علم الأخلاق في الع
علم الأخلاق في العصور الحديثة :
في النصف الأخير من القرن الخامس ابتدأت النهضة في أوربا وأخذ العلماء يحيون فلسفة اليونان وأبتدأ ذلك في إيطاليا ثم عم أوربا جميعها 0
استيقظ العقل من سباته فأخذ يعرض كل شيء للنقد والبحث ويرفع لواء حرية الفكر وأبتدأ ينظر إلى الاشياء نظرة جديدة ويقومها تقويما جديدا 0
ومما عرضه للنقد والبحث قضايا الاخلاق التي وضعها اليونان ومن بعدهم 0 فنقدها العلماء الحديثون وتوسعوا في بحثها مستعينين بما استكشف من قضايا علوم أخرى كعلوم النفس والاجتماع ومالوا في بحثهم إلى الواقع والحقيقة لا الخيال ، وأمور إظهار كل ما في الانسان من قوى وملكات بالحياة العملية في هذا العالم 0 وقد انتج هذا النظر الجديد تغييرا في قيمة الفضائل فلم يعد لفضيلة الإحسان مثلا تلك القيمة الكبرى التي كانت لها في القرون الوسطى وصار ( العدل الاجتماعي) قيمة لم تكن له من قبل 0 واتجه النظر إلى ضرورة إصلاح ما يحيط بالسباب والمرأة والطفل من النظم الاجتماعية حتى يصلح الفرد 0 وكان للأبحاث الجديدة فضل في تقرير الحقوق والواجبات وإشعار الفرد بمعظم مسؤوليته أمام المجتمع وأمام نفسه 0
ويعد ديكارت الفيلسوف الفرنسي ( 1596-1650) مؤسس الفلسفة الحديثة فقد وضع لعلم الفلسفة مبادئ جديدة للسير عليها 0
وفي القرن الماضي جاء بنتام ( 1748-1832) وجون ستورت ميل ( 1806-1873) فحولا مذهب أبيقور إلى مذهب المنفعة ، أعني أنهما نقلا مذهب أبيقور من القول بالسعادة الشخصية إلى القول بالسعادة العامة وانتشر مذهبهما في أوربا وكان له اثر كبير في التشريع والسياسة 0
وجاء جرين ( 1836-1882) وهربرت سينسر ( 1820-1903) فطبقا مذهب النشوء والارتقاء على الاخلاق 0
ومن علماء الجرمان الذين كانوا لهم أثر كبير في الاخلاق في العصور الحديثة سبينوزا ( 1632-1677) وهيجل ( 1770-1831) وكانت ( 1724-1831) 0
ومن الفرنسيون كوزن ( 1792-1867) وأوجست كمت ( 1798-1857) وليس يسع مختصر كهذا ذكر آرائهم وبيان مذاهبهم 0
وعلى الجملة فمن عهد جون ستورت ميل ( 1873) وسبنسر (1903) الى الآن يكاد البحث الاخلاقي يكون مقصورا على إيضاح النظريات السابقة وبسطها وبعبارة أخرى لم تستكشف من ذلك العهد نظريات جديدة ، ولكن العلماء اجتهدوا في توسيعها وتطبيق الحياة العملية عليها (6)