كيف يستعيد المسلمو
كيف
يستعيد المسلمين عزتهم
كان أجدادنا المسلمون
إذا وقعت عليهم هزيمة من قبل الأعداء .. كانوا يفتشون في أنفسهم ويبحثون عن سبب
هذه الهزيمة التي حلت عليهم ، فإذا وجدوا في أنفسهم مخالفة لسنة النبي محمد صلى
الله عليه وسلم في شأن من شئونهم سارعوا بتغييرها والتحول عنها إلى متابعة السنة
وتربية الأمة .. ومع أنهم كانوا أقل من أعدائهم عدداً وعدة إلا أنهم بعد تنفيذ هذه
الخطوة كان الله ينصرهم سبحانه وتعالى .. تحقيقا لما ذكره في كتابه : ( إن تنصروا
الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) ..وهذه خطوات عملية من أجل استجلاب النصر للأمة
المسلمة إن شاء الله :
1- حاول جاهدا الآن وفورا الإقلاع عن المعاصي التي ترتكبها وتداوم عليها ، واسأل
الله عز وجل أن يعينك على الإقلاع عنها... ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة
) .
2- حافظ على الصلاة جماعة في المسجد خمس مرات في اليوم .. وخاصة صلاة الفجر .. (
إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا )
3- حاول أن تتصدق على الفقراء والمساكين ولو بشيء بسيط جدا من مالك .. فإن : «
صدقة السر تطفئ غضب الرب وتمنع ميتة السوء » ..
4- احرصي على الاحتشام والحجاب الكامل من الآن .. ولا تقولي سوف أفعل ذلك غدا
5- احرص على تربية أولادك تربية إيمانية حقة ليكونوا مثل أولاد الصحابة ويكونوا
جيلا أفضل من جيلنا .. .
6- أكثر من صلاة النافلة كل يوم ..
7- اؤمر أصحابك وأهلك بالمعروف بطريقة حسنة جميلة وذكرهم أن الأمة في حاجة إليهم
وذكرهم بأن تكون أنت ويكونوا هم مثل صحابة النبي صلى الله عليه وسلم اتباعا وعملا
8- افعل ما أمرك الله به من إعداد نفسك وولدك نفسيا وبدنيا وعلميا ( وأعدوا لهم ما
استطعتم من قوة )
9- احرص على الإخلاص في عملك ..
سواء كان دراسة أو صناعة أو زراعة وتعلم فقه أي شيء تعمله ، فليتعلم الزارع فقه
الزراعة وليتعلم التاجر فقه التجارة وليتعلم الطالب فقه طلب العلم ..
10- ذكر إمام مسجدك أن يجمع الناس في المسجد كل يوم بعد صلاة المغرب ويقرأ عليهم
درسا من كتاب الله أو من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
11- ساعد في نشر
الخير بأي وسيلة مباحة تستطيعها
12- أكثر من الدعاء
أن يثبتك الله على هذا الطريق وتضرع إلى الله عز وجل
13-ثق في نصرة الله
عز وجل لعباده المؤمنين الصادقين
14 - لا تيأس ولا تقنط من طول الطريق ومشقته فإن الفساد قد عم الأمة منذ سنين
طويلة ويحتاج تغييره لوقت
وفي النهاية .. إذا وجدت أن المسلمين يجتمعون للصلاة مع كل أذان في المسجد كما
يجتمعون لصلاة الجمعة وأنه قد انتشر فيهم العلم وساد
الدين .. فاعلم أن النصر قاب قوسين أو أدنى إن شاء الله ..
دور
المسلمين الحضاري في تطور
العلوم
من الخطأ أن يُظنَّ أن العلم المحمود يقتصر على دراسة
علوم الشريعة فقط، وأن ما وراءها نافلة يؤديها من شاء
تطوعاً، أو يتركها وليس عليه من حرج...!!
