراه، ويعاينه من فضل الله وإحسانه
مما يقوده إلى التصديق المتكامل الموصل إلى اليقين الذي لا ريب فيه . ونجد مثل هذا
الإنسان الموقن يتصرف ويتفاعل مع كل شيء بإيمان وإيقان كلى لا يهتم بتصديق أو
تكذيب غيره له، فهو إنسان واضح مؤمن موقن بما يفعله يتمتع بالصفاء والنقاء والثقة
بالله واليقين بما يأتيه من عند الله . فاليقين إذن هو الثقة الكاملة المطلقة
بالله، والثقة بالله تورث اللجوء إليه وحده في كل أمر، واللجوء إليه وحده يعنى قمة
العبودية لله الواحد القهار القادر على كل شيء، الرحمن الرحيم رب العرش العظيم