محاور العولمة الثق
محاور
العولمة الثقافية اللغوية
توجد محاور
متنوعة للبحث في العولمة الثقافية واللغوية تستحق النظر من أجل التعرف على آثارها
الإيجابية والسلبية، وتحدياتها وسبل مواجهة هذه التحديات. ومن هذه المحاور عولمة
الممارسات التعبيرية الشائعة التي من موضوعاتها تحويل هذه الممارسات إلى موضوعات
حوارية، واستيعابها في الخطاب التحريري للإعلانات والخطب السياسية. ومنها تسويق
هذه الممارسات الخطابية الشائعة في التربية والوسائل الإعلامية، والألعاب
والممارسات الرياضية، كما يحدث في ترويج نوع من الدعاية للسلع التجارية، فقد ينظر إلى
العمليتين بأنهما تحويل تقني للممارسات التعبيرية الشائعة، أو إعادة تشكيل لها
بوصفها جزءاً من تقنية التغير الاجتماعي والثقافي.
يتركز محور
آخر في الأشكال الاتصالية الخاصة، مثل الخطاب التقني والخطاب على الإنترنت، وقد
يتجه هذا المحور إلى مقارنة أوجه استعمال الألفاظ المعولمة، ونتائج استعمالها في
الأشكال الاتصالية بوجه عام، ومن المحاور أيضاً عولمة الأجناس الاتصالية، بما في
ذلك اكتساب هذه الأجناس، أو ضياعها في ثقافة معينة. وينظر في هذا المحور في الشيوع
العالمي لبعض الأجناس، مثل (talk show) أو (Soap Opera)، وتأثير اكتساب هذه الأجناس عند اكتساب أجناس جديدة، كما يلحظ من
ضياع بعض الأجناس الخطابية من التقاليد العلمية في الأقطار التي تبنت الإنجليزية
في التبادل المعرفي والنشر العلمي في التخصصات العلمية الرئيسية.
ومن ذلك
دراسة عملية العولمة، فتدرس نوعية عولمة التنقلات، وينظر في الوسائل الاتصالية
العامة التي تنتقل من خلالها الممارسات الثقافية والتعبيرية من مكان إلى آخر،
كتنقل الأختصاصيين الدوليين في التعامل التجاري، والإعلام، والتربية، وشبكة
الاتصال الإلكتروني. ومن أهم وسائل العولمة في الممارسات التعبيرية الشائعة الترجمة،
فقد تُّرى النصوص المترجمة أنها نصوص هجينة معلقة بين ثقافتين، وأحد خيارات
المترجم أن يكون مبدعاً ثقافياً بالحفاظ على خصائص الممارسات التعبيرية الشائعة من
ثقافة النص الأصلي في النص المترجم. فالترجمة مثال واقعي للتوازن والمواءمة بين
ضغوط العولمة، والقولمة، وقد تتحد وسائل انتقال الممارسات الشائعة بالنظر إلى
المستوى الاقتصادي لمختلف طبقات المجتمع، فإذا كان التلفاز السلكي وسيلة الطبقة
الفقيرة والمتوسطة للعولمة، فإن الإنترنت وسيلة العولمة للطبقة الغنية، وكذلك
البثّ الفضائي.
وللعولمة
مستلزمات في تحديد مجالات التحليل في اللغويات وتحليل الخطاب. فالمجال الطبيعي
للتحليل هو أن ينظر إلى المجتمع اللغوي بأنه يوازي الكيان القومي، وإذا انتبهنا
إلى الممارسات الشائعة في مجتمع لغوي معين وجدنا أنها لا تنسب كليا إلى المجتمع
اللغوي نفسه. ويبدأ مشروع التحليل، من ثم بالنظر في إشكالات مجال التحليل، وقد
يترتب على ذلك نتائج تنظيمية مؤسسية في إبراز إشكالات الحدود الفاصلة بين الأقسام
التخصصية والتخصصات، وإمكان التكامل بينها، والمنهج المناسب للدراسة والتحليل في
حالة التكامل بينها.
يمتد مجال
البحث أيضاً إلى التأثيرات الاجتماعية والتبعات السياسية للعولمة الثقافية
واللغوية.فطغيان الملامح الغربية الأمريكية على العولمة، أو بالأحرى انطلاقها من
التوسع الاقتصادي الأمريكي، والاستعمار البريطاني، والسيادة السياسية الغربية بشكل
عام يجعل المرء يراها نوعاً من الاستعمار الثقافي. وسيترتب على عولمة الثقافة والقيم
تجاهل التنوعات الطبعية الموجودة فيهما، وطمس هوية المجتمعات، والثقافات المحلية،
والإقليمية، أو إعادة تشكيلها لتعكس الهوية الثقافية الغربية، والشخصية الأمريكية
الإنجليزية.