هذا خطأ كبير؛ فإن علوم الكون والحياة،
ونتائج البحث المتواصل في هذه العلوم في زماننا هذا لا تقل أهمية عن علوم الدين المحضة. وحسبنا أن نعلم
أن الإعداد للعدو يتطلب معرفة كل سلاح، وهذا لا يتأتى إلا إذا
نفرت طائفة من المسلمين تتفقه في العلوم الكونية. ولم
يحضَّ الإسلام
أتباعه على العلم وهم مكتوفو الأيدي؛ بل هيأ لهم الحرية الفكرية التي لولاها لما كانت هذه الأعداد
الكبيرة من العلماء المسلمين
منهم وغير المسلمين في شتى علوم
المعرفة. والحرية الفكرية التي بسط الإسلام سلطانها ذات دلالة بالغة فيما يخص علاقة العلم بالدين الحق؛
ذلك أنه لم يشهد تاريخ الإسلام حادثة واحدة من حوادث القتل أو
الحرق من جراء الإفصاح أو التلميح بفكرة علمية طبيعية، مثل كروية الأرض أو دورانها. وعلى العكس كان الحال في
أوروبا؛ فقد كان عقاب
الكنيسة لمن يصرح بمثل هذه الأفكار الحرق حياً أو الإعدام شنقاً ، ولا يخفى بالطبع أن سكان
الجزيرة العربية قبل الإسلام كانوا في معزل عن العالم الخارجي
من الناحية العلمية، إلا في أمور يسيرة اقتضتها ظروف المعيشة آنذاك. لهذا فإن الإنجازات والإسهامات
الهائلة التي شملت جميع فنون العلوم والمعرفة ما كانت لتكون
لولا هذا الدين العظيم دين الإسلام. ومن الصعب أن نلم في هذه العجالة بما أنجزه المسلمون عبر القرون
السابقة، وسنقصر الحديث على الإسهامات والإنجازات التي كان لها
أثرها المباشر في التقدم الحضاري الإنساني الذي نعيشه اليوم. إلا أنني أستبق القول، مستشهداً بما
جاء على لسان جورج سارطون (ت 1375هـ - 1955م) شيخ مؤرخي
العلوم - في عصرنا - في محاضرة ألقاها في مكتبة الكونجرس الأمريكي عام 1370هـ - 1950م، فقد
جاء فيها : يحاول نفر من المؤرخين أن
يبخسوا قدر هذا الإنتاج العظيم
بادعائهم أنه لم يكن فيه ابتكار ما، وبأن العرب لم يكونوا سوى مقلدين... ويبخسونه مرة ثانية بقولهم: إن
الأخذ من مصادر متعددة ليس - على كل حال - خيراً من الأخذ من
مصدر واحد. تلك طريقة في المجادلة مضللة، وخصوصاً إذا كان الكلام يتناول الرياضيات. ثم إن الرياضيين
العرب لم ينسخوا من المصادر اليونانية ، ولو أنهم فعلوا ذلك لما جاؤوا بفائدة؛ ثم
ألقحوا الآراء
اليونانية بالآراء الهندية. وإذا لم يكن هذا الذي فعله العرب ابتكاراً، فليس في العلم إذن ابتكار على
الإطلاق؛ فالابتكار العلمي في الحقيقة إنما هو حياكة الخيوط
المتفرقة في نسيج واحد؛ وليس ثمة ابتكارات مخلوقة من العدم".
وقد أفلح المسلمون في شتى فنون المعرفة؛ ففي مجال الصيدلة
تذكر الموسوعة البريطانية: "أن
كثيراً من أسماء الأدوية وكثيراً من تراكيبها المعروفة حتى
يومنا هذا أيضاً للمسلمين. وفي
الحقيقة فإن المبنى العام للصيدلية الحديثة - فيما عدا التعديلات
الكيماوية الحديثة بطبيعة الحال - قد بدأه العرب".
