علم ادارة المنزل
إدارة
المنزل ركيزة أساسية لعلم الاقتصاد المنزلي
يعد علم الإدارة من
العلوم الحديثة ،على الرغم من إن أصول هذا العلم ترجع إلى عصر صدر الإسلام ، حيث
أرسى الإسلام قواعد هذا العلم على يد اشرف الخلق أجمعين محمد صلى اله عليه وسلم
،فلقد نفذ العملية الإدارية بجميع مراحلها من تحديد الهدف وتخطيط وتنفيذ وتقييم
وتنظيم واتخاذ قرار ،ويتضح ذلك جليا فى تتبع غزواته صلى الله عليه وسلم وقبلها
تتبع هجرته صلوات ربى وسلامه عليك يا رسول الله .إلا إن الاهتمام بهذا العلم زاد
فى الآونة الأخيرة بدرجة كبيرة بهدف إعداد القادة الواعين فى جميع المجالات .
فالإدارة هى الوسيلة
الأساسية التى تساعد الأسرة والفرد على استخدام ما لديهم من موارد لتحقيق ما
ينشدونه من أهداف من خلال مراحل العملية الإدارية وجوانبها وهى :
أولا : تحديد الهدف :
فتحديد الهدف ضرورة
حتمية لتحقيقه ،فلكى يمكن تحقيق هدفا ما لابد وان يكون الهدف محددا ،كما ينبغى إن
يكون الهدف واقعيا بمعنى إن يكون الهدف قابل للتحقيق وليس مجرد أحلام ينسجها الفرد
من وحى خياله .هذا وينبغى عند تحديد الهدف أن نبدأ بالهدف الأهم ثم المهم ثم الأقل
أهمية .
ثانيا : التخطيط :
يعد التخطيط من أقدم
مراحل العملية التى عرفت على مر الزمان ،وهى المرحلة التى يتم فيها :
-تحديد مستوى الهدف .
-تحديد الوقت اللازم
لتحقيق الهدف .
-تحديد الموارد
المادية والبشرية اللازمة لتحقيق الهدف .
-تحديد خطوات التنفيذ
وتتابعها .
-تحديد طرق الرقابة
والإشراف .
وللتخطيط أنواع فمن
حيث المدى الزمنى توجد خطط طويلة المدى وأخرى قصيرة المدى ، كما توجد خطط مكتوبة
أو مدونه وأخرى ذهنية أو غير مدونة ،هذا فضلا عن نوع أخر من الخطط يطلق عليه الخطط
الجاهزة وهى الخطط التى تم استخدامها فى تحقيق هدف معين وثبت صلاحيتها ،فهذه الخطة
تستخدم فى نفس الموقف باعتبارها خطة جاهزة .والحقيقة إن القدرة على التخطيط يمكن
تنميتها عن طريق استغلال القدرات العقلية مثل التفكير والتذكر والملاحظة
والاستدلال وإيجاد العلاقات والتخيل .
ثالثا : التنفيذ :
وهى المرحلة العملية
الوحيدة فى العملية الادارية حيث تتحول فيها القرارات إلى أعمال ،ويتم التنفيذ من
خلال ثلاث جوانب أساسية وهى :
*التنشيط والمبادأة :
وهى القدرة على البدء
فى العمل وللانتقال من خطوة إلى خطوة داخل العمل ،وهذا الجانب يتطلب إن يتمتع
المنفذ بقدر كبير من الحماس و إلا لن يتمكن من تنفيذ ما توصل إليه من خطط .
*المراجعة المستمرة :
ويقصد بها مقارنة ما
تم تنفيذه بالخطة الموضوعة ،وكذا مراقبة ما تم تنفيذه من الخطة وما تبقى منها
،والغرض منها اكتشاف أى عقبة أو مشكلة تحول دون تنفيذ الخطة وتحقيق الهدف والتغلب
عليها فى الوقت المناسب حتى لا تحيد الخطة عن الطريق المرسوم لها
*التعديل والتكيف :
حيث عادة ما تكشف
المرجعة المستمرة عن قصور فى الموارد أو فى الخطة أو فى أسلوب التنفيذ. وللتغلب
على هذا القصور لابد من إجراء بعض التعديلات على حتى لا تحيد الخطة عن الطريق
المرسوم لها .
