مراحل تطور إنتاج ا
مراحل تطور إنتاج النسيج:
تميز التطور في إنتاج النسيج بأربع مراحل تاريخية كان للزمن والعنصر الإنساني دور حاسم فيها:
ـ المرحلة اليدوية: استمرت هذه المرحلة حقبة زمنية طويلة كان الإنسان هو الحاسم فيها. وفيها يقوم النسَّاج بإعداد المادة ويحيكها يدوياً.
ومع اختراع النول اليدوي البدائي انتهت هذه المرحلة.
ـ مرحلة المكننة: تطور النول اليدوي بمرور الزمن، وازدادت بنيته و أشكاله تعقيداً وفي القرن السابع عشر تحديداً، ومع تطور الصناعة في بلدان أوربا واختراع الآلات الصناعية ـ أدخلت تحسينات كثيرة على الأنوال اليدوية، واستعيض عنها بعناصر الحركة الميكانيكية، فظهر النول الميكانيكي.
ـ مرحلة الأتمتة: تزايد الاهتمام بتحديث الآلات المختلفة وتطويرها وأتمتة أدائها، كما أدخل عليها عنصر المراقبة بهدف تحسين أدائها الذاتي، فتراجع الدور الأساسي للعنصر الإنساني إلى درجة كبيرة.
ـ المرحلة الراهنة (الأتمتة الصناعية): بلغ التحديث والتطوير مداه الأقصى في العصر الراهن، وتلاحقت الابتكارات النوعية التي أدت إلى تحسين نوعية المكنات من جهة وتجميلها من جهة ثانية، والارتقاء بمستوى أدائها ورفع إنتاجيتها بجودة عالية.
وهكذا نلمس في كل يوم تحسينات نوعية وزيادة في الإنتاج، كما دخلت الحواسيب ونظم المعالجة الإلكترونية على صناعة النسيج، فغدت مؤتمتة بالكامل.
نول النسيج البدائي:
يوضح الشكل (4) نول نسيج يونانياً قديماً كان مستعملاً في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد ويبين أن الأسدية كانت شاقولية؛ أي تربط خيوطها على عارضة أفقية، ثم تمد لتمر فوق عارضة أخرى مقابلة للأولى (سمسمة)كانت مسنداً خلفياً للأسدية، ثم تعلق في نهايات الخيوط أثقال حجرية لشدها وكان هذا النول يتألف من العناصر الأساسية الآتية:
(ا، ب) قائمتا النول، (جـ) عارضة لتثبيت القائمتين، (د) أسطوانة للف القماش
(ك) سماسم الأشتيك (عارضة تفريق الخيوط)، (م)حبل لمنع اهتزاز الأثقال
(ق) أثقال حجرية، (و، هـ) حاملا أسطوانة لف القماش
(ح) وتد لمنع دوران أسطوانة لف القماش.
وكان يعتمد هذا النول مبدأ جدل الخيوط، وذلك بلف الأشاتيك (عوارض تفريق الخيوط) حول بعضها.
أما النول الثاني (الشكل5) فيكاد يماثل سابقه، ويعتمد مبدأ فصل الخيوط الفردية عن الخيوط الزوجية بوساطة قضبان (سماسم) ثم إدخال خيط اللحمة بين طبقتي الخيوط.
يتكون هذا النول من أسطوانتين متقابلتين مدت بينهما خيوط الأسدية. ويوضح الرسم أن الأسطوانة الخلفية موضوعة على الأرض خلف الوتدين الخاصين بها، أما الأسطوانة الأمامية فأمام الوتدين المثبتين لها في الأرض كما يوجد السيف الذي يمسك به العاملان من الطرفين وذلك لرص اللحمات إلى طرف القماش.
أما النول الذي نستعمله اليوم فقد روعي فيه إمكانية نسج أقمشة أطول من التي تنسج على الأنوال السابقة (الشكل 6).
ويتكون هذا النول من أسطوانتين مركبتين على قائمين متوازيين. تلف الأسدية على الأسطوانة الأولى (ب)، ويلف المنسوج على الأسطوانة الثانية المقابلة (جـ)، والأسطوانتان متحركتان ليسهل لف الأسدية والمنسوج عليهما.
ثم زيد في هذا النول نصف درأة أدخلت في حلقاتهاالخيوط الفردية لتحريكها وإيجاد الفراغ اللازم لخيط اللحمة الأول وجميع اللحمات الفردية، كما أدخلت في حلقات نصف الدرأة الثانية الخيوط الزوجية كالمعتاد، وبذلك أصبح تحريك كل مجموعة من الخيوط على حدة وتجري عملية النسيج من أسفل إلى أعلى بجذب نصف الدرأة الأولى إلى الأمام، فتتحرك معها الخيوط الفردية، ويحدث الانفراج اللازم لحفظ اللحمة الأولى، ثم يرص خيط اللحمة بالمشط (هـ)، وبذلك تنتهي الحدفة الأولى،ثم يجذب سقف الدرأة الثانية، ويمرر خيط اللحمة الثاني، وترص اللحمات التي سبقته، وهكذا.
