طرز (مدارس) الفن ا
طرز (مدارس) الفن الإسلامي:
تعتبر الفنون الإسلامية أوسع الفنون انتشاراً وأطولها عمراً، لامتداد الدولة الإسلامية من الهند وآسيا الوسطى شرقاً إلى الأندلس والمغرب الأقصى غرباً وازدهر الفن الإسلامي في هذه الدولة الواسعة الأرجاء، وطبيعي أن العمائر والمنتجات الفنية في الدولة الإسلامية الواسعة لم تكن ذات طراز واحد في القرون الطويلة التي ازدهر فيها الفن الإسلامي، وإن كن الدين الإسلامي وحد بينها بالإضافة إلى الخط العربي. وقد اصطلح على نسبة الطرز (المدارس) الفنية الرئيسية إلى الدول الإسلامية: من أموية وعباسية وسلجوقية ومغولية وصفوية وفاطمية وأندلسية وهندية مغولية وتركية عثمانية وغير ذلك.
الطراز الأموي:
وينسب إلى الدولة الأموية (41- 132هـ / 661- 750م) التي اتخذت دمشق عاصمة لها، وهو أول الطرز في الفن الإسلامي، وهو ذو طابع دولي لأنه انتشر في كل الأقطار التي فتحها العرب في العصر الأموي، وقدد مزج بين الفنيين البيزنطي والساساني لسيطرة الدولة الأموية على دولتهما، وإن غلبت النواحي الإقليمية: فنلاحظ على العمائر والتحف التطبيقية في إيرن تأثيرات ساسانية، وفي الشام تأثيرات بيزنطية وهلينستية، وفي مصر تأثيرات من الفن القبطي والبيزنطي والهلينستي بالإضافة إلى الفن الساساني.
الطراز العباسي:
استولى العباسيون على الخلاقة سنة 132 هـ/ 750 م واتخذوا بغداد عاصمة لهم والتي تقع بالقرب من إيران مما زاد التأثير الساساني على الإنتاج الفني الإسلامي الجديد وهو الطراز العباسي وبلغ هذا الطراز أوج عظمته في مدينة سامرا (221- 276 هـ/ 836- 89م) وهي الفترة التي كانت فيها سامرا مركزاً للخلافة العباسية. وأصبح طراز سامرا ذا طابع دولي انتشر في أقطار العالم الإسلامي وذلك بحكم سيطرة الخلافة العباسية باستثناء الأندلس حيث قامت فيه دولة أموية غريبة بعد انتهاء الدولة الأموية في المشرق وكان لها طراز أموي غربي احتفظ بمعالم الأساليب الفنية في الطراز الأموي الشرقي وإن يكن قد تأثر في الوقت نفسه ببعض الأساليب الفنية العباسية.
وبدأ يدب الضعف في الخلافة العباسية فأخذت الولايات المختلفة تستقل عنها فقامت في مصر الدولة الفاطمية سنة 358 هـ وأدى ذلك إلى ظهور الطراز الفاطمي بها وفي البلاد التي لها وامتد تأثيره إلى صقلية. ثم يأتي بعد ذلك في مصر الطراز الأيوبي فالمملوكي فالعثماني.
وإذا كان الفن الإسلامي قد تأثر بفنون السابقين فإنه أثر كثيراً على الحضارة الأوروبية عن طريق أسبانيا وصقلية ودولة الأتراك العثمانيين في البلقان والأرخبيل، كما كانت الحروب الصليبية والتجارة بين الغرب والشرق وقدوم الأوروبيين إلى فلسطين للزيارة والحج ذا أثر كبير في تبادل العناصر الفنية بين العالم الإسلامي وأوروبا (أطلس أشكال 966- 977).
ومن خلال دراستنا للفنون التطبيقية في العصرين الأموي والعباسي نستطيع أن نتلمس عظمة الفنون الإسلامية.