*الإشراف :
يعد الإشراف جانب
أساسى فى حالة ما إذا كان واضع الخطة غير المنفذ ،فيكون الإشراف عن طريق إعطاء
التعليمات والتوجيهات للمنفذين بما ييسر عليهم تنفيذ الخطة الموضوعة .
رابعا : التقييم :
هو المرحلة النهائية
من مراحل العملية الإدارية ،حيث يتم خلالها استرجاع جميع المراحل السابقة للوقوف
على مواطن الضعف والقوة فى كل مرحلة ،والحقيقة إن التقييم لا يفيد فى نفس العملية
الإدارية ولكن يؤتى ثماره فى العمليات التالية .فضلا عن انه يحسن من القدرة
الإدارية
والى جانب مراحل العملية الإدارية السابقة
الذكر هناك جانبان أساسيان للعملية
الإدارية هما :
*اتخاذ القرار :
وهو جانب أساسى
ومستمر فى جميع مراحل العملية الإدارية .فعندما نحدد الهدف فنحن نقرر ماذا نريد
،وعندما نخطط نقرر كيف سنحقق الهدف وما التنفيذ والمراجعة والتنسيق إلا مجموعة من
القرارات من شانها إن تسير الحطة وفق الطريق المرسوم لها ،أما التقييم فهو مجموعة
من القرارات التى تحدد مدى نجاح أو فشل العملية الإدارية .
*التنظيم :
هو ثانى جانبا
العملية الإدارية ،ويتلخص فى توزيع المسؤوليات والسلطات والعلاقات بين الموارد
المادية والبشرية بقصد تحقيق الهدف .
ويتم التنظيم على
ثلاث مستويات وهى :
- المستوى الأول :
نشاط واحد لشخص واحد
ويعتمد هذا المستوى
بتبسيط خطوات العمل .
- المستوى الثانى :
مجموعة أنشطة لشخص واحد .
ويعتمد هذا المستوى
على تبسيط خطوات العمل داخل النشاط الواحد وكذا التنسيق بين الأنشطة حتى لا تتداخل
مع بعضها البعض .
- المستوى الثالث :
مجموعة أنشطة لمجموعة أشخاص
ويعتمد هذا المستوى
على تبسيط خطوات العمل لكل شخص داخل كل نشاط و كذا التنسيق بين الأنشطة حتى لا
تتداخل مع بعضها البعض بالإضافة إلى التنسيق بين مجهودات الفرد داخل كل نشاط
وبعد كل ذلك نجد إن الإدارة تدخل فى جميع
مجالات علم الاقتصاد المنزلى حيث أنها الأساس الذى تنطلق منه جميع المجالات وهى :
التغذية وعلوم
الأطعمة ،الملابس والنسيج ،المسكن وتأثيثه وتجميله ،الطفولة والأمومة ،وكذا
العلاقات الأسرية . وكل هذه المجالات تستهدف معرفة أفضل الطرق والأساليب لتحقيق
حياة هانئة وسعيدة لأفراد الأسرة .ولتحقيق هذا الهدف العظيم لابد إن يتعلم الفرد
كيفية صنع القرارات السليمة التى تساعده على إتباع أفضل الطرق لاستعمال ما يتوفر
لديه من موارد لتحقيق ما يرجوه من أهداف .فالإدارة بمثابة العمود الفقرى والركيزة
الأساسية لعلم الاقتصاد المنزلى ،لذا يجب الاهتمام بتعليم الفكر الإدارى السليم
وتطبيق ذلك عمليا فى كل مجالات هذا العلم