استخدم النساجون القدماء الأمشاط المعروفة والدف لتحريك المشط لرص اللحمات بعضها إلى بعض، كما استعملوا المدوستين لتحريك الدرأتين، والأمكاك لإدخال خيط اللحمة.
ويوضح الشكل (7) الآليات الأساسية للنول ذي المدوسة:المشط، والدرأ (حامل خيوط السدى)، والدف، والمدوستان.
|
|
|
الشكل (9) نول بخ الهواء |
الشكل (10) نول سولزر بمقذوف معدني |
الشكل (11) نول سولزر يعمل بالإبر المرنة |
أما الأجزاء الثانوية فهي: المقبض وهو غطاء للمشط، والمدرج أو حامل الدف، ويثبت أفقياً على عارضة عمودية، والزرنيقة، وتشكل نقطة تعليق الدرأ، والتربيطة وهي حبال تصل المدوستين بالدرأ.
بعد استخدام المعادن في صناعة المكائن، واستخدام الطاقة في العمل الصناعي وتسخيرها لزيادة الإنتاج وتخفيض جهد اليد العاملة استبدلت بأجزاء النول الخشبي أجزاء معدنية وربطت بمصادر للطاقة الكهربائية. وغدا النول الآلي (الشكل 8) يتألف من الأجزاء الآتية:
|
الشكل (12) |
|
الشكل (13) |
|
الشكل (14) |
1ـ هيكل النول: ويتكون من جدران جانبية، وعوارض وصل طولية وعرضية تستخدم لتثبيت النول وتركيب أجزاء النول عليها مثل الصدر، والمسند الخلفي، وحاملي المسند الخلفي.
2ـ أجهزة التحكم والتشغيل.
3ـ الآليات الأساسية لعملية النسيج، وهي:
ـ جهاز الرخو (جهاز انسياب الأسدية).
ـ جهاز لف القماش.
ـ جهاز تكوين النقش.
ـ المكوك وجهاز تمرير خيط اللحمة في النقش.
ـ جهاز رص خيط اللحمة إلى جسم المنسوج والحصول على القماش.
4ـ أجهزة المراقبة الأتوماتية لضمان التشغيل الطبيعي.
نول بخ الهواء: ينتج هذا النول (الشكل 9)الأقمشة الخفيفة، والمتوسطة (الناعمة والطرية)، وذلك بتشغيل خيوط اللحم الرفيعة، والمتوسطة النمر الخالية من العيوب والشوائب.
أما من حيث التراكيب النسيجية فينتج نقوشات وزخارف واسعة (خلايا النحل ـ الشبيكة ـ البيكة).
ويعمل بنظام الحاشية المقصوصة (اللينو)، وهو مزود بوحدة طرفية موصولة مع أجزاء النول كافة، وجهاز فتح نقش إلكتروني (راتير) كما يعمل بنظام الرخو والطي الإلكتروني، ويعتمد النظام الإلكتروني للضبط والمراقبة، وإمكانية اللحمة لهذا النول أربعة ألوان بوساطة مغذيات على حامل خاص، ويتم تغذية خيط اللحمة بوساطة الضخ الهوائي، ومقدار حجم الهواء لهذا النموذج من الأنوال 700 كيلو بار.
نول سولزر بمقذوف معدني (الشكل 10): ينتج الأقمشة الثقيلة، والمتوسطة الوزن وذلك وفقاً لخيوط اللحمة السميكة، والمتوسطة، ويشغل التصاميم ذات الاختلافات المحدودة (مبارد ـ أطالس ـ سادة) مع حياكة الحاشية من الطرفين ميكانيكياً، وتتم مراقبة السدى ودرجة شدها إلكترونياً، ويحقق تعادل الدرأ أتوماتيكياً.
ويلحق بهذا النول أساساً حاسوب مبرمج يتولى الترتيب اللوني لخيوط اللحمة مع ذاكرة لنقل الترتيب وإعطاء أوامر التشغيل إلى النول (DC).
نول سولزر يعمل بالإبر المرنة: يتألف هذا النول(الشكل 11) من الأجزاء الآتية:
1ـ الجسم الأساسي للنول بما فيه آلية اللواقط.
2ـ جهاز فتح النقش من نوع جاكارد إلكتروني.
3ـ قاعدة حمل آلة الجاكارد (الشكل12).
4ـ جهاز لحفظ التصاميم وبرمجتها.
يتميز هذا النول بإنتاج أنواع مختلفة من أقمشة الستائر، والمفروشات ذات النقوش والزخارف المتعددة على اختلاف تركيبها النسجي، وتعداده في القطعة الواحدة. ويشغل الخيوط المفننة (البوكليه) وخيوط غزل الكارديه، أنواع النمر (الشكل 13).
وقد يزود هذا النول بجهاز فتح نقش من طراز خاص(الشكل 14) مع حاسوب مبرمج للرسوم والنقوش. ويعتمد النظام الكهربائي في المراقبة وعمليتي الشد والطي. وإمكانية تلوين اللحمة بأربعة ألوان وما فوق.