أما (لوبــون فيذكـر
أن: "الطب مدين للعــرب بعقاقير كثيرة.. ومدين لهم بفـــن الصيــدلة وبكثير مــن المستحضـرات التي لا تزال
تستعمل كالأشــربة واللعوق واللزقات والمراهــم والدهان
والميــاه المقطـــرة.. إلــخ".
إلا أنه من أهم مآثر المسلمين وإنجازاتهم
في ميدان الصيدلة والأدوية إدخالهما في نظام المراقبة، خصـوصـاً بعدمـا انتشر الغش وفسدت النفوس. يــرى (القفطي) و (ابـن أبـي
أصيبعة) - كلٌ في كتابه -:
أن (يوسف لقوة) الكيميائي كان من أوائل من أشار على الخليفة المأمون باختبار أمانة وصدق الصيادلة.
ثم كان (زكريا الطيفوري) الذي اقترح على (الإفشين) أن يمتحن
الصيادلة على هذا المنوال. وبالفعل، فقد تبين للإفشين أن غالبية الصيادلة المرافقين في المعسكر غشاشون،
فأمر الإفشين بإحضار جميع الصيادلة، فمن أنكر معرفة تلك
الأسماء التي وضعها الإفشين أَذِنَ له بالمقام في معسكره، ونفى الباقين عن المعسكر، ونادى في معسكره بذلك،
وكتب إلى المعتصم يلتمس بعثه إليه بصيادلة لهم أديان
ومطبِّبين مثل ذلك، فاستحسن المعتصم فعله ووجه إليه بمن سأل. وهكذا سُنَّ امتحانُ الصيادلة منذ ذلك
الوقت، في عهد المعتصم، أي منذ عام 221 هـ - 836 ، وبذلك كان المسلمون أول من أنشأ
فن الصيدلة على أساس علمي سليم وأقام الرقابة على الصيدليات
والصيادلة من خلال وظيفة الحسبة التي تقوم على أساس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإصلاح بين
الناس. ولقد أقيمت الصيدليات ملحقة بالبيمارستانات وهي المستشفيات،
وأقيمت مع المعسكر على صورة مستشفى ميداني، وكانت حافلة
بكل ما يحتاجه المرضى في البيمارستان أو في المعركة. ولقد
كُتبت في الأدوية
مؤلفات لا يسعنا أن نذكر منها إلا واحداً، وهو: "الجامع لمفردات الأدوية والأغذية" لعبد الله بن
أحمد المالقي المعروف بابن البيطار (ت 646هـ - 1248م)، جمع فيه
معلومات يونانية، وأودعه مقدمة تعكس المنهج التجريبي الذي اتبعه في تدوين المعلومات التي جمعها؛ فقد ورد
في الغرض الثاني من وضعه الكتاب قوله: "صحة النقل فيما
أذكره عن الأقدمين وأحرره عن المتأخرين، فما صح عندي بالمشاهدة والنظر وثبت لديَّ بالخُبْر لا بالخَبَر
ادخرته كنزاً سرياً، وعددت نفسي عن الاستعانة بغيري فيه سـوى
الله غنياً، والتنبيه علـى كل دواء وقـع فيه وهْـم أو غلط لمتقــدم أو متأخــر؛ لاعتماد أكثرهـم علــى
الصحف والنقـل، واعتمادي على التجربـة والمشاهدة حسبما
ذكــرت مــن قبــل". هذا وقد
كان (ابن البيطار) يعاين منابت النبات ويتحقق
من هويته قبل أن يدوِّنه. أما (رشيد الدين الصوري، ت 639 هـ - 1241م)، فكان يصطحب معه رساماً ويدرس
النباتات في مواطنها وفي جميع مراحل نموها، ويتأمل هناك لون النبات
ومقدار ورقه وأغصانه وأصوله، ويجتهد في محاكاتها، وبهذا عرف الصيادلة
من أي أجزاء النبات يكون العقار أفيد وأفضل، كما عرفوا مواعيد جمع العقاقير من النباتات وجَنْيِها
وقطفها، وكيفية ادخارها.