فن النسجيات المرسم
فن النسجيات المرسمة
النسجيات المرسمة ، التابستري ، القباطي ، الزخرفة المنسوجة ، كلها مرادفات لمعني واحد وهو نوع من المنسوجات ذات طابع زخرفي ويستخدم في إخراجها أسلوب اللحمات غير الممتدة حيث تتجاور فيه اللحمات الملونة كل في المساحة المخصصة له حسب التصميم الزخرفي . ويتم فيه تغطية خيوط السداء وتظهر اللحمات فقط علي وجهي المنسوج بينما يظهر السداء علي هيئة تضليعات خفيفة في كلا الوجهين وهذا النوع من المنسوجات يمكن أن يستخدم علي وجه واحد فقط إذا أنتج بغرض الاستخدام كمعلق حائطي حيث نراه من وجه واحد أما الوجه الثاني فيظهر به نهايات خيوط اللحمة التي تترك معلقة . والقطع ذات التصميمات البسيطة يمكن استخدامها علي الوجهين حيث تنسج نهايات اللحمة داخل القطعة ويعتبر فن النسجيات المرسمة من الفنون الراقية الأكثر ثراء في مجال الفن التشكيلي وتعتبر من أقدم واشهر الفنون النسجية ولها جذور متأصلة في تاريخنا الطويل إلا انه لا يوجد دليل علي استخدامها كمعلقات جداريه ، بينما عرفت في منذ القرن الرابع عشر حيث كانت تستخدم لتغطية جدران الكنائس والقصور والقلاع وكانت ذات مساحات كبيرة وغالبا كانت تصور حكايات الكتاب المقدس أو تحكي قصصا تصور حياة الإقطاع كالصيد والحرب .ويشبه تصميم المعلقات النسجية إلي حد كبير تصميم اللوحات الفنية ذات القطعة الواحدة من حيث الشكل والمضمون وطريقة التكوين وموضوع التصميم وخصائصه الفنية ، إلا أنها تختلف عن اللوحات في أسلوب التنفيذ حيث يتطلب تنفيذ المعلقات النسجية استخدام الأنوال وخيوط السداء واللحمات ، والأساليب التطبيقية المناسبة لإخراج التصميم كأسلوب اللحمات الممتدة و غير الممتدة والسوماك و العراوي الوبرية أو التوليف بين أكثر من أسلوب تطبيقي . وتصميم المعلقات النسجية يجب أن تتوافر فيه بعض العوامل التي تزيد من درجة قبوله لدي جمهور مشاهديه والتي تتلخص فيما يلي :
الموضوع : يجب أن يشتمل التصميم علي موضوع او فكرة معينة تكون محور التصميم ويعبر عنها التصميم بوضوح من خلال استخدامه البارع لعناصر التصميم التي تتراءى له .
الوحدة العضوية : يجب أن تتألف وتتضافر عناصر التصميم من أشكال وألوان في إبراز الفكرة الرئيسية للموضوع في تفاعل وانسجام ودون خروج احد هذه العناصر عن الكيان الكلي للتصميم فيتحقق بذلك الوحدة العضوية للتصميم .
التنوع : يمكن أن يظهر التنوع في التصميم من خلال تنوع العناصر والألوان المستخدمة وكذلك التنوع في أحجامها ومساحاتها .
الإيقاع :يتضح الإيقاع من خلال تكرار العناصر المستخدمة في التصميم مع احتفاظها بنفس حجمها او بتغييره مما ينتج عنه التناغم والانسجام .
الاتزان :ويتحقق الاتزان من عدة نقاط هي
- الاتزان في توزيع العناصر فلا يكون هناك سيادة لأحد العناصر بصورة تؤثر علي الكيان الكلي للتصميم
-الاتزان في توزيع الألوان فلا تحتل بعض الألوان مساحات كبيرة أكثر من اللازم وخاصة الألوان الداكنة أو القوية فتضعف من كيان التصميم وأيضا لا تحتل بعض الألوان مساحات بعينها ولا يتم تكرارها فيختل اتزان التصميم .
-الاتزان في أحجام العناصر فلا تظهر بعض العناصر مبالغ في حجمها فتؤثر علي الرؤية الكاملة للتصميم وتخل من توازنه. أي أن الاتزان يجب أن يشمل أحجام العناصر ومساحات الألوان وتناسبها مع قوتها وأنواع العناصر المستخدمة أيضا.
د/غالية الشناوي