شبكة الإنترنت
وتُعدُّ شبكة الإنترنت واحدة من أهم مصادر المعرفة وأسلوبا من أساليب التعليم. وأصبح الكثير من المواد يتعلمها الطالب ليس عن طريق كتاب منهجي، بل عن طريق جمع المعلومات الحديثة والمتكاملة من مواقع الإنترنت وصفحاته. وهناك جامعات عديدة باشرت بطرح مقرراتها الدراسية لبرامج البكالوريوس والماجستير والدكتوراه عبر صفحات الويب (web pages)، ومثال ذلك (University of Phonex Online). وأمكن للباحثين الحصول على أحدث البحوث وملحقاتها من الجامعات ومراكز البحوث العلمية بسرعة كبيرة (القاضي وزملائه، 2000م).
وإن الغاية من استخدام الإنترنت تتحدد بأهداف مستخدمي تلك التقنية، وما يهم المؤسسات العلمية والتربوية، وبالذات الجامعات، أن النظم التقليدية في التعليم يثبت عجزها يوما بعد يوم عن الاستجابة للمطالب المتزايدة لتحصيل المعرفة. وهذا الأمر يتطلب إيجاد بيئة تعليمية متعددة الأهداف والأغراض لمختلف شرائح المستفيدين وأنماطهم (الخطيب، 1997م).
ويوما بعد يوم، تتعاظم التحديات التي يواجهها العالم في حاجته إلى استيعاب التغير الهائل السريع الذي لا مفر منه في مجال المعرفة والثقافة (الخطيب، 1997م). وللّحاق بعصر المعلوماتية، أصبح لازماً على كل مجتمع أن ينشئ أجياله على تعلم الحاسوب وتقنياته، وأن يؤهلهم لمواجهة التغيرات المتسارعة في هذا العصر (المحيسن، 1996م).
ومن كل ما سبق، يمكن القول بضرورة التحول نحو التعليم الإلكتروني، والاستفادة من المزايا التي يحققها هذا التحول في تدريس المواد المختلفة – بصفة عامة - والمواد الجامعية المحاسبية – بصفة خاصة - لقدرة الوسائط الإلكترونية على عرض تقنيات متعددة، كالنصوص المكتوبة، والصور، والصوت، والحركة، والألوان، والجداول، والقوائم، وقدرتها على تقديم الكثير من الأنشطة والمواقف التعليمية المختلفة (الرفاعي، 1999م). ولتميزها بالسرعة الكبيرة، وبالدقة، وبالسيطرة في تقديم المادة التعليمية، وتصحيح استجابات المتعلم أولاً بأول، وتوجيهه من خلال التغذية الراجعة الفورية السريعة والفعالة، إضافة إلى قدرتها على توفير المحاكاة الحاسوبية للتجارب العلمية وإجراء، الاختبارات التفاعلية، وحلقات النقاش، من خلال تقديمها الصورة والصوت في آن واحد للدارسين باستخدام البرمجيات الحاسوبية الحديثة.