محددات الجودة في ا
محددات الجودة في التعليم الجامعي:
تسعى الجامعات كبقية المنظمات للوصول إلى الجودة المطلوبة في مخرجاتها، إلا أنه توجد العديد من العوامل التي تحد من قدرة الجامعات في سعيها ذلك، ومن هذه العوامل الآتي:
أ- إدارة الجامعة لما لها من دور حاسم في تقرير مستوى جودة مخرجاتها كونها الجهة المسؤولة عن توفير الموارد اللازمة لإنجاز النشاطات الجامعية وعن توفير الظروف المناسبة لتسحين الجودة.
ب- الامكانات المتاحة للجامعة من ملاكات بشرية وكتب ولوازم ووسائل تعليمية وإجهزة ومعدات والتخصيصات المالية المتاحة لها.
ج- نوعية الملاكات التعليمية المتاحة للجامعة من حيث الخبرة والمؤهل العلمي والرغبة في العمل.
د- نوعية الطلبة المقبولين من حيث المستوى العلمي والمهارات التي يحملونها ودرجة المواظبة على الدوام والاحترام والعلاقات الاجتماعية السائدة.
ه- عمر الجامعة على أساس كونه يحدد اتساع التخصصات الجامعية وتراكم خبراتها التعليمية والإدارية ومن ثم جودة مخرجاتها (إسماعيل، 43:1992).
و- فسلفة المجتمع وما تقرره من سياسات تنموية للبيئة وما يتطلبه تنفيذ هذه السياسات من خبرات وملاكات مهنية جامعية متخصصة واستشارات تقرر نوعية مخرجات الجامعة المطلوبة. كما أن نظرة المجتمع للتعليم ورغبة في الإفادة من مخرجاته تحدد مستوى دعم المجتمع للجامعة من خلال تزويدها بالمدخلات المطلوبة وبالجودة المناسبة (Harbi,1982:61-70).
صعوبات قياس الجودة في التعليم الجامعي:
تواجه عملية قياس مستوى الجودة في التعليم الجامعي العديد من الصعوبات ترجع إلى الخصائص التي يتميز بها النظام الجامعي، ومن هذه الصعوبات الأتي:
أ- لم ينل موضوع قياس الجودة الاهتمام الكافي من قبل الباحثين في المنظمات الخدمية بعامة والجامعات بخاصة، وبالتالي لا توجد مؤشرات دقيقة متفق عليها من قبل الباحثين لقياس الجودة، ويرجع ذلك إلى صعوبة إعطاء أوزان كمية لموصفات مخرجات الجامعة كون تلك المواصفات غير ملموسة، والى اعتقاد الكثيرين بأن الجودة أصلاً مفهوم غير مهم في المنظمات الخدمية تطبيقاً للتفكير الاقتصادي الشائع سابقاً في أن المهم هو ما يمكن قياسه وإن الذي لا يمكن قياسه ليس بذاته الأهمية، وإن الظاهرة التي لا يمكن قياسها لا وجود لها (شرايحة، 70:1983).
ب- تتصف مخرجات النظام الجامعي من خريجين ونتاج علمي وخدمة المجتمع بالتعدد والنوع وعدم التجانس، وهذا يفرض الاعتماد على إعداد كبيرة من المؤشرات والخصائص في قياس الجودة، مما يعني الحاجة إلى الكثير من الوقت والجهد اللذان يتطلبان لعملية القياس.
ج- من الصعب معرفة الفائدة التي تحققها مخرجات الجامعة للمجتمع، لأن أعداد كبيرة من تلك المخرجات تبقى دون الاستفادة منها كحالات عدم التعيين. كما إن الفوائد المتحققة من تلك المخرجات لا تأتي مباشرة وإنما تحتاج لسنوات طويلة أحياناً لكي يظهر مردودها (الحبيب، 177:1979).
د- يشكل العنصر البشري الجزء الرئيسي من مخرجات النظام ومن مدخلاته أيضاً، وما يميز هذا العنصر هو عدم الثبات في الخصائص الشخصية والمواقف السلوكية وإمكانية تمثيل سلوك غير حقيقي وتأثر السلوك الإنساني بالعديد من العوامل التي تجعل من الصعب التحديد الدقيق لجودة هذا العنصر.